جلال عارف جهد طيب لأجهزة الأمن في مطاردة خلايا الارهاب.. لكن علينا ان ندرك جيداً أن المهمة أكبر من ان تقتصر علي الجانب الأمني، وأن الخطر لابد من مواجهته مواجهة شاملة، والا واجهنا الكارثة الحقيقية. مبكراً قلنا ان الارهاب الذي وجه ضرباته في سيناء لن يتوقف عندها، بل سينقل نشاطه إلي باقي أنحاء الوطن.. ومبكراً قلنا إنه من غير المعقول ان تخوض حرباً ضد الارهاب في سيناء، وظهرك مكشوف في القاهرة. ومع ذلك رأينا خلال الشهور الماضية ما يثير كل علامات الاستفهام والتعجب!!.. افرجنا عن قتلة دون ان يتوبوا عن ارهابهم (!!) ومنحنا العفو لمن زرعوا القنابل لتقتل الأبرياء باسم الإسلام المفتري عليه (!!) وفتحنا أبواب الإعلام علي الآخر لمن خرجوا من كهوفهم ليؤكدوا ان من حقهم ان يحاسبوا، ويحاكموا، ويقتلوا بعيداً عن القانون وعن الدولة، لأنهم هم المسلمون وحدهم، وكل من يخالفهم كافر يستحق القتل!!. لا نريد التحريض علي أحد، ولكن كيف نترك الإرهاب يغتصب العديد من منابر المساجد، ويجد طريقه للأحزاب والإعلام بل والمدارس.. ثم نتوقع بعد ذلك الا نجد أثراً للتطرف أو اللجوء للعنف؟.. وكيف يمكن ان تطارد القتلة في سيناء، وأقرانهم كانوا في المقصورة الرئيسية في احتفالات اكتوبر في ستاد القاهرة التي غاب عنها صانعو النصر؟!ولا نريد »التهويل« فيما حدث أو إثارة المزيد من المخاوف بعد اكتشاف خلايا الارهاب في قلب القاهرة.. ولكن علينا أن نحذر من اصوات بدأت في »التهوين« من الامر، وترديد الاكاذيب حول أن الخطر ليس كبيراً، أو أن الارهابيين قلة، وهم في الاساس يستهدفون أعداء في الخارج، ولو فتشناهم جيداً لوجدناهم.. يحملون الخير لمصر!! لا يا سادة.. هذا النوع من الارهاب عرفناه جيداً وذقنا ويلاته من قبل. هذا النوع من الإرهاب قتل ابناءنا في سيناء، ويريد أن ينشر راياته السوداء وأفكاره المتخلفة في كل مكان من أرض مصر. هؤلاء لا يحملون معهم الا الدمار والخراب، ولا وسيلة لانقاذ الوطن إلا بقتالهم حتي النهاية.. فقط ينبغي ان نتذكر جيداً أنها ليست معركة أجهزة الأمن وحدها. إنها المعركة بين دولة الارهاب والتخلف، ودولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وكرامة الانسان واستقلال الوطن.. فأي طريق نختار؟!