الفساد يزداد! علي عكس ما روج له المفسدون بأن قليلا من الفساد يصلح الاقتصاد والعباد في الدول العربية ثم اكثروا فيها الفساد, كان انتشار هذا الفساد في الوطن العربي ولا يزال واحدا من أهم أسباب قيام الثورات الشعبية العربية.التي تفجرت في مصر وتونس والتي تجتاح حاليا اليمن وسوريا وليبيا والتي بدأت ارهاصاتها في العديد من الدول العربية, لتؤكد أن للحاكم الفاسد يوما لابد ان يسقط فيه وان اسقاط الأنظمة العربية الفاسدة علي يد وبارادة الشعوب وإقامة انظمة ديمقراطية آت لا محالة. فهاهي منظمة الشفافية الدولية توكد ان حجم الفساد العالمي بلغ العام الماضي تريليون دولار, يتركز ثلثه في العالم العربي, بينما تدفع 600 شركة عالمية سنويا 80 مليار دولار رشوة لقادة وسياسيين عرب ومعني ذلك ان الأنظمة العربية تفسد من قادتها كما تفسد السمكة من رأسها. والملاحظ ان الفساد في الوطن العربي يزداد ولا ينحسر ويبدو ذلك واضحا في التزاوج بين السلطة والمال حيث يبقي الفساد كالزئبق يصعب محاصرته أو الإمساك به فهو كالماء يكتسب شكل الإناء الذي يوضع فيه, وزيادة التهرب الضريبي ودخول المعونات الأجنبية في جيوب المسئولين, وتخصيص الأراضي في شكل عطايا تستخدم في المضاربة العقارية, والقروض التي تمنحها البنوك ولا تسدد, ورشوة رجال الأمن والصحافة والقضاء لتسهيل الأعمال غير المشروعة. ناهيك عن انتشار الفساد الصغير بين الأفراد الفساد السياسي.. ونتيجة لزيادة الفساد تكونت في الوطن العربي بيئة تؤويه وتحمي من يمارسه, وتجعل من مكافحته أمرا صعبا بعد أن ارتبط به الناس فرادي وزرافات وأصبح يحقق دخلا سريا لهم لا يمكن الاستغناء عنه, وهو ما دفع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الي القول: إن الجزائر بلد مريض بالفساد, وهو أيضا ما دفع الفلول والفئات التي ادمنت الفساد وتطبعت به الي الخروج لتأييد الحاكم الفاسد اثناء قتله الثوار أو العودة من الخارج أو المثول أمام القضاء. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين