مثل جرذان المركب وخفافيش الظلام خرج الحاقدون الذين يدعون الوطنية.. المزايدون الذين لا تهمهم سوى مصالحهم وأجنداتهم. كان كل ما قرأوه من حادث رفح هو أنه وقع بسبب الحب المتبادل بين الرئيس مرسي وحماس والذي دفعه إلى فتح المعابر التى دخل منها مرتكبو الحادث على حد قول هؤلاء الذين سارعوا فور إعلان نبأ الحادث الى اتهام حماس ..لم تردعهم رهبة الموت ولم تشفع دماء الشهداء التى لم تجف ليخرج المزايدون حتى أثناء الجنازة العسكرية للشهداء ليبثوا سمومهم كما فعل المدعو توفيق عكاشة الذي استغل الحدث ليصيد كعادته فى الماء العكر ويحرض الناس على الرئيس والحكومة ...دون أن يرضج لجلال أحزان الأمهات والزوجات وعظمة الفجيعة حتى الموت يستخدمونه لأغراضهم الدنيئة ولكنه أخذ جزاؤه على الفور عبر فردة حذاء طارت فى وجهه ...وكان الأحرى بهه وبأمثاله وبكل من يبغي الحقيقة أن يتساءل وما مصلحة حماس فى قتل جنود وضباط مصريين كانوا منشغلين بتناول الإفطار وما دخل المعابر فيما حدث وحدودنا مخترقة وتواجدنا الأمنى فى سيناء مكبل بشروط كامب ديفيد ولماذا لم ينبري هؤلاء للدفاع عن دماء الجنود المصرية التى اغتالتها قوات حرس الحدود الإسرائيلى مرار ثم أعلنت بكل هدوء أن ماحدث حدث عن طريق الخطا لم يخرج أحدا يومئذ من هؤلاء الأشاوس ليدعو على مبارك ويقول إنه السبب ..أمثال من خرجوا لتحريض الشعب على حماس والرئيس والحكومة غاب عنهم المنطق فى تفسير الحدث حتى نتجنب تكراره : - أولا مسئولية ما حدث يتحملها جهاز المخابرات الذي لم ينتبه إلى ما يجرى على أرض سيناء خاصة وأن إسرائيل كانت قد نبهت رعاياها قبل وقوع الحادث بأيام إلى ضرورة مغادرة سيناء لماذا لم يلتفت رجال المخابرات إلى هذه النقطة بالغة الأهمية ونحن نعلم أن المخابرات الإسرائيلية لا تترك شاردة ولا واردة وقد حدث الموقف ذاته قبيل أحداث 11 سبتمبر حين تم تحذير اليهود العاملين فى مركز التجارة العالمي بعدم الذهاب إلى أماكن عملهم يوم الانفجار .أم أن مخابراتنا اكتفت برأفت الهجان وعملية الحفار وتدمير إيلات لتنام بعدها فى العسل - أما القوات المسلحة فهى شريك أساسي فيما حدث لأن المجلس العسكري تفرغ للسياسة ولعبة القط والفأر مع الإخوان ونسي مهمته الأساسية فى تأمين الحدود - اتفاقية كامب ديفيد التي لم يذكرها الأشاوس هى ضلع أساسي فيما حدث فكيف لنقطة حدودية ملتهبة مع جار رغم اتفاقية السلام ما زلنا نراه عدوا ويرانا هو من ألد الخصام ألا يكون بها سوى 22 جنديا وضابطا ..التواجد الأمنى الهزيل فى سيناء حسب شروط اتفاقية السادات مع إسرائيل مسئول عما حدث . - تراجع عمليات التنمية فى سيناء التى ارتكبها النظام السابق عن عمد استجابة لضغوط أمريكية وإسرائيلية وكلنا يعلم أن تنمية سيناء خيار استراتيجي لأن المناطق المأهولة بالسكان ستكون حائط صد أمام أى عدوان أو عمل استخباراتى واسألوا قوى العدوان الثلاثى عن بورسعيد الباسلة .كما أن تنمية سيناء والاهتمام بها بعد أن دفع أهلها لسنوات طويلة ثمن الدفاع عن الوطن كان سيحميها من أن تتحول إلى تربة خصبة للأفكار المتشددة - إسرائيل متهم أساسي ومستفيد رئيسي من هز أوضاع مصر وتهديد استقرارها وقيامها بتدمير السيارة المصفحة التى دخلت اراضيها وبها عدد من المتهمين ليس دليل براءة بل هو دليل اتهام للكيان الصهيوني الذى أراد التغطية على ضلوعه فى المؤامرة بقتل مرتكبيها من العملاء ضعاف النفوس . وأخيرا يا سادة غن فتح المعبر لا يصب فى مصلحة الفلسطينيين فقط ففضلا عن كونه خيار قومى وعربي من منطلق واجبنا إزاء القضية الفلسطينية فعلى الأقل إن لم نكن معها فلا ينبغى أن نكون عليها بأن نحاصرها مع إسرائيل فضلاعن ذلك فهو قرار استراتيجي لأن وجود مقاومة فلسطينية جادة فى وجه إسرائيل حماية لنا لأن إسرائيل إذا ما فرغت منهم فالدور علينا لا محالة لذا كان أول قرار اتخذه نبيل العربي عندما تولى وزارة الخارجية بعد الثورة هو فتح المعابر . أما الأنفاق فتدميرها ضرورة للأمن القومى المصري حتى لا تكون معابر للمخدرات والسلا ح. [email protected] المزيد من مقالات سهير عبد الحميد