بينما استبدل المصريون اهرامات الجيزة بأهرامات القمامة وتلال الزبالة التي اصبحت تحصرنا في كل مكان, حولها العلم الي مصدر للطاقة الحرارية والكهربائية! مقالب القمامة مشكلة تؤرق العديد من دول العالم, وكلما زاد التحضر زادت تلك تفاقما فهي لاتتمثل فقط في نظافة الشوارع اورفع المخلفات ولكنه تتخطي ذلك إلي حدود أخري ومثل التخلص الآمن من تلك المخلفات وإقامة مقالب قمامة قانونية تحافظ علي صحة الإنسان ولا تلوث البيئة. عالميا وجدنا أن اليونان المتعثرة إثر الأزمة الاقتصادية الأوروبية, قد تواجه قريبا عقوبات بعشرات الآلاف من اليورو بسبب مقالب القمامة غير القانونية وهو ما ستحسمه أعلي محكمة بالاتحاد الأوروبي بعد تقدم المفوضية الأوروبية لها بطلب لمعاقبة اليونان علي هذا الإخفاق. ويأتي هذا بعد أن قضت محكمة العدل الأوروبية في2005 بأن اليونان لم تفعل ما يكفي لإغلاق وإعادة تأهيل مقالب القمامة. وقد أكدت المتحدثة بإسم المفوضية الأوروبية بيا أرنكيلدي أن هناك عددا كبيرا من مقالب القمامة غير القانونية مازالت تعمل, ويوجد نحو78 مقلب قمامة غير قانوني يجري استخدامها في حين لا يزال318 مقلبا تخضع للتأهيل. وأشارت المفوضية إلي أن تشريع الاتحاد الأوروبي يهدف لحماية صحة الإنسان والبيئة, مما دفع المفوضية الأوروبية لإعادة ملف القضية للمحكمة وطلبت منها توقيع عقوبة مالية قدرها92177 الف يورو مقابل كل يوم تخفق فيه اليونان في إغلاق مقالب القمامة غير القانونية عقب الحكم الثاني, وغرامة بقيمة6877 يورو لكل يوم يمر دون الانصياع للمطلوب منها منذ صدور الحكم الأول. ووضعت المفوضية شرط عدم بناء مقالب جديدة لتخفيف العقوبات في كل مرة يتم فيها إغلاق وإعادة تأهيل مقالب قمامة من الموجودة حاليا. الكارثة الأكثر الحاحا تتمثل في تخلص الدول المتقدمة من النفايات الضارة بتهريبها ودفنها في الدول الأقل تقدما ونرجع بالذاكرة قليلا لنتذكر مثلا فضيحة القمامة البريطانية التي تم تصديرها بشكل غير شرعي للبرازيل في يوليو2009 والتي كانت حمولتها1400 طن عبر تسعين حاوية عملاقة وتحتوي علي الدماء الملوثة والحفاظات والحقائب والسرنجات وأجهزة الكمبيوتر القديمة والتليفزيونات وبطاريات السيارات, وتم اكتشاف الحمولة في البرازيل وأعيدت لبريطانيا وعوقب المتورطون في تلك الفضيحة في البرازيل وغرموا. استعراض هذه المخاطر كان لابد وأن نبحث معا عن الحل وهو ليس ببعيد وقد بدأ تنفيذه بالفعل في العديد من الدول الأوروبية واليابان فمن الممكن الاستفادة من النفايات لتوليد الطاقة سواء الطاقة الحرارية أو الكهربائية وهناك طرق عدة لذلك, أولها طريقة الترميد وهي طريقة قديمة نسبيا فالترميد عموما يتضمن حرق الوقود الصلب المستعاد لتسخين الماء حتي الغليان والذي يشغل مولدا بخاريا يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية. أما الرماد الناتج عن عملية الحرق تلك فيمكن استخدامه في البناء, كما تعد اليابان هي أكبر مستخدم لعلمية المعالجة الحرارية للنفايات الصلبة المحلية بحجم يقدر ب40 مليون طن. بعض المصانع المزودة بأحدث التقنيات, تستخدم تقنية التوقيد, فيما يستخدم البعض الآخر التقنية المتقدمة للتخصيب الأكسيجيني.