تتطلع الشعوب العربية اليوم إلي قادتهم المجتمعين في قمة قطر بالدوحة, آملين الخروج بقرارات عملية تواجه التحديات الضخمة التي تعيشها الدول العربية, وفي مقدمتها كيفية وقف نزيف الدم المتواصل في سوريا والوصول إلي حل يحقق المطالب المشروعة للشعب السوري في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. ومازلنا نؤكد أن الحل السياسي هو الحل الأمثل متي كان هناك موقف عربي موحد, ومتماسكا, مع التركيز علي أ يصدر مجلس الأمن قرارا ملزما بوقف إطلاق النار, وإرسال قوات حفظ سلام. ثم تأتي القضية الفلسطينية التي كانت وستبقي قضية العرب المركزية حتي يتوفر لها الحل العادل والدائم والشامل الذي يحقق للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة, وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. فليس أمام إسرائيل الآن سوي الإقرار بهذا الحل اذا كانت تريد فعلا السلام, وتمتلك الإرادة الحقيقية لتحقيقه. وفي هذا الإطار, فإن علي المجتمع الدولي تحمل مسئولياته, وإرغام إسرائيل علي وقف تجاوزاتها الخطيرة والتجاوب مع الرغبة الفلسطينية والعربية في تحقيق السلام. كما أن الوضع الفلسطيني يفرض علي الدول العربية عملا جادا يلزم الأطراف الفلسطينية كلها تحمل مسئولياتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية, بدون إبطاء, مع توفير الدعم المالي العربي الذي يمكن الحكومة الفلسطينية من الصمود علي أرضها. ويبقي الموضوع الثالث الذي نأمل أن توليه قمة قطر, ما يستحق من اهتمام وهو تطوير منظومة الجامعة العربية, وهي قضية مهمة وملحة يجب التركيز عليها اذا رغبت الدول العربية في الانطلاق نحو آفاق جديدة في العمل العربي المشترك, وترشيد العمل في الجامعة لتواكب التطورات الهائلة التي جرت في العالم أخيرا, ولكي تكون مؤسسة عصرية قادرة علي التفاعل مع المستجدات والمتغيرات الإقليمية والدولية. لمزيد من مقالات