الإسكندرية.. مدينة تحتضر.. تحذيرات أطلقتها عشرات التقارير البيئية المحلية والعالمية بعد تزايد معدلات التلوث البيئي في مياه البحر والاراضى الزراعية والهواء نتيجة للأنشطة الصناعية المحظورة دوليا وقيام العشرات بل المئات من الشركات والمصانع المنتشرة بجميع أنحاء المدينة بضرب قوانين البيئة عرض الحائط لتحول عروس البحر لبؤرة لكافة لكل أنواع الملوثات الخطرة.. وهذا ما كشفه أحدث تقارير وزارة البيئة بعنوان «تقييم الأثر البيئي والاجتماعي» لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية بالإسكندرية. هذا التقرير الذي اثبت للبنك الدولي كارثة التدهور البيئي للمدينة . حتى حصلت مصر على منحة قدرها 40 مليون دولار! مجمع البتروكيماويات أكد تقرير وزارة البيئة أن منطقة البتروكيماويات بالعامرية غرب الإسكندرية تعد بؤرة تجمع صناعي وتؤثر بالسلب علي البيئة المحيطة بتلك المنشآت والتي تتمثل في شركات البتروكيماويات المصرية وسيدي كرير للبتروكيماويات والإسكندرية لأسود الكربون والمصرية للغازات الطبيعية «جاسكو» والإطارات. أشار التقرير إلي أن من أخطر ملوثات البيئة بتلك المنطقة الواقعة بمنطقة وادي القمر غرب الإسكندرية هو تلوث الهواء بأتربة الأسمنت من مداخن شركة أسمنت بورتلاند بالإضافة إلي غبار شركة الحديد والصلب وملوثات شركة مصر للكيماويات وشركة الإسكندرية للبترول. كارثة خليج المكس وأوضح التقرير أن منطقة المكس بغرب الإسكندرية تعتبر من أخطر المناطق الصناعية بالمدينة لقيام المصانع والشركات بإلقاء مخلفاتها في مياه البحر وتشمل شركة مصر للكيماويات والإسكندرية للحديد والصلب والنصر لدباغة الجلود والمجازر والصناعات البترولية والإسكندرية للبترول ومصر للبترول بالإضافة إلي وجود 60 مدبغة خاصة تتمركز في منطقة المكس وجميعها تلقي مخلفاتها الصناعية السائلة بما تحملها من ملوثات كيماوية ومعادن ثقيلة وملوثات أخري دون معالجة في خليج المكس مما أثر بالسلب علي نوعية المياه بالمنطقة وأصبح يمثل بؤرة تلوث شديد بغرب الإسكندرية. أبوقير خليج التلوث أكد التقرير أن مياه البحر في خليج أبوقير شرق المدينة تتعرض منذ سنوات لتلوث خطير لقيام الشركات والمصانع بصرف مخلفاتها الصناعية دون معالجة علي منطقة خليج أبوقير مباشرة أو عن طريق مصرف العامية وتتمركز تلك المشاكل في ثلاث مناطق وهي منطقة الطابية في أبوقير والسيوف والعوايد ومركز ومدينة كفر الدوار وأشار التقرير إلي أن من بين الشركات التي تلقي مخلفاتها مباشرة في خليج أبوقير شركة الورق الأهلية والشركة العامة للورق وشركة أبوقير للأسمدة وأجروكيم وكيمكس للمبيدات وقها للأغذية المحفوظة والنصر لتجفيف الحاصلات الزراعية بالإضافة إلي الشركات الموجودة في كفر الدوار والتي تقوم بإلقاء مخلفاتها الصلبة والسائلة في خليج أبوقير بطريقة غير مباشرة عن طريق مصرف العامية ومعظمها شركات نسيج وصناعة وهي شركة مواد الصباغة والكيماويات «أسما داي» ومصر صباغي البيضا ومصر للحرير الصناعي ومصر للغزل والنسيج . وأوضح التقرير أن الصرف الزراعي تجمع بما يحمله من ملوثات من منطقة كفر الدوار وأبوقير والطرح والطابية بالمصارف الزراعية بالمنطقة ومنه إلي مصرف العامية ثم إلي خليج أبوقير عن طريق محطة طلمبات الطابية. كما أوضح التقرير أن صرف مياه الصرف الناتجة من المساكن العشوائية الموجودة بمنطقة أبوقير نظراً لعدم وجود شبكة للصرف الصحي بمنطقة خليج أبوقير. وأشار التقرير إلى أن صرف تلك المخلفات السائلة الصناعية والزراعية والصحية بخليج أبوقير دون معالجة يؤدي إلي تلوث الشاطئ من البحر الميت وحتي بحيرة ادكو. 