في الوقت الذي نظمت فيه العديد من عواصم ومدن العالمين العربي والإسلامي مسيرات وفعاليات ومهرجانات حاشدة يوم الجمعة الماضي, بمناسبة مرور46 عاما علي الاحتلال الإسرائيلي للقدس فقد شهدت المدينة المقدسة وتحديدا المسجد الأقصي المبارك أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أحداثا مؤسفة حيث وقعت اشتباكات بالأيدي وملاسنات لفظية بين أنصار حزب التحرير الإسلامي المطالب بعودة الخلافة الإسلامية والمؤيد للثورة ضد نظام بشار الأسد في سوريا والشيخ صلاح الدين أبوعرفة امام وخطيب المسجد ومؤيديه بعد ما جاهر أبوعرفه برفضه لفتوي الشيخ يوسف القرضاوي بالجهاد ضد الشيعة والعلويين في سوريا معتبرا أن هذه الفتوي تضرب وحدة المسلمين في مقتل ولاتساعد إلا الإسرائيليين في عدوانهم علي الأقصي. وفي خطبته التي آثارت مؤيدي حزب التحرير قال الشيخ صلاح الدين بن ابراهيم أبو عرفة أحد أئمة المسجد الأقصي المبارك أن فتاوي ودعوات الجهاد في سوريا هي محض كذب وبهتان, وأوضح أن الجهاد لا يكون بين أهل الدين الواحد, متسائلا كيف صارت بوابة الجنة من دمشق ونحن جيرانها في فلسطين وغزة وبيت المقدس وتحتلنا إسرائيل ولم يدع أحد إلي الجهاد فيها قولا أو فعلا. وقال أبو عرفة لو كانوا صادقين مصيبين لكانت فلسطينالمحتلة أولي بمثل دعواتهم هذه فبيت المقدس كان علما معروفا من ستين سنة أين هم منه ولماذا لم يجندوا ويجيشوا من أجله مثلما فعلوا في سوريا. وتابع امام الاقصي أن الجماعات التي جاءت إلي سوريا باسم الدين هي أبعد ما تكون عنه لأن كل من جاء يبتغي دم المسلم ويرفع راية الإسلام بدم أخيه أو في عرضه وماله كائنا من كان وتحت أي مسمي كان فهو خائن كذاب. واكد ان هذه أمة واحدة لها دين وكتاب ونبي واحد ومن فرقها أو حمل عليها السلاح فليس منها, مستشهدا بقول الرسول صلي الله عليه وآله وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. ودعا الشيخ أبو عرفة أن يحل الأمان والسلام في سوريا وأن تنكسر شوكة أعدائها منكفئين خائبين خاسرين, قائلا إننا لن نمل ولن نكف عن كلمة الحق وعن دعم أهلنا وإخواننا بكلمة حق. وأثارت تصريحات الشيخ أبوعرفه شباب حزب التحرير, وبعض الإخوان, والسلفيين, فانطلقوا يسبونه ويطردون المصلين, وقراء القران الكريم من أنصاره. وبعد وقوع هذه الأحداث المؤسفة في الأقصي وباحاته أعلن مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس, وشئون المسجد الأقصي, الشيخ عزام الخطيب استنكاره لوقوع مثل تلك المشاغبات الحزبية في الحرم القدسي وانتهاك حرمته, والتطاول علي الإمام صلاح الدين بن إبراهيم أبوعرفه كما حظر علي أحد المشايخ المؤيدين لفتاوي الشيخ القرضاوي وهو الشيخ عمر الحلبي الحديث والتصريح في شئون الأوقاف والمسجد الأقصي. ولم تمنع هذا المشاحنات داخل باحات الاقصي الفلسطينيين والعرب من الاحتفال بيوم القدس داخل المدينة المقدسة مما دفع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمهاجمة مسيرة سلمية نظمتها القوي الوطنية في باب العامود, أحد أبرز وأشهر أبواب القدس القديمة, واعتقلت عددا من المشاركين فيها, فيما انطلقت في المسجد الأقصي المبارك بعد صلاة الجمعة مسيرة حاشدة رفع خلالها المصلون الأعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات المنددة بالاحتلال وسياساته في القدس, وجاءت المسيرتان لمناسبة الذكري ال46 لنكسة يونيو عام1967, واحتلال شرقي القدس. وردد المشاركون في الاعتصام, في باب العامود, الهتافات الوطنية المطالبة بزوال الاحتلال ووقوف العرب والمسلمين والعالم أجمع إلي جانب الشعب الفلسطيني لنيل حريته وتحقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأحاطت قوة معززة من جنود الاحتلال, المشاركين في محاولة لقمع الاعتصام والوقفة في المنطقة وهو مافشلت فيه حيث أنه علي الرغم من الاستنفار الأمني والحواجز التي وضعها يهود للتضييق علي المسلمين المتوجهين للمسجد الأقصي المبارك فقد استجاب عشرات الالاف من الفلسطينيين للدعوة للاحتفال بيوم القدس وهو ما استغله حزب التحرير ايضا ودعا إلي عودة الخلافة الإسلامية والمشاركة في الجهاد ضد نظام بشار الأسد في سوريا.