وسط أنباء عن إنفاق حزب العدالة والتنمية نحو21 مليون دولار لشراء الغازات المسيلة للدموع منذعام2000 وحتي2012، أكد الرئيس التركي عبد الله جول أن المظاهرات السلمية ما هي إلا جزء من الديمقراطية, حيث دعا مجددا إلي الهدوء في الشارع وذلك في اليوم الرابع من أعنف مواجهات بين قوات الشرطة ومتظاهرين مناهضين للحكومة. وحاول جول احتواء الموقف مؤكدا أن الديمقراطية لا تعني فقط انتخابات ولكن الرسائل التي وجهها المتظاهرون بحسن نية قد وصلت. وشدد علي ضرورة عدم اتاحة الفرصة أمام مجموعات خارجة علي القانون لإثارة الإضطرابات في الشارع. يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عناصر متطرفة بأنها وراء إثارة المظاهرات المناوئة لحكومته. وجدد أردوغان دعوته للشعب التركي بالتزام الهدوء والسكينة, مؤكدا سيتم التغلب علي كل هذا في إشارة إلي أربعة أيام من المظاهرات العنيفة. وأشار رئيس الوزراء التركي إلي أن الذين يتحدثون عن ربيع تركي علي صواب, حيث اننا في فصل الربيع بالفعل, ولكن البعض يريدون أن يحولوه إلي شتاء. ولن يفلحوا. ولم يمنع المشهد التركي المضطرب أردوغان من المضي قدما في جولته في المغرب العربي, حيث من المقرر أن يبدأ جولته في المنطقة بزيارة إلي المغرب ومنه إلي الجزائر وتونس علي ان يعود الي تركيا بعد غد الخميس. وأعلن مكتب اردوغان- في بيان- ان رئيس الوزراء سيجري محادثات مع المسئولين في هذه الدول الثلاث حول العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع تركيا بالاضافة الي التطورات الاقليمية والدولية. وفي الوقت الذي شهدت فيه مواقع التواصل الاجتماعي دعوات مكثفة لإشعال موجة جديدة من المظاهرات خلال الساعات المقبلة في العديد من المدن التركية الكبري وعلي رأسها اسطنبولوأنقرة,كشفت صحيفة سوزجو التركية عن أن حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان استوردت حوالي62 طنا من الغازات المسيلة للدموع منذ بداية عام2000 وحتي نهاية عام2012 مقابل21 مليون دولار. وأوضحت الصحيفة أن قيمة الكيلوجرام الواحد من هذه الغازات يبلغ62 دولارا. وفي تأكيد علي الانقسامات التي يعاني منها حزب الحاكم في الوقت الراهن, تقدم فرحات كوب أوغلو رئيس فرع الشباب لحزب العدالة والتنمية الحاكم عن بلدة اينه بولو غربي تركيا باستقالته بعد تزايد ردود الأفعال علي قيامه بنشر عبارة إن شاء الله سنهدم ضريح أتاتورك بعد هدم حديقة جيزيه في ميدان تقسيم علي موقع التواصل الاجتماعي( تويتر). وأشارت الصحف التركية إلي أن هذه العبارة أثارت استياء وغضب سكان البلدة وبالتالي اضطر كوب أوغلو إلي ترك البلدة بعد تقديم استقالته علي أثر تلقيه تهديدات من قبل العلمانيين والقوميين في البلدة. وعلي الصعيد الاقتصادي, انعكست الاضطرابات في الشارع بالسلب علي أسواق المال التركية إثر زيادة القلق بين المستثمرين الأجانب في تركيا. وذكرت شبكة( إن.تي.في) التركية أن سعر الدولار ارتفع بشكل كبير مقابل الليرة التركية علي أثر الاضطرابات والفوضي المنتشرة في67 محافظة تركية حيث واصل الدولار واليورو صعودهما وذلك للمرة الأولي منذ يناير.2012 وعلي صعيد متصل, تساءلت مجلة تايم الأمريكية عما إذا كان ميدان تقسيم في تركيا سيتحول إلي ميدان التحرير بالنسبة لأردوغان. وأشارت إلي أن الاحتجاجات في شارع الاستقلال, في قلب حي التسوق والترفيه في إسطنبول, ليست شيئا جديدا. ودللت علي ذلك بأنه خلال العام الماضي, تظاهر الأتراك ضد تدهور أوضاع حرية الإعلام, وضد الطفرة العمرانية المتهورة, وضد مشروع قانون يهدف إلي فرض قيود جديدة علي الإجهاض, وضد تعامل الحكومة مع الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا المجاورة لهم. كما احتج الأتراك أيضا خلال العام الماضي ضد حبس المئات من جنرالات الجيش بتهم الانقلاب, وضد اعتقال الآلاف من النشطاء الأكراد بتهمة مساعدة حزب العمال الكردستاني, والذي تضعه تركيا علي قائمتها للإرهاب, وكان أحدث تلك الاحتجاجات ضد فرض قيود جديدة علي مبيعات المشروبات الكحولية. واستطردت المجلة أن الاحتجاجات الكبيرة ضد حكومة أردوغان الإسلامية المعتدلة التي تشهدها البلاد منذ يومين لاتختلف عن سابقاتها سوي في إنها الأكبر خلال اعوام. كما لعب لجوء الشرطة للعنف دورا كبيرا في تأجيج الغضب الشعبي واشعال المظاهرات مما أدي بالتالي إلي سقوط قتلي ومصابين واشتعال الموقف.