أثارت طريقة 4/4/2 جدلا واسعا فى الوسط الرياضى منذ إعلان حسام البدرى المدير الفنى للأهلى تمسكه باللعب بهذه الطريقة وعدم الحياد عنها على الرغم من الهزائم الثقيلة. التى منى بها الأهلى منذ بداية فترة الإعداد لدرجة اهتزاز شباك الفريق ب16 هدفا خلال ستة لقاءات ودية أمام أندية جالطا سراى التركى وباير ليفركوزن الألمانى والمقاولون العرب وسيلتك الأسكتلندى وبرشلونة الإسبانى وقبلها مباراة السوبر أمام حرس الحدود. وعلى مدار تاريخ الكرة المصرية لم يلجأ أى مدرب سواء وطنى أو أجنبى للعب بهذه الطريقة باستثناء الإيطالى ماركو تارديللى، حينما تولى منصب المدير الفنى للمنتخب الوطنى وقيادته فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006، وكان يعتقد أن المنتخب المصرى مثل أى منتخب فى العالم يستطيع اللعب بطريقة 4/4/2، ولكنه فؤجى بالتدهور المفاجئ فى المستوى ومن ثم النتائج، وعاد بعدها إلى بلده بخفى حنين، وأثبت أن اللاعب المصرى لا يستطيع تطبيق هذه الطريقة التى تلعب بها أغلب فرق الكرة فى العالم. ولم يسع أى مدير فنى أجنبى قبله أو بعده لمحاولة اللعب بهذه الطريقة، التى تحتاج إلى وقت طويل وعمل كثير لإفهام اللاعبين إبعاد هذه الطريقة باستثناء التشيكى ميروسلاف سكوب المدير الفنى لمنتخب الشباب، والذى واجهته صعوبات عديدة فى بداية عمله لعدم استيعاب اللاعبين لهذه الطريقة. وكانت هناك محاولات على استحياء من جانب حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب الوطنى، الذى لجأ إلى تطبيق هذه الطريقة فى تجربتين وديتين أمام موريتانيا والسويد، وفاز المنتخب بنتيجة المباراتين، ورغم النجاحات التى حققها البرتغالى مانويل جوزيه مع الأهلى وفوزه مع الفريق ب19 بطولة فإنه لم يحاول أبدا تطبيق طريقة 442. ولم يتمسك بتطبيقها سوى ماهر همام حينما كان يشغل منصب مدرب فريق 19 سنة بالأهلى، ولم يتمكن من تحقيق النجاح مع الفريق وطارق العشرى المدير الفنى لحرس الحدود وطارده فى بداية عمله مع الحرس شبح الإقالة بعد تردى نتائج الحدود، ولكن تجديد الثقة فيه كان بمثابة بزوغ الأمل للمجرب الصاعد الذى نجح بفضل هذه الطريقة فى قيادة الحرس للفوز ببطولتى كأس السوبر المحلى، ومن قبلها بطولة كأس مصر. البداية بدأت طرق اللعب عام 1863 فى إنجلترا بطريقة 8/1/1، ثم تطورت عام 1870 إلى طريقة 7/3 أيضا فى إنجلترا، وتحولت خلال الفترة من 1872 وحتى 1879 إلى 64 ولكن هذه المرة فى اسكتلندا. وفى عام 1883 ظهرت لأول مرة طريقة 5/3/2، وهى المرة الأولى التى تظهر فيها الخطوط الثلاثة الدفاع والوسط والهجوم ثم تحولت من 1914 وحتى 1918 إلى 3/5/2، وتم استخدام هذه الطريقة فى النمسا وإيطاليا وسويسرا. وقد تطورت طريقة اللعب من 1925 1940 إلى 3/4/3 وكانت البداية عن طريق فريق الارسنال الانجليزى وقد فازت إيطاليا ببطولتى كأس العالم 1934 و1938 بفضل هذه الطريقة، التى أثبتت نجاحا كبيرا بعد تعديل مادة التسلل بقانون كرة القدم عام 1925. وقد كانت بطولات كأس العالم وما زالت مجالا خصبا لظهور أحدث طرق اللعب، وتطبيقها، ومنذ عام 1930 طرأت تطورات مذهلة على الطرق وتفريعاتها، حيث شهدت بطولات كأس