بصرف النظر عمن تسبب أولا في الأحداث الدموية المؤسفة بميدان التحرير وغيره من الميادين في مدن مختلفة فإن قيام بعض وسائل الإعلام بنشر أخبار فيها تحريض وإذكاء للعنف والقتل والتخريب أمر غير مقبول ويجب أن تحاسب عليه. فما معني أن يقول عنوان بإحدي الصحف إن الأمن المركزي عاد للانتقام؟... أليس في ذلك تحريض للجماهير المعبأة والمتشككة أصلا علي التأهب للعنف والاعتداء علي قوات الأمن بمجرد رؤيتها حتي ولو كانت لاتنوي التصدي لهم؟.. ألم يحدث ذلك فعلا بإحراق سيارة الأمن المركزي في التحرير وإصابة طاقمها برغم أنهم كانوا في طريقهم إلي مطار القاهرة؟! أليس بعض ممن يندس من المتظاهرين يصرون علي الاحتكاك برجال الأمن واستفزازهم وضرب بعضهم لكي يضطروا للدفاع عن أنفسهم بالتصدي لهم ثم يتهموهم أمام كاميرات وسائل الإعلام بأنهم يعتدون عليهم؟ وهل من مصلحة أحد أن يتم تفريغ الميادين الحيوية مثل التحرير من قوات الأمن ليعيث اللصوص فيها سلبا ونهبا ولايأمن أحد من المواطنين المسالمين علي حياته في الشاع؟ لم يحدث ذلك في أي بلد وإلا تحولت الشوارع والميادين إلي حلبة لتصفية الحسابات الشخصية ومرتع للصوص والراغبين في الانتقام. وهل المظاهرات السلمية تحتاج إلي قنابل مولوتوف وحجارة وأسلحة يدوية؟ وإذا كان المتظاهرون يتبرأون من الذين يستخدمونها... فلماذا يتيحون لهم الفرصة لذلك؟.. من يتحمل تكاليف السيارات المحروقة ومقار حي الأربعين والمجلس المحلي والمركز التكنولوجي بالسويس والخسائر التي قدرت في التحرير فقط بعشرين مليون جنيه سوي الشعب المصري المكافح من أجل لقمة العيش؟.. هل نستمر في هذه الفوضي حتي ينهار اقتصادنا بتوقف الإنتاج وانسحاب المستثمرين ونفاد ماتبقي من رصيدنا بالعملة الصعبة ويتم تسريح العمال والموظفين ليجلسوا في بيوتهم؟ في الوقت نفسه نريد حكومة تتمتع بالكياسة والصبر والتعقل والحزم للعبور بالبلاد من هذه المحنة العصيبة. وليتق كل منا الله في الوطن.