كتب -حسن خلف الله: إذا كنت تحب كرة القدم, فسوف تجد أنه لأمر جميل أن تري عقل المدرب داخل الملعب, يحرك لاعبيه ويغير مواقعهم ومراكزهم وواجباتهم منذ البداية, وذلك من خلال طرق اللعب والتكتيك التي يوظفها المدرب لتحقيق الفوز, فلم يعد يتوقف الأمر أمام لغة الروح والحماسة والإصرار والحظ والبركة, وانما كما قال البريطاني جوناثان ويلسون مؤلف كتاب الهرم المقلوب عن تاريخ التكتيك في كرة القدم منذ طريقة لعب إنجلترا ب2 17 عام1872: لقد حدثت تغييرات مهمة في كرة القدم! ومن أبرز هذه التغيرات والذي قد يكون ملحوظا بشكل واضح للمشاهد العادي, أنه في الوسط هناك الآن وسط مدافع ووسط مهاجم, وتم تقسيم المهاجمين أيضا.. إلي مهاجم رأس حربة متقدم ومهاجم ساقط خلف رأس الحربة.. وقديما كانت خطوط الفريق مقسمة إلي مدافعين, ولاعبي وسط, ومهاجمين. لكن حدث تغيير كبير في العقد الأول من هذا القرن ففي بطولة أوروبا عام2000 كانت المنتخبات الأربعة التي تأهلت للدور قبل النهائي يضم كل منها لاعبا يرتدي قميصا رقم(10) وموقعه بين خط وسطه وخط دفاع الفريق المنافس. كان هناك زين الدين زيدان في فرنسا, وفرانشيسكو توتي في إيطاليا, وروي كوستا في البرتغال, ودينيس بركامب في هولندا, اليوم لا يوجد رقم10 تقليدي, فكريستيانو رونالدو, وميسي, ووروني, وأرشفين, لا يتمركزون في نفس المركز, إنهم يفتحون الملعب ويلعبون بجوار الخط. وفي مسألة طريقة اللعب أيضا نوضح, كما شرح الكثير من النقاد والمحللين من قبل, أن طريقة2/4/4 أصبحت مستهلكة, ففي نهائيات كأس العالم الأخيرة لعبت ثلاثة منتخبات تأهلت للدور قبل النهائي بطريقة3/2/4/..1 وهي إسبانياوهولندا وألمانيا بينما لعبت أوروجواي فقط بطريقة4/4/..2 لكن المهم أن يملك الفريق ثلاثة لاعبين عندهم سرعات, ومهارات لاستكمال الهجوم واستقبال الكرات العرضية, كما أن الثلاثة الذين خلف رأس الحربة يجب أن يمتلكوا مهارات المراوغة والمرور من دفاعات الخصوم, خاصة أن الكرة الجديدة الآن تشهد من8 إلي9 لاعبين خلف الكرة.. أي خلف موضع الكرة في الملعب. وأمام هذه المتغيرات, انتشرت في مصر خلال الفترة الأخيرة الرغبة في ترك طرق اللعب العتيقة بالاعتماد علي ليبرو والتحول مع بداية انطلاق الموسم الجديد للدوري المصري اليوم نحوالحداثة من مشتقات طريقة4-4-2, وهو الامر الذي جعل المدير الفني للنادي الاهلي يلغي الليبرو من حساباته ويغير طريقة اللعب الي4-2-3-1, بعد أن انتهج حسن شحاتة المدير الفني للزمالك عدم اللعب بليبرو,برغم أنه لم يكن يحب ذلك من قبل خلا ل البطولات التي حققها في افريقيا ولم يكن يجرب طريقة4-4-2 سوي في المباريات الودية فقط مع المنتخب. طرق اللعب كثيرة ومختلفة يوظفها الجهاز الفني لكل فريق تبعا لرؤيته لتحقيق النجاحات والنتائج التي ترضي جماهير فريقه ومجلس ادارته, أو قد تفرضها عليه ظروف تعاقدات فريقه قبل الموسم الجديد, فكما فكر مدرب الاهلي في الابتكار حتي يجد مكانا لعبد الله السعيد ووليد سليمان بجوار أبو تريكة, يحاول طارق يحيي مدرب المقاصة الاتجاه الي الحداثة للاستفادة من أسامة حسني وجمال حمزة وابراهيما توريه,في حين نجد مدرب الشرطة حلمي طولان يبذل مجهودا مع لاعبيه للتأقلم علي طرق اللعب الحديثة لا سيما أنهم كانوا ينتهجون مسألة الاعتماد علي ليبرو دائما مع طلعت يوسف في السابق, والامثلة كثيرة وكلها تشير الي أمر مهم هو أن أي مدير فني لأي فريق لم يعد يغير الطريقة حتي يكون مختلفا عن سابقه, بل أصبح لدي كل منهم أساس لاختيار طريقة اللعب والاعتماد علي الاستفادة منها وليس التطبيق فقط! أن تعديل طريقة اللعب ليس مجرد قرار بتغييرها, وإنما يكون وفقا لما تملكه كمدرب من أدوات تصنع اللعب, فالقضية ليست اللعب ب4-4-2.. أوبرأس حربة أو برأسين.. ولا بجناح أو بجناحين.. وإنما في تكامل الأدوار بين خطوط الفريق وأهمها خط الوسط.. وتكامل الأدوار بين المهارات الفردية وبين الأداء الجماعي!