يشغلني هاجس أن يكون هناك سفك للدماء وأعمال عنف وتخريب خلال مظاهرات30 يونيو الحالي, خاصة أن كثيرا من التظاهرات التي تمت بعد ثورة25 يناير أتسمت بالعنف رغم أن الداعيين لها قالوا إنها سلمية. وفي ظواهر الأسبوعين الماضيين, ما ينبأ بأعمال عنف, بداية مما حدث أمام وزارة الثقافة بين مؤيدي الوزير ومعارضيه, مرورا بالاشتباكات بين الرافضين والمؤيدين لمحافظ الغربية الجديد ومحاولة اقتحام مقر المحافظة, وإضرام النيران بمقر جماعة الإخوان المسلمين بطنطا وحرق مقر حزب النور في المحلة, وإحراق سيارة محافظ كفر الشيخ ومحاولة اقتحام منزله, وطعن4 قياديين من الإخوان في المنصورة, ووقوع25 مصابا بمجمع محاكم الإسماعيلية ثم سقوط3 قتلي بالفيوم والمحلة. وعلي الطرف الآخر قال د.صفوت حجازي: من يرش الرئيس بالمية أرشه بالدم, واحذروا غضبة الإسلاميين, فيما قال عاصم عبدالماجد: إن يوم30 يونيو المقبل سيكون ثورة إسلامية, وهناك من يري أن هدف هذه المظاهرات هو القضاء علي المشروع الإسلامي, وليس لسحب الثقة من الرئيس, وهناك من يتطرف فيكفر المعارضين. وإذا كانت القوي الإسلامية, قد نظمت مليونية دعم الشرعية الجمعة الماضي, فمن باب الحكمة أن تتخلي تماما عن النزول في30 يوينو, وتترك الساحة للقوي المعارضة, فلو اعتمدنا علي نظرية الحشد والحشد المضاد ستكون الخسائر ليس علي الطرفين فقط, ولكن علي الوطن كله. وإذا كان ولا بد من النزول فأمامها الجمعة28 يونيو. وليعلم الجميع انه لا يوجد فصيل او حزب او تيار يستطيع إقصاء الآخر, فلا الإسلاميون سيمحون العلمانيين, ولا العلمانيون بمختلف اتجاهاتهم قادرين علي العكس, فمحاولات الإقصاء مصيرها الفشل, فلا الإخوان إحتلوا مصر, ولا العلمانيين كفارا, كما يدعي الغلاة من الطرفين. إننا ندعو الجميع إلي ضبط النفس والتعبير بشكل سلمي وعدم الاحتكاك بالآخر, ومراعاة حرمة الدم المصري, فدماؤكم عليكم حرام, ومعركتكم الفائز فيها خاسر. لمزيد من مقالات جمال نافع