400 مسبك تلوث البيئة أشار التقرير إلي وجود حوالي 400 مسبك منها 141 مسبكاً مرخصاً والباقي غير مرخص يتركز معظمها بمنطقة أبي الدرداء بوسط مدينة الإسكندرية وأكد التقرير أن صناعة سباكة المعادن نشاط خطير ملوث للبيئة بكل المقاييس حيث إن عملية صهر وصب المعادن ينتج عنها كم كبير من أدخنة المعادن ومعظمها سبائك تحتوي علي عناصر مثل الحديد والكروم والنيكل والمنجنيز وغيرها من العناصر التي تتحول بفعل الحرارة العالية إلي الحالة الغازية وتعتبر هذه الغازات سبباً في مرض سرطان الرئة وقد وردت ضمن الأمراض المهنية مما لا شك فيه أن تلك الأدخنة تتصاعد في جو المنشأة وأيضاً خارجها وتنتقل مع الهواء الجوي إلي المناطق السكنية المحيطة بالإضافة إلي الغازات الناتجة عن عملية الحرق حيث إن أفران المسابك تعمل بأنواع مختلفة من الوقود وجميعها ملوث للبيئة. وأكد التقرير أنه مهما اتخذت من إجراءات سلامة وصحة مهنية وكذلك إجراءات مطابقة المداخن للاشتراطات وحتي لو كانت المنشأة تعمل في حدود المصرح لها من المعايير إلا أن مجموعة تلك المسابك نتيجة لتكدسها في مكان واحد تصبح غير آمنة بالنسبة للبيئة الخارجية للمنطقة بالكامل. أشار تقرير وزارة البيئة إلي أن ورش الرخام بمدينة الإسكندرية تعتبر من ملوثات البيئة والتي يتركز حوالي 65 ورشة منها بمنطقة الريسة بحي وسط التي تعتبر منطقة صناعية حتي عام 2017 طبقاً لكتاب إدارة التخطيط العمراني ويتولد من ذلك النشاط ملوثات عديدة للهواء بالإضافة إلي الضوضاء الناتجة عن التشغيل سواء بتقطيع الرخام علي الجاف باستخدام الصاروخ أو التقطيع المبلل باستخدام المنشار. 7 قري سياحية تصرف في البحر كشف تقرير وزارة البيئة أن 7 قري سياحية بالساحل الشمالي لا توجد بها أي محطة لمعالجة الصرف الصحي و3 قري سياحية أخري تحتوي علي محطات معالجة للصرف الصحي ولكنها لا تعمل كما أوضح التقرير أنه يوجد بنطاق محافظة الإسكندرية 9 مصانع للطوب الطفلي كانت تعمل بالمازوت وتم تطوير دائرة الحريق بها في وجود المازوت. التلوث البترولي يدمر البيئة البحرية وفى سياق متصل.. أكد تقرير صدر حديثا من المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية، حدوث تشوه لأجنة الأسماك نتيجة الملوثات التي تهدد الشواطئ المصرية من تسرب نفطي ونفايات من المواد البلاستيكية ومخلفات صناعية. حدد التقرير أكثر المناطق تضررا بغرب الإسكندرية ابتداء من سيدي عبد الرحمن غربا إلى سيدي كرير شرقا حيث تزداد كثافة التلوث في هذه المنطقة، وتعد هذه المنطقة قريبة من ميناء الإسكندرية، بخلاف الملوثات الأخرى التي تلقيها الشركات القريبة من البحر بخليج المكس وخليج أبي قير وميناء الإسكندرية والدخيلة. تقرير المحليات و تلوث الملاحات وفى سياق آخر أكد تقرير للجنة شئون البيئة بالمجلس المحلي للمحافظة الذي أكد اختلاط أكوام الملح الموجودة بالملاحات بالأتربة والغبار الأسمنتي الصادر عن شركة أسمنت الإسكندرية بورتلاند المجاورة للملاحات علاوة على تلوثها بالتراب والغبار الصادر من شركة حديد الدخيلة، وأضاف التقرير: أن هناك انتشارا واضحا للغبار الأسمنتي وهو ما يسبب خطورة شديدة جدا على صحة من يتناولون ملح الطعام المختلط بغبار الأسمنت والحديد، وأكد التقرير أن هناك تلوثا واضحا في أحواض تركيز الملح رقم 4 عن طريق التراب الذي يتطاير من تشوينات خبث الحديد من مصنع إنتاج الحديد المجاور خاصة وأنها ملاصقة لهذه الأحواض، وأوصي التقرير الجهات المختصة بشئون البيئة التنسيق بين شركة حديد عز وأسمنت بورتلاند والملاحات للقضاء على التلوث الناتج الذي يسبب خطورة على المواطنين.