العالم الأولى طابع اللعب الفردى، الذى يقوم على مهارة اللاعبين ومواهبهم الفردية، وكانت المباريات مفتوحة، والتحركات غير مدروسة إلا أن طرق اللعب أخذت فى التطور، فظهرت الطريقة الهرمية، ثم بدأت سويسرا قبل أى دولة أخرى الاهتمام بالدفاع فابتدعت طريقة «القفل»، وفى طريقة القفل أصبح المهاجمون الثلاثة المتقدمون مراقبين من ساعدى الدفاع وأحد الظهيرين، بينما أصبح الظهير الأصلى الثانى يقوم فى منطقة الجزاء بدور المدافع الاحتياطى، وتولى لاعب الارتكاز فى وسط الملعب رقابة أحد المهاجمين فى الفريق الخصم. والمدافع الاحتياطى هو أهم ما تميزت به هذه الطريقة. ومنذ ظهور الحاجة إلى تحقيق التوازن العددى بين المهاجمين والمدافعين أخذت طرق اللعب فى التطور والتنوع، تارة من أجل تدعيم الدفاع، وأخرى من أجل تعزيز الهجوم، وقبل أن تنطلق بطولات كأس العالم، أجرى ال«فيفا» تعديلا على مادة التسلل عام 1925 لتسهيل مهمة المهاجمين. وهذا التعديل ساهم بصورة غير مباشرة فى ظهور طريقة الظهير الثالث فيما بعد. ومع زيادة عدد المهاجمين ظهرت الحاجة إلى دعم الدفاع، ونجح هربت تشبمان المدير الفنى لفريق أرسنال الإنجليزى فى تقديم طريقة «MW» واللجوء إلى الظهير الثالث، حيث يشكل المهاجمون حرف w ثلاثة متقدمون وساعدا هجوم متأخران، ويشكل المدافعون حرف M ساعدا دفاع وثلاثة فى خط الظهر. وكانت تلك هى الطريقة المستخدمة فى الثلاثينيات، وبطولات كأس العالم الأولى. وأدخلت المجر تعديلات أساسية على هذه الطريقة، حيث لعبت فى عام 1954 بطريقة قلب الهجوم المتأخر، واعتبر هذا تغييرا ثوريا فى طرق اللعب، ونجح المجريون فى تحقيق انتصارهم التاريخى على إنجلترا، وكان قلب الهجوم المتأخر هو هيديكوتى، الذى يلعب متأخرا ليقوم بصناعة الهجمات بدلا من دور رأس الحربة. وفاجأت البرازيل العالم عام 1958 بطريقة لعب جديدة أطلق عليها 4/2/4، وكان ذلك فى الأدوار النهائية فى بطولة كأس العالم فى السويد، وفى هذه الطريقة يتأخر لاعب رابع مع ثلاثى خط الظهر ليساعد الظهير الثالث فى رقابة رأسى الحربة المتقدمين، ونجحت البرازيل بفضل الطريقة الجديدة فى الفوز ببطولة كأس العالم لأول مرة فى تاريخها وساعدها فى هذا النجاح ملائمة الطريقة للاعبين الذين قاموا بتنفيدها. وتعتبر طريقة 4/2/4 أم طرق اللعب الحديثة، والبرازيليون لم يدخلوا فقط عناصر جديدة فى تشكيل الفريق بل نجحوا أيضا فى إحداث ثورة فى الطرق المعروفة للدفاع. حتى أوائل الستينيات كانت الكرة جميلة، والأهداف غزيرة، لكن تدريجيا بدأت الأساليب الهجومية تختفى بعد أن ظهرت إلى النور طريقة 4/3/3 بمشتقاتها لترث 4/2/4. ووضعت طريقة 4/3/3 ثلاثة لاعبين وسط الملعب تتنوع تحركاتهم حسب سير الملعب، وظروف المباراة، وتكتيك الخصم، وقد تم تعديل الطريقة بعد ذلك، وظهرت لها مشتقات مثل 1/3/3/3 و1/3/2/4 و1/4/2/3. وربما لا يوجد مدرب فى العالم ارتبط اسمه بطريقة دفاعية بحتة مثلما ارتبط اسم هيلينو هيريرا مدرب إيطاليا فى بطولة كأس العالم التى احتضنتها تشيلى عام 1962، وسميت «الكاتناتشى»، وهى تحتاج إلى لاعبين يتمتعون بلياقة فائقة ومهارات عالية، ولخط الوسط دور كبير فى هذه