حذرت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد أمس من أن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة خطيرة يكتنفها الغموض, وأن الأمر بيد الاقتصادات الأكثر تقدما في العالم للنهوض بعبء استعادة النمو والثقة مؤكدة أن الخطط الاوروبية لدعم مساعي جهود إنقاذ اليونان هي خطوة في الاتجاه الصحيح نحو حل أزمة ديون منطقة اليورو. وقالت لاجارد وزيرة المالية الفرنسية السابقة خلال منتدي مالي في بكين ينظمه معهد التمويل الدولي: من الواضح أن هناك غيوما في الأفق, خصوصا في الاقتصادات المتقدمة, وعلي الأخص في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وعبرت عن أملها في أن يبدأ صندوق الاستقرار المالي الأوروبي بعد تعزيز موارده القيام بوظائفه في ديسمبر المقبل. وقالت لاجارد خلال المنتدي الذي يجمع أهم البنوك والمؤسسات المالية في العالم إن الصين بحاجة إلي تحويل نمط نموها من نمو يقوده التصدير إلي نمط أكثر توازنا, وأن بكين بحاجة أيضا إلي أن تكون عملتها أكثر قوة. وحذرت لاجارد من أن العالم مهدد بالدخول في دوامة التراجع بسبب عدم الاستقرار المالي, مؤكدة أن آسيا ليست محصنة ضد المشكلات التي تجتاج منطقة اليورو حاليا, ودعت الاقتصادايات الآسيوية إلي اليقظة والحذر. وعلي صعيد الانعكاسات السياسية للأزمة المالية في منطقة اليورو, أكد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني أمس أنه لن يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة, وأنه سيغادر منصبه بمجرد موافقة البرلمان الايطالي علي إجراءات الاصلاح الاقتصادي التي التزمت بها حكومته أمام الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل في26 أكتوبر الماضي. ونقلت صحيفة تورين ديلي لا ستامبا عن بيرلسكوني إن رئيس الوزراء المرشح عن حزب شعب الحرية الذي يتزعمه بيرلسكوني سيكون أمين الحزب أنجيلينو ألفانو. وأعرب بيرلسكوني عن اعتقاده بأنه بالإمكان الموافقة علي الإجراءات الاقتصادية خلال أيام, لكنه قال إنه لا يري أن البرلمان سيكون قادرا علي دعم أي حكومة أخري بدون انتخابات جديدة. وأضاف: يمكن إجراء الانتخابات في فبراير, انتخابات لن أكون مرشحا فيها. وكان من المتوقع الموافقة علي قانون الميزانية بحلول نهاية الشهر الجاري, لكن ربما يجري الآن التعجيل بإنجازه. وانعكست الأزمة علي أداء البورصات الأوروبية التي اتجهت للتراجع أمس, حيث انخفض مؤشر يورو فيرست300 بنسبة8,1%. كما منيت بورصة ميلانو بخسائر فادحة, حيث هبط المؤشر الرئيسي للبورصة بنسبة4%. وفي الوقت الذي يصعد فيه زعماء أوروبا ضغوطهم من أجل التوصل لحل سريع للأزمة السياسية في اليونان, من المتوقع إعلان تشكيل الحكومة الائتلافية المؤقتة الجديدة خلال ساعات. وقال مسئول في مكتب رئيس الوزراء: سيلتقي رئيس الوزراء جورج باباندريو برئيس الجمهورية ثم سيدعو رئيس الجمهورية إلي اجتماع للزعماء السياسيين ثم يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة. وأكد مصدر في الحزب الاشتراكي الحاكم في اليونان أن رئيس محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي فاسيليوس سكوريس قد يعين رئيسا للحكومة الجديدة. ومن جهتها, طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس بإجراء تعديلات علي معاهدات الاتحاد الأوروبي تضمن الحفاظ علي الاستقرار الاقتصادي والمالي, وتعطي المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد حق الادعاء أمام المحكمة الأوروبية ضد الدول المقصرة في موزاناتها.