أكد الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, أن الأزهر الشريف لا يمتلك حق إلزام مجلس الشوري بعرض القانون علي هيئة كبار العلماء لإبداء الرأي الشرعي فيه. بعد إقراره من قبل أعضاء المجلس, وإرساله الي رئيس الجمهورية للتصديق عليه, معبرا عن ثقته في سعة نظر الرئيس محمد مرسي عند النظر في القانون. وأكد استعداد الأزهر إذا ما أحيل إليه القانون من طريق رسمي وشرعي أن ينظر فيه ليكمل رؤي الغير ويسد ما عساه أن يكون فيه من خلل, ويجيزه إذا كان مبرأ من العيوب. موضحا أن الأزهر لم ولن يقصر في بيان الحكم الشرعي في أي مسألة تطرح عليه, وأن الأزهر يعلم أن الاجتهاد في القضايا المستجدة, وبيان الحكم الشرعي لها من لوازم خلود الشريعة الإسلامية, وصلاحيتها لكل زمان ومكان.فلسنا في دولة دينية بالمفهوم الغربي, ولسنا دولة ولاية الفقيه, إذ الأزهر يعارض أشد المعارضة دولة ولاية الفقيه, وأن الإسلام لا يعرف هذه الصور الثيوقراطية من الحكم الديني كما هو معروف في العصور الوسطي في الغرب. جاء ذلك خلال استقباله أمس, بمشيخة الأزهر, أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب النور السلفي برئاسة النائب الدكتور عبد الله بدران وعددا من نواب الشوري ورموز الدعوة السلفية. وأدان شيخ الأزهر مظاهر العنف البغيضة في حارات وشوارع مدن مصر, والتعدي علي المقدسات والمساجد والأنفس المعصومة, ومشاهد الافتئات علي الدولة و القانون, ولجوء بعض الأفراد الي أخذ حقوقهم بأيديهم بعيدا عن النيابة والقضاء والمؤسسات المختصة, وأضاف متسائلا: إذا كنا سنفشل في صنع السلام فيما بيننا ونحن نحمل عناوين إسلامية, فأين سيوجد السلام؟ من جانبه قال الدكتور عبد الله بدران, ان الهيئة البرلمانية لحزب النور قدمت التماسا لرئيس الجمهورية تطلب فيه إعادة القانون لعرضه علي هيئة كبار العلماء, وأن حزب النور متمسك بعرض كل القوانين علي هيئة كبار العلماء, مثمنين جهود الإمام الأكبر, والهيئة في الدفاع عن أهل السنة و الجماعة ضد أي مخالف. وتطرق الحوار لعدة قضايا, منها فيديو الدكتور ياسر برهامي, وما تضمنه من اتهامات حول تعديلات قانون الأزهر, وعبر شيخ الأزهر عن أسفه لما ورد في التسجيل من افتئات, وخاصة وان الدكتور ياسر برهامي زار مشيخة الأزهر عدة مرات وأثار في كلمته أشياء هو أول من يعلم حقيقتها. وأكد الطيب تمسكه أن يكون سن شيخ الأزهر من الستين إلي السبعين, موضحا أن علماء الأزهر رفضوا هذا الاقتراح, رغم وجاهته ومناسبته لسن شيخ الأزهر بصفته منارة للإسلام والمسلمين, ويحتاج دائما إلي شيخ معطاء قادر علي العمل المتواصل. وقدم المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية, اعتذارا لشيخ الأزهر, وخلال اللقاء قام بتقبيل رأس ويد شيخ الأزهر, معتذرا له عن كل ما حدث, وقبل شيخ الأزهر اعتذاره, قائلا: إن همومنا واحدة, وينبغي أن تصرف الجهود إلي ما فيه صلاح مصر وأهلها.