الطريقة، حيث تعتمد بشكل أساسى على اللجوء إلى الهجمات المرتدة، وفى هده الطريقة يتقدم ظهير الجنب ليؤدى مهمة الجناح فى سحب الفريق، وأشهر من قام بهذا الدور هو فاكيتى لاعب إنترناسيونالى الذى سجل 20 هدفا لناديه. وتبعا لظروف المباراة تعدل إلى 1/3/3/3 أو 1/4/2/3 و1/4/3/2 إذ زاد هجوم الفريق الآخر أو 1/3/2/4 إذا أراد المدرب تكثيف الهجوم على الفريق الآخر. والعبرة ليست بأسماء الطرق ولا الأرقام، ولا التسميات النظرية لأن الكاتناتشيو الدفاعية يمكن أن تنقلب إلى هجومية بشكل فعال مثلما حدث فى مباراة إيطاليا وألمانياالغربية فى الدور قبل النهائى لكأس العالم عام 1970 فى المكسيك حين فازت إيطاليا 43 وكذلك حين فازت على إنجلترا 3/2. ويشهد تاريخ كرة القدم للبرازيل أنها اول من لعب بطريقة 4/3/3، وذلك حتى قبل أن تصبح طريقة 4/2/4 سائدة، ففى كأس العالم 1958 كان جناح البرازيل الأيسر فى مباراة السويد هو ماريو زجالو، وقد وجد الفريق البرازيلى نفسه فى مأزق. حيث تعرض لضغط شديد من هجوم السويد، وعلى الفور صدرت التعليمات ل«زجالو» بالرجوع إلى الخلف لكى يكون المدافع الثالث الذى يغطى منطقة وسط الملعب، فكانت تلك هى البداية الحقيقية لطريقة 4/3/3، والتى قدمتها إنجلترا بعد ذلك عام 1966. وظلت البرازيل تستخدم طريقة 4/2/4 أو 4/3/3، وكثيرا ما كانت تمزج بين الطريقتين بذكاء، فكان تشكيل الفريق فى كأس العالم 1970 يضم جاييزينيو وريفى لينو كجناحين وانضمام توستاو إلى بيليه فى الوسط، كما كان كلودو الدو وجيرسون يشكلان حلقة الاتصال فى منطقة الوسط. طريقة الوحش وكان النادى الأهلى أول فريق عربى يلعب بطريقة 4/3/3، حيث قرر مدربه محمد عبده صالح الوحش وقتها التفكير فى وسيلة لمفاجأة فريق الزمالك، وكان ذلك فى ديسمبر عام 1961، ومكنت هذه الطريقة الأهلى من الفوز يومها 3/0، وكان الجديد فى هذه الطريقة أن الجوهرى الذى كان يلعب رأس حربة، لعب مهاجم متأخر منضما إلى لاعبى الوسط. وقد انتهت الكاتناشيو فى المكسيك بعدما هزمت البرازيل إيطاليا بطريقة 4/3/3 و4/2/4، وبعد ذلك ظهر اللاعب المتحرك «الليبرو»، وأول من قام بهذا الدور هو فرانز بكنباور، وكان البداية الحقيقية لعصر القادمين من الخلف، الذى عاشته كرة القدم نهاية الثمانينيات، والأمر نفسه ينطبق على اللاعب المهاجم المتحرك وكان هيديكوتى المجرى أول من أرسى دعائمه، وبعده بسنوات جاء الفذ يوهان كرويف نجم هولندا الذى كان يتحرك فى كل مكان هربا من الرقابة، ولأداء دوره فى الفريق. وبناء هجمات من الخلف، ولا شك أن دورى المدافع المهاجم المتجول ساهما كثيرا فى تجسيد طريقة الكرة الشاملة، التى قدمتها هولندا فى كأس العالم 1974 فى ألمانياالغربية، وهذه الطريقة تحتاج إلى مجموعة معينة من اللاعبين.. واللاعب فى الكرة الشاملة يعتبر بمثابة عدة لاعبين، لأنه يجيد اللعب فى كل المراكز، ويمكن ترجمة طريقة الكرة الشاملة إلى أرقام فتكون 2/4/4 عند بدء الطلعة الهجومية 1/2/7 عند تزايد الهجوم والعكس عند الدفاع، والفريق كله يتحول بين العمليتين، وسلاحه بجانب المهارات والنواحى الفنية والتكتيكية هو السرعة. فى بطولة كأس العالم 1978 ابتدعت عدة طرق للعب