إن الهواء الذي نتنفسه في كل لحظة لم يعد عليلا نقيا كما كان من قبل, بل اصبح ملوثا بالدخان والغازات والاتربة والنفايات, خاصة النفايات الصناعية, واذا بحثنا فسوف نجد ان الانسان وحضارته هما السبب المباشر وغير المباشر في تلويث الهواء الجوي, فلقد بث الانسان مخلفات صناعته عبر المداخن العالية لتخرج إلي الهواء وتلوثه بالغازات والادخنة والأتربة الدقيقة والسناج وغيرها من نفايات الصناعات المختلفة, فالانسان يبتكر ويخترع طمعا في ان يحقق لنفسه حياة هانئة سهلة مريحة, وهو في نفس الوقت يلوث كل ما حوله, وبنفس قدرته ومهارته علي الابتكار والاختراع. هذا ما أكده الدكتور حسن احمد شحاتة استاذ الكيمياء الفيزيائية كلية العلوم جامعة الأزهر في دراسته حول, تلوث الهواء القاتل الصامت التي تعد اضافة جديدة يقدمها تحسب لرصيده في المكتبة البيئية وتحسب لمجهوده الوافر في إثراء حياتنا الثقافية بهذا النوع من الدراسات الذي يبحث في السلوكيات والممارسات الخاطئة التي تؤدي إلي تلوث الهواء ومنها التلوث الناتج عن التدخين ومضاره والتدخين غير المباشر, التدخين السلبي الذي بالاضافة إلي حرق المخلفات والقمامة, وكذلك تلوث الهواء الناجم عن السيارات ذات المحركات التالفة, وتلوث الهواء في الاماكن المغلقة الناجم عن وسائل التدفئة, والنباتات المنزلية الليلية وملطفات الجو والمعطرات والمبيدات الحشرية المنزلية, وعن غبار الكنس, والتلوث الجوي الناجم عن تجارب التفجيرات النووية والأسلحة الكيميائية. واضاف ان التلوث يحول الهواء النقي العليل عديم الرائحة إلي هواء له رائحة ومليء بالغيوم التي تضر بالصحة حيث ان الغازات والحبيبات يمكن ان تستقر في البيئة مسببة العديد من الامراض الخبيثة والمزمنة, حيث نجد ان اهم مصادر انبعاث غازات اكاسيد النتروجين التي ترجع للانشطة البشرية تمثل51.5% واحتراق الوقود وتوليد الكهرباء بنسبة44.1% والعمليات الصناعية المختلفة بنسبة0.9% والحرائق في الغابات والمزارع نسبة1.8% والتخلص من النفايات الصلبة يمثل نسبة1.7% واضاف الدكتور شحاتة أن الملوثات الجوية الناتجة عن انشطة الانسان وتأثيراتها علي الاحوال الجوية تتضمن قائمة طويلة علي رأسها ثاني اكسيد الكربون واكاسيد الازوت ومركبات الكبريت والميثان والفلور وكربونات والنشادر وبخار الماء والايروزول والهيدروكربونات, وأوضح إلي ان السحابة الدخانية التي سادت اجواء القاهرة في الآونة الأخيرة تعكس بصدق مدي التلوث الذي اصاب الهواء فوق هذه المدينة, وهي تعد إنذارا خطيرا إلي ان التلوث الهوائي تجاوز الخطوط الحمراء, وفاق كل التصورات, ووصل إلي حد الكارثة.