قلبي مع الشعب المصري الشقيق الذي فقد قدرته علي الدهشة أو الفرح والغضب.. فقد كان يتعامل قبل25 يناير, مع نظام توزيع كل شيء عبر المجمعات الاستهلاكية.. فالفوز بمقاعد البرلمان والمحليات. كان يتم عبر مجمع أحمد عز لصاحبه الوريث جمال مبارك أما الفوز بالوظيفة المرموقة في الشركات الاستثمارية الاستحمارية فقد كان يتم عبر مجمع شهود الزور وهم كثر.. بينهم فتحي سرور وصفوت الشريف وكمال الشاذلي وسامح فهمي وأحمد المغربي وحبيب العادلي وغيرهم من مديري أفرع المجمعات الاستهلاكية لصاحبها المخلوع.. أما الفوز بالثروة والشهرة والنجومية فقد كانت تابعة لمجمع أنس الفقي صاحب مفاتيح أكبر جهاز إعلامي في منطقة الشرق الأوسط وخليفة الرجل الشامخ بسلامته مؤسس المجمع بل أن كرة القدم وكل ألوان الرياضة, كان يتحكم فيها وكيلا تلك الدائرة يمثلهما المهندس حسن صقر واللواء منير ثابت.. وكان للفقر وكيل واحد يعبر عنه ويمثله الجالية المصرية في القاهرة!! بعد25 يناير ذهبنا إلي حالة الانفتاح سداح مداح فالفوز بأي شيء وبكل شيء تمتلكه الصدفة وأصحاب الصوت العالي.. ففي نظام الفساد كانت المعايير واضحة لاختيار رئيس الوزراء.. وكذلك في اختيار الوزراء والمحافظين ورؤساء تحرير الصحف وغيرها من المناصب القيادية.. أما في زمن السداح مداح فالصدفة وبضع أنفار يملكون حنجرة قوية, يستطيعون جعلك رئيسا للوزراء أو وزيرا.. أو حتي نجما عبر شاشات الفضائيات.. وانتشر المرض ليجعل أولئك قادرين علي إعطاء الفرصة لأن تكون زعيما حزبيا أو حتي كاتبا ساذجا وتافها.. لكنه يمكن أن تكون من الذين يشار إليهم بالبنان. الفارق بين مصر قبل25 يناير.. ومصر بعد هذا التاريخ.. هو ما يسمي بالمرحلة الانتقالية.. ويمكنك القول أنها تحولت إلي مرحلة انتقامية من الشعب المصري الشقيق والجالية المصرية في القاهرة في الوقت ذاته.. فالكل يعرض بضاعته علي طريقة المزاد, والكل يربح.. بينما الكل خاسر.. كيف ذلك؟ الإجابة في بطن مجهول اسمه الانتخابات.. فهذه الانتخابات هي المزاد الذي يعرض خلاله الكل بضاعته.. ويفوز خلاله الكل بأرباحه وصفقاته الثمينة.. وفي المزاد يخسر دائما المحكوم عليه بعرض بضاعته علي هذا النحو!! كانت الانتخابات كلمة السر للعودة إلي الوراء في الجامعات والمؤسسات الثقافية وكافة المجالات التي اتجهنا لاختيار القيادات بمفتاحها.. وستكون الانتخابات هي الباب السحري السري للعودة إلي المربع رقم صفر, لأننا نستخدمها الاستخدام الخطأ والباطل.. لذلك أبشركم ببرلمان يراوح مكانه.. عاجز عن التعامل مع الأزمة أو عبورها.. وفيه كلمة سر عدم الذهاب إلي الاستقرار.. والسبب في ذلك أن الذين يزعمون أنهم أصحاب القوة والجماهيرية والحق في الحكم.. أقصد بهم جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب المفقوسة منها.. لهم قضية واحدة تتمثل في أنهم نجحوا أخيرا في خطف فرصتهم وإرهاب كل من يتصدي لهم, فتلك لحظة لن تتكرر.. حتي ولو أعيدت لقطات الزمن بنفس تفاصيلها!!.. فجماعة الإخوان المسلمين هي صاحبة القول الفصل منذ الإعلان عن ذهاب حسني مبارك, وحتي شهور طويلة قادمة.. وهي تستحق التهنئة علي فوزها بالصفقة في المزاد.. وسيأتي يوم نقول فيه أنهم أجروا جراحة ناجحة.. قتلوا فيها المريض والطبيب وكل الذين انتظروا النتيجة!! المزيد من أعمدة نصر القفاص