يهل علينا هذه الأيام عيد الأم المصرية وسط أمواج متلاطمة من الكر والفر والعنف السياسي بين الفصائل المتناحرة علي حكم أمنا الكبري مصر. عيد الأم التي حملت9 أشهر وتكبدت الآلام النطفة حتي أصبحت علقة ثم أكساها المولي عز وجل العظام واللحم وسط معاناة يومية تقارب300 يوم وتحاملت الأم علي نفسها وتجرعت مرارة الولادة وهي بين الحياة والموت حتي جاء مولودها. عيد الأم التي سهرت الليالي طوال عامين كاملين أو يزيد من الرضاعة والمتابعة لطفلها هذه الأم تعاني هذه الأيام قسوة جحود الأبناء وتمردهم عليها لدرجة وصلت إلي حد الضرب والإهانة والتعذيب والطرد حتي امتلأت أروقة المحاكم بقضايا الحجر علي الوالدين الأب والأم معا, فمن يحبس أباه حتي الموت ومن يقتل أمه من أجل جنيهات قليلة, ونسينا أن الأم جعل الله لها مكانا عليا, وقال رسولنا الكريم: عجبت لمن أدرك والديه أو أحدهما الكبر ولم يغفر له, وزاد المولي عز وجل قائلا عند وفاة الأم ماتت من كنا نكرمك لأجلها فاعمل صالحا نكرمك من أجله. وربط المولي عز وجل الإحسان إلي الوالدين بعبادته وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. وتعاني أمنا الكبري مصر من نفس الآلام وتتجرع كل يوم جحود أبنائها بعد أن هانت عليهم مصر التي تبكي دما علي الدماء الزكية التي تراق علي ترابها كل ساعة وتتعجب مصر الأم أرض الكنانة والأمن والأمان كما قال عنها المولي عز وجل مما يحدث علي أرضها من شبابها ورجالها ونسائها الطامعين في الحكم والمتسابقين علي امتلاكها وتركها جثة هامدة بعد أن ولدتهم وأرضعتهم ورعتهم حتي أصبحوا رجالا فإذا بهم يتنكرون لها ويحولونها ساحة للقتال وتبادل السباب والاتهامات وجعلوها فرجة أمام العالم أجمع, فاصبري يا مصر, اصبري يا درة الشرق يا تاج العلاء, اصبري يا كنانة الله في الأرض يا ست الحبايب اصبري وصابري ورابطي فأهلك وابناؤك لم يعطوك قدرك, ولكن احتسبي ذلك عند الله أنت وكل أم مصرية فما أعده الله لك خير من الدنيا وما فيها, وكل عام ومصر وأمهات مصر بكل خير.