أهمها 4/4/2 و2/5/3، وكل الطرق تهدف إلى دعم الوسط ومنطقة المناورات وصنع اللعب واكتساب الثقة والسيطرة وامتلاك الكرة، وكل الطرق تتطلب لياقة بدنية عالية لأنها تقوم على الحركة والسرعة واللعب المباشر والمهارة الفائقة، ولأن كل مدافع يهاجم وكل مهاجم يدافع. وفى بطولة 1982 حصلت إيطاليا على اللقب حساب البرازيل بطريقة الكاتانشيو 1/4/3/2 بتكثيف الزيادة العددية فى الوسط للسيطرة والدفاع والاعتماد على الهجوم المرتد عن طريق رأسى الحربة باولو روسى وكونتى، وكان يشريا يقوم بدور الليبرو، بينما لعبت البرازيل ب 4/4/2، وكان فى الوسط شيريز وسقراط وفلكاو وزيكو، من الخدع التكتيكية، التى لجأ إليها مدرب الفريق أنه سمح لتقدم الظهير الأيسر جونيور لتحقيق عنصر المفاجأة. وفى 1986 فى المكسيك قدم بيلاردو مدرب الأرجنتين طريقة 2/3/3/2 معتمدا على مارادونا وفالدانو فى الأمام وبروتشاكا وبتيستا ومع باسكولى يمولون الهجوم على أن يتقدم كل من براون وكلاوش ويبقى جارى كمدافع ستوبر، وجوستى ودبرى يمتصان هجمات الخصم ولجأ بيلاردو إلى تعديل طريقته وتكتيكه ولعب أحيانا ب3/4/3 أو 5/4/1. صرخة الوسط وشهد النصف الأول من الثمانينيات ما يسمى ب«صرخة الوسط» فى الكرة الحديثة، حيث أوكل لخط الوسط العديد من المهام الدفاعية والهجومية، وأصبحت كل الفرق وكل الطرق تركز على شغل منتصف الملعب بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، فظهرت أيضا طريقة 3/5/2. أما النصف الثانى من الثمانينيات فقد شهد ما يسمى ب«القادمون من الخلف»، حيث لجأ المدربون إلى تكتيكات تقوم على عنصر المفاجأة، فيتقدم الظهيران بجانب لاعبى خط الوسط، وانتهى بالطبع منذ زمن عصر الجناح التقليدى، فأصبح الظهير الجانبى هو المسئول عن هذه الوظيفة. وقد ظهرت طريقة 1/4/3/2 لتطبق بأسلوب جديد. فهى نفسها أحد مشتقات الكاتناتشيو الإيطالية لكنها تهتم بالشقين الهجومى والدفاعى، بوجود رأسى حربة، وخلفهما ثلاثة من خط الوسط يتقدم منهم إثنان على الأقل، بجانب الظهيرين اللذين يتقدمان من الجانبين للقيام بدور الجناحين، والدفاع مؤمن أيضا بوجود 4 فى خط الظهر وخلفهم ظهير قشاش للتغطية. وطرق تطبيق هذه الطريقة الرقمية متنوعة ومختلفة، والمهم هو ماذا فى ذهن المدرب أو ما هى فلسفته؟! عام 1988 شهدت بطولة كأس الأمم الأوروبية هذه الطريقة الجديدة، لكن فى الفريق الهولندى مثلا كان التطبيق مختلفا حيث يتقدم ظهيرا الوسط خلف المهاجمين فى حين يبقى ظهيرا الجنب للدفاع، وفى الفريق الروسى كان يتقدم ظهيرا الجنب راسى وبسونوفا إلى الهجوم ويقوم ظهيرا الوسط بتغطيتهما. وهكذا يختلف التكتيك، لكن الطريقة الرقمية واحدة، وهى فى الواقع مجرد هيكل يسقط مع صافرة الحكم، وقد ظهرت العديد من طرق اللعب فيما بعد منها 3/6/1 و3/5/2 و4/5/1 وكان من الواضح أن الفرق تهتم بخط الوسط، وتكلفه بأصعب الواجبات، وأنها أيضا تخطط للعب برأس حربة واحد.. وتلعب العديد من المنتخبات والفرق العالمية والأوروبية برأس حربة واحد، لكن عند الاستحواذ على الكرة والانطلاق إلى الهجوم يصبح للفريق خمسة أو أربعة مهاجمين فى المقدمة كما فعلت البرازيل مؤخرا فى بطولة القارات.