«أحذر من حجم الاضرار التي ستلحق باسرائيل في حالة نشوب حرب»، كانت تلك تصريحات ايتسيك كوهين «رئيس الشعبة اللوجستية بالجيش الإسرائيلي» للإذاعة العبرية أمس. وقال كوهين إن «الحرب المقبلة أياً كانت، ستلحق الأضرار الجسيمة بالقواعد العسكرية وكذلك بالجبهة الداخلية من جراء تعرضها للضربات الصاروخية المعادية»، لافتا في تصريحاته إلى أن «جيش تل أبيب كثف في الآونة الأخيرة من استعداداته، لاحتمال وقوع حرب شاملة، ويبذل جهوداً جبارة لجعل قواعده تصمد أمام تلك الحرب». وأضاف المسؤول العسكري «قيادات الجيش تتابع مجريات التطورات الإقليمية أولا بأول، وتجدد بالتالي تعليماتها»، مؤكدا أن «مخازن الأسلحة والذخيرة والعتاد العسكري ممتلئة عن آخرها استعدادا لأي طارئ». وتأتي تحذيرات رئيس الشعبة العسكرية بعد أيام من تصريحات أدلى بها يوآف جالانت «القائد السابق للمنطقة الجنوبية الإسرائيلية» والتي هاجم فيها القاهرة مؤكدا أن «السلام مع مصر غير موجود وسنجد أنفسنا في مواجهة مجددا مع المصريين» وفقا لما نقله عنه موقع «نيوز وان» الإخباري العبري قبل أيام. وعن الثورة المصرية قال المسئول العسكري الأسبق إن شيئا مأساويا وقع في الدولة المصرية مع اللحظة التي أخذ فيها الإخوان الحكم، هناك طبقة من السكان المصريين متشددة جدا، الذين يرون في إسرائيل شيئا لابد أن يختفي من فوق الخريطة. وأضاف «لا يوجد دعايا متطرفة ضد دولة إسرائيل أكثر من الصور الموجودة في الجرائد المصرية، أنا اقترح عليكم الدخول على شبكة الانترنت ورؤية هذا الأمر الفظيع، يمكنني أن أقول عن هذه الكراهية، وعندما ننظر إلى العام أو العامين الماضيين، أننا وصلنا بعد 30 عاما من السلام لوضع الهدنة، صحيح لا توجد حرب لكن لا يوجد سلام أيضا، أنا لا اعتقد أن مصر تريد محاربة إسرائيل، لكن الحروب أحيانا تحدث بطرق أخرى، لا كنتيجة لرغبة قائد أو حاكم».
وختم تصريحاته بالقول «أنا لا اعتقد أن مصر لديها اهتمام بالدخول في حرب، لكن أظن أن هناك فرصة كبيرة أن نجد أنفسنا في وضع متوتر يزداد ويتعاظم مع القاهرة». وتأتي التحذيرات والتهديدات الإسرائيلية أيضا بعد أيام قليلة من دعوات لبنيامين نتنياهو «رئيس حكومة تل أبيب» لشن عملية عسكرية إسرائيلية في سيناء، وبعنوان «كيف يمكن لإسرائيل القضاء على الإرهاب المنطلق من سيناء؟»، قال موقع «والا» الإخبارى العبرى فى تقرير له مؤخرا إنه على نتنياهو أن يقف الآن ويتخذ قرارا حاسما، هل يقوم بعمل ما فى سيناء ويستفز بالتأكيد نظام الرئيس المصرى محمد مرسى، أو يحاول فى فشل إجهاض الإرهاب عندما يطرق أبواب الحدود، ويحصد أرواح الإسرائيليين. وذكر أن الجيش الإسرائيلى يفهم جيدا التهديد المتزايد فى شبه جزيرة سيناء، وقيام خلايا إرهابية ذات أيديولوجية متشددة بشن سلسلة هجمات، وبتشجيع من منظمات إرهابية بقطاع غزة، لافتا فى تقريره إلى أن خلايا سيناء تلك رفعت رأسها منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، كما أن جزءا منهم تم إجهاض نشاطه بغزة، وجزءا آخر يحقق أهدافه بإطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات الجنوب الإسرائيلى، وبعمليات تخريبية على طول الحدود. وأشار الموقع إلى أن شعبة العمليات العسكرية اتخذت قرارا بتسيير دوريات تابعة من سلاح المشاة فى المناطق الحدودية مع مصر والتى قد تكون معرضة لخطر الاختراق والعمليات التخربيبة، كما أن جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى «الشاباك» متيقظ لأى حالة من هذا النوع، والتى كانت منشؤها قطاع غزة فى الماضى، والآن سيناء، وبرعاية القبائل البدوية، مضيفا أن يورام كاهان، رئيس الشاباك، قرر تزويد المنطقة الحدودية بقوة بشرية نوعية، لمواجهة أى عمليات عدائية ضد جنود الجيش الإسرائيلى وسكان المستوطنات القريبة من الحدود. وختم «والا» تقريره بالقول إن كل هذا لن يساعد الجيش الإسرائيلى على تحقيق ما يريد، مادامت عمليات الإرهاب من شبه جزيرة سيناء تتزايد بلا توقف، ولكى نجهض حوادث مشابهة، لا بد من العمل فى العمق المصرى وإحباط نوايا المخربين قبل وصولها لخط التماس فى المنطقة الحدودية، عمليات من هذا النوع تتنافى وتتعارض مع اتفاقية السلام مع القاهرة، لكنها ستثمر عن معلومات استخباراتية نوعية وقدرة على تصفية الخلايا الإرهابية ومنعها من اختراق الأراضى الإسرائيلية. وبعنوان «حدود مصر.. الجبهة الأمنية الأكثر اشتعالا» قالت صحيفة «هآرتس» العبرية فى تقرير لها منذ أيام إن حادثة إطلاق النار الأخير على الحدود والذي قتل فيه جندي إسرائيلي، تكشف لأى درجة تحولت شبه الجزيرة المصرية لمنطقة غير مستقرة تثير القلق، الأمر الذى يعرض العلاقات المتدهورة مع القاهرة لخطر أكبر، لافتة إلى أن الحدود التى كانت حدود سلام هى الآن الحدود الأكثر اشتعالا التى يواجهها الجيش الإسرائيلى.