العربي : الوضع في سوريا گارثي.. زيباري : نحذر من التداعيات تبدأ غداً أعمال القمة العربية العادية في دورتها الرابعة والعشرون برئاسة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، وبحضور الدكتور محمد مرسي وعدد من ملوك ورؤساء الدول العربية الذين بدأوا توافدهم علي الدوحة اليوم. وكان وزراء الخارجية العرب قد اختتموا أعمال الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية بعد ثلاثة اجتماعات اثنان منها مغلقان تم فيها مناقشة جدول أعمال القمة، ومشروعات القرارات التي ستصدر عن القمة، والذي يتضمن عدداً من الموضوعات في مقدمتها الأزمة السورية خاصة وأن هناك تباينا في وجهات النظر حول الموقف العربي من مشاركة وفد المعارضة السورية كممثل لدمشق في أعمال القمة في ظل تحفظ عدد من الدول منها الجزائر والعراق ولبنان..كما ناقش الوزراء العرب الطرح الجديد الذي قدمه الدكتور نبيل العربي ويقضي بإرسال وفد وزاري عربي إلي واشنطن لمحاولة إحياء عملية السلام خاصة بعد جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وجون كيري وزير الخارجية. وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد أكد بعد تسلمه رئاسة الدورة أن التحديات الكبيرة والظروف الدقيقة التي تمر بها الامة العربية وحجم التطلعات والآمال المعقودة علي القمة فرضت علينا جدول أعمال حافلاً بالقضايا ومتعدد الاهتمامات خاصة وأن هذا اللقاء يأتي في ظل أحداث وتطورات ومتغيرات إقليمية ودولية متسارعة تتطلب منا توحيد الكلمة والموقف وتنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية وتنشيط آليات عملنا المشترك حتي نكون مؤثرين في الأحداث وليس فقط متأثرين بها وحتي نصبح أكثر قدرة علي حماية مصالح دولنا وشعوبنا والانتصار لقضايا أمتنا العادلة وحقوقها المشروعة. المعارضة السورية وأشاد رئيس مجلس الوزراء القطري بجهود معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية، ورحّب بانتخاب السيد غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية المؤقتة.. معتبرا ذلك خطوة مهمة وضرورية في إطار ترتيبات المرحلة الانتقالية، وقال إننا نتطلع لمشاركتهما في القمة العربية بعد غد تنفيذا لقرار المجلس الوزاري العربي في اجتماعه بالقاهرة يوم السادس من مارس الحالي. وأكد وزير الخارجية القطري ان الوقوف إلي جانب الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية، الممثل الشرعي للشعب السوري، حتي يحقق هدفه المشروع بإقامة نظام عادل في سوريا يحترم حقوق جميع السوريين ويحقق الحرية والعدالة ويحافظ علي وحدة سوريا ويصون أمنها واستقرارها وسيادتها. كما أكد الوقوف إلي جانب الائتلاف في مشروعات البناء وإعادة الإعمار وإعادة النازحين واللاجئين إلي مدنهم وقراهم بعد استكمال النصر وتأمين الحياة الكريمة لهم. وتطرق الشيخ حمد بن جاسم إلي تطوير منظومة الجامعة العربية، والتي أكد علي انها قضية مهمة وملحة ينبغي أن توليها الدول العربية ما تستحق من اهتمام إذا رغبت الدول العربية في الانطلاق نحو آفاق جديد في العمل العربي المشترك. القضية الفلسطينية وشدد الشيخ حمد بن جاسم علي أن القضية الفلسطينية كانت وستبقي قضية العرب المركزية حتي يتوفر لها الحل العادل والدائم والشامل الذي يحقق للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ونبه رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في هذا الصدد إلي أنه ليس أمام إسرائيل سوي الإقرار بهذا الحل إذا كانت تريد السلام وتمتلك الإرادة الحقيقية لتحقيقه. ودعا الشيخ حمد في هذا الصدد المجتمع الدولي الي تحمل مسئولياته وإرغام إسرائيل علي وقف تجاوزاتها الخطيرة والتجاوب مع الرغبة الفلسطينية والعربية في تحقيق السلام. ومن ناحيته قال الدكتور نبيل العربي إن القمة العربية ستناقش ثلاثة موضوعات، وذلك للتركيز علي أهم القضايا التي تتطلع إليها الشعوب العربية في إيجاد حلول لها، والثلاث قضايا هي القضية الفلسطينية، والقضية السورية، وتطوير الجامعة العربية. وشدد الدكتور نبيل العربي علي أن الوضع الفلسطيني يفرض علي الدول العربية عملا جادا يلزم الأطراف الفلسطينية كافة تحمل مسئولياتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية بدون إبطاء مع توفير الدعم المالي العربي الذي يمكن الحكومة الفلسطينية من الصمود علي ارضها. وأضاف نبيل العربي انه يجري التشاور مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وحالياً يتم التشاور مع الجانب الأمريكي لتحديد وقت لزيارة واشنطن من خلال وفد برئاسة رئيس لجنة المبادرة، للتشارو حول الطرح الجديد لعملية السلام وكيفية تطبيق المنهجية الجديدة. وفي الوضع السوري قال نبيل العربي انه مع دخول الأزمة عامها الثالث وعدم استجابة النظام السوري لتطلعات الشعب السوري في التغيير الحقيقي، وادي ذلك إلي إعمال آلة البطش والتدمير ادي إلي وجود وضع كارثي ويجب أن تبقي القضية السورية في مركز الاهتمام، والمسئولية العربية تحتم علينا انقاذ سوريا من المنزلق الذي تنحدر إليه وتنعكس أعراض ذلك علي الدول العربية بشكل عام، ودول الجوار بشكل خاص. ومازلت أؤكد علي ان الحل السياسي هو الحل الأمثل للوضع السوري متي كان هناك موقفاً عربي موحد ومتماسك، ويجب ان نركز علي مجلس الأمن بإصدار قرار ملزم بوقف اطلاق النار وارسال قوات حفظ سلام. وقال العربي انه يجب توجيه سؤالين لكل من الدولة السورية والمعارضة الأول كيفية إنهاء الاقتتال، والثاني كيفية عمل الحكومة الانتقالية، وطالب العربي بضرورة تحمل الدول العربية المسؤولية للمساهمة الفعالة والجادة بإعادة إعمار سوريا في المرحلة المقبلة. ومن جانبه أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان موقف بلاده من الازمة السورية واضح وجلي وانه ايد ودعم منذ البداية كافة التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله وادانة اعمال العنف والقتل وايقاف نزيف الدم والتمسك بالحل السياسي والسلمي ودعم الحوار الوطني ورفض كافة اشكال التدخل الاجنبي في الازمة السورية حفاظا علي وحدة سوريا وسلامة شعبها. واكد زيباري الذي رأست بلاده دورة القمة العربية الماضية ان العراق لن يكون مع اي ديكتاتورية مهما كانت عناوينها واتجاهاتها كما لن يكون مع اي فوضي يمكن ان تحدث في سوريا او في المنطقة عموما. ومن جانب آخر اعتبر الأمير عبد العزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية ان قرار مجلس الجامعة بشغل مقعد سوريا من قبل الائتلاف الوطني السوري يشكل نقطة تحول بالغة الدلالة في إضفاء الشرعية الدولية لهذا الإتلاف الذي تجتمع تحت مظلته كافة أطياف المعارضة السورية باعتبارة الممثل الشرعي للشعب السوري، واعرب عن اسفه عن عجز الاممالمتحدة خاصة مجلس الامن عن القيام بما هو منتظر منه تجاه حماية الشعب السوري.