منذ الوهلة الأولى لتولى الرئيس محمد مرسي تخصصت بعض منصات الإعلام فى اصطياد كل شاردة وواردة ..هذا أمر يستطيع أى منصف رصده حتى لو كان معارضا للإخوان أقول هذا رغم اختلافى شخصيا مع سياسة الرئيس مرسي واقتناعى بإخفاقه فى استثمار الفرصة التاريخية للإخوان ليثبتوا أنهم قادرون على تولى أمور البلاد واعتقادى فى أنهم أخفقوا إخفاقا أصرو ا عليه فقدموا بذلك على طبق من ذهب لكل من يكرهونهم والذين عارضوا سياسياتهم من منطق الكراهية لا المعارضة الموضوعية التى تستهدف المصلحة الوطنية أى أنهم قالوا " قولة حق أريد بها باطل " واستغلوا فى ذلك بعض منصات الإعلام الخاص التى تجاوزت كل الحدود فى سب الرئيس بأبشع الألفاظ باسم حرية الإعلام ..هذه المنصات وجدت مبررا لسائق الونش الذي حاول اقتحام قصر الاتحادية وسمت فعلته تعبيرا عن الرأى فى حين اتهمت مؤيدى الرئيس أمام الحرس الجمهورى بالإرهابيين والمخربين قبل أى تحقيقات خرج قادة الراى العام الذين تعدت سلطاتهم المركز الرابع لتصبح الموجه الأول لمستقبل الدولة المصرية ، يقولن إن من ماتوا أمام الحرس الجمهورى قتلهم من بعثهم ..واقعة أخرى تثبت كيف يكيل الإعلام بمكيالين عندما استشهد زميلنا الحسينى ابو ضيف تحركت كل قنوات الإعلام مستنكرة وعندما استشهد مصور جريدة الحرية والعدالة لم يشر إليه حتى مجرد إشارة ولم تحرك نقابة الصحفيين ساكنا حتى بمجرد استنكار . الإعلام من خلال بعض المنصات التى يقودها أصحاب المصالح كان لتجربة مصر بعد الثورة بالمرصاد بدليل أن من بكوا من أجل مبارك ودافعوا عن نظامه أثناء ثورة 25 يناير ووصفوا شباب الثورة بالعملاء هم من أصبحوا فجأة ثوار 30 يوينو والأبطال القوميين البعض يرى أنهم انحازوا الى الشعب كى يغتسلوا من ذنبهم بإدارة ظهورهم لإرادة الشعب فى المرة الأولى لكن هذا ليس مبررا لهم .لقد خرجوا فى 30 يونيو كراهية فى الثورة وليس كراهية فى الرئيس مرسي ويا ليتهم اكتفوا بإسقاط النظام لكنهم سعوا منذ اللحظة الاولى لظهور البيان العسكرى الأول إلى الحديث عن ضرورة التخلص من الإخوان المسلمين بل وكل التيارات الإسلامية وكان البيان العسكرى الثانى حصيفا عندما نبه إلى ضرورة وجوةد ميثاق شرف إعلامى وكأنما يرسل رسالة إلى الاعلام بان تخف حدته فى التخوين وشيطنة الإخوان والمطالبة بإقصائهم التى تجاوزت ذلك الى حد المطالبة بمصادرة أموالهم ومحاكمتهم ..حتى اثناء المؤتمر الصحفى عقب حادثة الحرس الجمهورى رفض وصف المتظاهرين او الاخوان بالجماعات الارهابيةة واكتفى بان الجيش يواجه عناصر خارجة على القانون. ماذا كان يظن المحرضين على الإخوان فى وسائل الإعلام بالمتظاهرين فى رابعة العدوية ..بعد ان يستمعوا لدعوات الاقصاء والحل والطرد المعنى من رحم المجتمع هل كان عليهم العودة الى منازلهم وانتظار غياهب الجب التى كان يلقى فيها كل ملتح او مواظب على الصلاة فى المسجد كما كان يحدث فى عصر مبارك ، ام ينتظرون العقاب المجتمعى الذي مارسه بعض المتشددين الذين تعرضوا للمنقبات فى الشوارع وكذلك للملتحين بالعنف اللفظى والمعنوى ..أى سلام اجتماعى فى هذا البلد والاعلام حكم بالاعدام على الاخوان المسلمين وعلى كل من يتبع فكرهم السياسي . أى أمن وتوافق والإعلام يصفهم بالخونة والمجرمين وبآكلى الكباب والكفتة " كما افتى احد الاعلاميين قائلا ان الرئيس وجماعته اكلوا كميات كبيرة من الكفتى اثناء توليه الرئاسة ..او كميات الاستاكوزا والجمبرى التى وصفها الكاتب وعضو مجلس الشعب فى عهدى الوطنى والاخوان .. لقد صور بعض الاعلاميين للشارع المصري ان الاخوان اهل كفر وضلال واجرام وانهم خونة لا يعبأون بالوطن لذا كان طبيعيا أن أرى تلك السيدة التى قامت فى مترو الانفاق لتقول بصوت عال " أى واحدة من الإخوان تورينى نفسها وانا اضربها باللى فى رجلى " وأن يقوم رجل ليفتى بأن " أى واحد فينا يشوف واحد اخوانى يدبحه " أى فتنة يصنعها الإعلام غير المنضبط ..أرجو أن ينتبه العقلاء إلى ما يرتكب من حماقات لأن القنوات الدينية وإن كانت تمارس التضليل الدينى فإن بعض قنوات الإعلام الخاص تمارس التضليل السياسيى والاجتماعى والمحصلة فى الحالتين إحراق مصر .لقد كان فضيلة شيخ الأزهرفى بيانه الأخير للأمة حين طالب بإجراء تحقيق عاجل فى أحداث الحرس الجمهورى وحين خاطب اهالى المتوفين واصفا اياهم بالشهداء ..لابد من رسالة طمأنة حقيقية لمؤيدى الرئيس مرسي الذين لا ينتمون فقط إلى جماعة الإخوان المسلمين ..لقد رفضنا قبلا ما تبثه بعض القنوات الفضائية من رسائل التكفير واليوم علينا أن نرفض ما تبثه من تخوين لفصيل من نسيج الوطن . "اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه " [email protected] لمزيد من مقالات سهير عبد الحميد