جلال عارف انتبهوا أيها السادة، فنحن نسير بخطي حثيثة نحو الكارثة. ما حدث في رفح من تهجير للأسر القبطية هو نذير شؤم ينبغي الوقوف عنده والتعامل معه بكل جدية قبل فوات الأوان. التهوين مما حدث خطيئة، والقضية ليست في عدد الأقباط الذين اجبروا علي ترك مدينتهم، وإنما القضية في اننا أمام دولة تتفكك، وسلطة تستسلم للارهاب، وارهاب يفرض قانونه ويتحول إلي وباء يفتك بمصر ويغتال أجمل ما فيها يوما بعد يوم!! يزداد الاحساس بالخطر حين يكون مسرح الجريمة الأخيرة هو سيناء حيث المؤامرة الكبري علي وحدة أرض مصر، لكن الحقيقة أن الكارثة ليست وقفا علي سيناء بل ان الوطن كله في خطر. والقضية لا تخص اخوتنا الأقباط بل تخص كل المصريين الذين هم في نظر الارهاب ليسوا إلا مجموعات من الكفار والخارجين علي الدين!! يحكي اخوتنا الأقباط أن جيرانهم المسلمين في رفح هم الذين حموهم من عصابات الارهاب التي هاجمتهم في غياب الأمن والدولة، ولولا ذلك لكان هناك بحر من الدماء.. ولكن ماذا بعد؟!.. فرض الارهاب كلمته، وخضعت الدولة، وتم التهجير، أما جيرانكم المسلمون الذين حموكم، فربما يكونون في الدفعة الثانية من المهجرين.. يدفعون ثمن اسلامهم الصحيح ووطنيتهم التي ترفض عبث الجاهلين بالدين الكافرين بالوطن. فلنتذكر جيدا.. ان الذين يعربدون في سيناء يعربد أمثالهم في شوارع القاهرة وحواريها، ويقتحمون مؤسسات الدولة ينشرون التطرف ويحاصرون الاعتدال، وأن مسلسل تهجير الأقباط لم يبدأ في رفح بل بدأ في ضواحي العاصمة!! ولنتذكر جيدا.. ان دعاوي التكفير تطال المسلمين قبل الأقباط، وأن بعض من حصلوا علي قرارات عفو علي جرائمهم السابقة من رئيس الجمهورية يدعون الآن علنا لقتل خصومهم، ولم يكن واحد مثل وجدي غنيم يفرق بين مسلم وقبطي وهو يدعو لقتل أعضاء حزب »الدستور« باعتبارهم كفارا ملاعين!! يحدث هذا، بينما الإخوة الافاضل في الجمعية التأسيسية أو جمعية »خد الدستور.. واجري« مشغولون بقمع الحريات وحبس الصحفيين وتعطيل الصحف واهدار مباديء المواطنة والمساواة.. وكأنهم يمهدون الطريق أمام جحافل الارهاب باطفاء الأنوار، ليتركوا مصير الوطن في يد خفافيش الظلام!!