الجيش المصري لا يدافع عن نفسه في سيناء, ولا يخوض معركة من أجل أجندة خاصة به, وإنما القوات المسلحة المصرية الباسلة تخوض معركة فرضت عليها من قوي الإرهاب, هذه القوي التي عميت بصيرتها قبل أبصارها وبدلا من خوض معارك تحرير ضد الأعداء الحقيقيين, فإنها تفتح نيرانها ضد أبناء الوطن, وضد الذين حاربوا ولا يزالون مرابطين لحماية مصر من كل سوء يتهددها. ومن العجيب أن هذه الجماعات الإرهابية تجد من يحتضنها, سواء في غزة أو من بين أهالي سيناء, فضلا عن شيوخ السلفية الجهادية, والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة, وبعض المتعاطفين في بلدان الخليج, وهؤلاء جميعا هم أخطر ممن يقومون بأعمال القتل والتخريب النهائية, فهؤلاء هم الحاضنة الرئيسية للإرهاب, التي توفر له الغطاء الأيديولوجي, بل والديني, وتقدم التمويل, وتوفر الملاذات الآمنة لعناصره. وفيما يبدو فإن العالم العربي قد استراح قليلا إلي هزيمة الإرهاب خلال حقبة التسعينيات, إلا أن الأمر المؤكد أن الظاهرة لاتزال موجودة, وسوف تطل برأسها بين حين وآخر. ولقد بات مطلوبا الكشف عن دور الغرب وإسرائيل في هذه الظاهرة, وتعرية المتورطين من أجهزة استخباراتية, ومراكز أبحاث غربية في التعامل مع هذه الظاهرة والاستفادة منها, بل واستخدامها ضد الأنظمة والمجتمعات العربية. وفي الوقت نفسه لابد من أن تتضافر الجهود كلها في مصر لكشف الوجه القبيح للإرهاب, والأهم الوقوف خلف الجيش المصري في سيناء لأنه لا يحارب معركته الخاصة, بل معركة الوطن كله, ومعركتنا جميعا, والآن جاء الدور لتثبت قبائل سيناء دورها البطولي في معركة أصعب ضد الإرهابيين. لمزيد من مقالات راى الا