"لن يدرك المصريون أنهم قد دخلوا فى حرب أهلية إلا بعد فوات الأوان وأنه لا بديل لهم عن التوافق "هذا ما قاله توماس فريدمان وهذا ما يقوله العقل والمنطق ..فحالة الشحن والاستنفار التى تدور على شاشات الفضائيات ويغذيها أناس بعينهم منهم المدعو توفيق عكاشة الذي سلط على نفسه وعلينا ليدعو إلى مليونية لمحاصرة الفندق الذي يقيم فيه " الارهابى " ''حسب وصفه ''خالد مشعل .هذا بالطبع على هامش دعواته التى تنطق بصوت الرعد للخروج يوم 30 يونيو بمشاهد غير لائقة من عينة للسيدة التى تدعو على الرئيس مرسى بموت ابنه وخراب بيته ..فهذه ليست موضوعية إعلامية وليست أخلاقية والمعارضة للرئيس لا تعنى قلة الأدب وسبه ..من جانب آخر ياتى تصريح وجدى غنيم الذي يتوعد من يريدون إسقاط شرعية الرئيس بأن وراءه رجالة ..ونسى حضرة الشيخ أن تقويم الحاكم إذا أخطأ من أبجديات ديمقراطية الإسلام . حالة الغليان باتت تثير الذعر فى نفوس عموم الناس رغم كل التصريحات الرسمية عن تأمين مترو الأنفاق والسكك الحديدية فإن الكثير من المؤسسات والشركات قد اعلنت فى منشورات داخلية عن منح يوم 30 يونيو كإجازة وبدا الناس يترددون بكثافة على المحال التجارية لشراء مستلزماتهم خوفا مما تخبأه الأيام ..الكل بدا فى الحفاظ على ما فى يديه من مال تحسبا للأيام القادمة التى تجعل مصر قريبة إما من سيناريو الجزائر أو سيناريو الصومال ..وتكالب المصريين على شراء الأبواب المصفحة خوف من عمليات السطو التى ستكون حالة الفوضى المتوقعة بيئة خصبة لها . وهناك أحاديث جانبية عن استعداد بالأسلحة البيضاء ليوم 30 يونيو بقصد الدفاع عن النفس لكن عندما تسفك الدماء لن يفيد القول بإن البادىء أظلم . الباقى من الزمن أيام قبل أن يبدأ يوم الساعة فى مصر والرئيس مرسي ما زال مصرا على تحمل وصمة عار لن يغفرها له أى مصري لأنه فعل اكثر مما فعله مبارك لقد استجاب الرئيس السابق مبارك لرغبة الشعب فى 18 يوم بينما لم يستجب الرئيس مرسى لكل نداءات المصريين كى يصون الثورة التى حملته إلى كرسي الحكم وكى يلبي الأصوات التى منحته شرعيته من خلال صندوق الانتخابات ...لماذا تصر سيدى الرئيس على تحمل الوزر .ليس مؤتمر نصرة سوريا ولا حركة تغيير المحافظين هى ما ينتظره المصريون منك ...الحجة التى كان كثيرون منا يرددونها دفاعا عنك وهى انك لم تتمكن من الحكم وترتيب الاوراق فقدت شرعيتها فابسط الاخطاء هى الاحتفاظ برئيس وزراء لا يسمن ولا يغنى من جوع وكان بالامكان الاستعانة باحد الشخصيات الوطنية غير الخلافية كى تتولى المسئولية فى تلك الفترة العصيبة كان عليك أن تتقاسم مسئولية قيادة ثورة هى من أنبل الثورات التى عرفها التاريخ ... الفرصة ما زالت سانحة أمام الرئيس كى ينقذ مصر ويعلن ان مصلحة الوطن أغلى عليه من نفسه ومن الجماعة . أما المعارضة وأقطابها الذين يدعون أن الإخوان هددوا بحرق مصر إذا تولى أحدهم رئاسة الوزراء فإننا لا نصدقهم فاين كانت هذه التصريحات ولماذاالصمت عامين ..ارحموا مصر من حفل الانتحار الجماعى الذي تدعمونه لأنكم والزملاء الإعلاميين الذين يولعون فى الدنيا ثقة فى أنهم لن يضاروا فلديهم مشاريعهم الخاصة التى تكفل لهم العيش فى نفس الفخفخة ستكونون جميعا أول من سيترك السفينة ويطير على أول طائرة خارج مصر بعد أن تكون قد تحولت إلى أنقاض . [email protected] لمزيد من مقالات سهير عبد الحميد