الأمر المحير في موقف إدارة أوباما المتردد من جماعة الإخوان المسلمين رغم فشلها الذريع في ادارة حكم مصر, ورغم نفور المصريين الشديد من اساليبها في الحكم الذي عبرت عنه تظاهرات يونيو المجيدة, هو صمت الادارة الامريكية ازاء تحالف الجماعة مع تنظيمات السلفية الجهادية المسلحة, الاسم الجديد لتنظيم القاعدة في مصر, وسكوتها علي تواطؤ جماعة الاخوان لتوسيع نفوذ هذه الجماعات المسلحة وتوطينها في سيناء, وعدم مبالاة ادارة اوباما بالجرائم التي يرتكبها تنظيم القاعدة هناك تهديدا لأمن مصر القومي وامن المنطقة باكملها!, لماذا صمتت الادارة الامريكية علي هذا التحالف البغيض بين الجماعة وتنظيم القاعدة العدو الأول للولايات المتحدة, الذي يعبر عن نفسه الآن بوضوح بالغ في أعلام القاعدة السوداء التي ترتفع في كل مكان في مصر, بعد ان رفعت اول مرة علي أسوار السفارة الأمريكية بالقاهرة قبل عدة شهور؟!, وهل يجوز لهذا التحالف ان يحكم وطنا مثل مصر يعيث فيه فسادا ليمتد آثار هذا الفساد إلي دول الجوار العربي والإسلامي يهدد استقرار وأمن الشرق الأوسط.., ام ان الحليفين, الجماعة والقاعدة, قدما لواشنطن تعهدا والتزاما بالحفاظ علي أمن إسرائيل مكرسين جهودهم لترويع مصر وتمزيق جبهتها الداخلية ومحاولة تقويض جيشها!.., وللأسف لم يمارس الرئيس أوباما اية ضغوط علي الرئيس المعزول مرسي كي يفض هذا التحالف بين القاعدة والجماعة رغم مخاطره الضخمة, رغم ان الجماعة قدمت نفسها للمصريين والامريكيين والعالم اجمع علي إنها تمثل تيار الاعتدال الإسلامي القادر علي كبح قوي التطرف ومواجهة جماعات العنف والارهاب, تقبل بالديمقراطية وتداول السلطة, لكن الجماعة فعلت عكس ذلك تحت بصر وسمع الادارة الأمريكية.., وعلي الرئيس أوباما ان يعرف انه يدخل شريكا للجماعة في كل الجرائم التي ترتكبها الآن ضد الشعب المصري بعد عزل الرئيس مرسي, تروع المواطنين, وتترصد بالتهديد والقتل كل من يعارضها, وتحاول طمس حقيقة ناصعة واضحة مثل شمس النهار ان لم يسارع بتصحيح موقف واشنطن, ويعيد الاعتبار لكرامة الشعب المصري الذي صنع الثورة ولم يكن في وسعه أن يصبر أكثر من ذلك علي جرائم بلغت حد الخيانة العظمي. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد