بدأت ندوات "كاتب وكتاب" نشاطها يوم الخميس 29 فبراير، مع إنتاجات "مكتبة الأسرة"، بندوتين يوميا علي مدار أيام المعرض، وكانت البداية مع "البرنامج النووي الإسرائيلي" للواء ممدوح عطية وبحضور الدكتور جمال سليمان، حيث يتناول الكتاب النشاط النووي الإسرائيلي عبر العقود، ويسلط الضوء علي بداية البرنامج النووي الإسرائيلي وتطوره. أكد عطية خلال الندوة أن الجيش الإسرائيلي يخشي بأس القوات المسلحة المصرية في المقام الأول، فالصراع مع إسرائيل لن ينتهي لأنه لم يفرغ بعد من العوامل الحقيقية التي أدت إليه، فإسرائيل تعتقد أن القوة هي الحل الوحيد لمشكلاتها، وهو الأمر الذي يجعلها تستخدم تلك القوة بكثافة وهي تمارس السياسة، فهي لا تؤمن بالدبلوماسية كإحدي الوسائل لحل المتناقضات، مشيرا إلي أن ما تتعرض له مصر من مشاكل بيولوجية وانتشار لأمراض إنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها من الأمراض ليس بعيداً عن يد إسرائيل الفاسقة المجرمة. من جانبه أشاد الدكتور جمال سلامة أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية جامعة السويس، بالكتاب ووصف المؤلف لإسرائيل بأنها دولة شاردة، مشددا علي أنها إضافة إلي هذا الوصف تعد دولة شاردة وقزمية، أي رأس عملاق وجسد قزم، مساحتها 26 ألف كيلو متر مربع أي لا شيء بالنسبة لمساحة مصر، فإسرائيل دولة لا تحتمل أي هزيمة عسكرية في إطار ما تسمية بأرض إسرائيل الموجود فيها الكيان الصهيوني، لذلك تنقل معاركها لأرض الغير. وإن كان الحديث عن إسرائيل، كيف لا تذكر سيناء؟!، وهو ما تم بالفعل بمناقشة كتاب "موسوعة سيناء" للواء فؤاد حسين، الذي أكد ضرورة تعمير سيناء وتسكينها بما يقرب من 12 مليون نسمة، لأنها تعتبر بؤرة الصراع في مصر، مشددا علي أن إخلاءها من السكان يساعد علي اختراق العدو للمنطقة. وقد حضر الندوة أيضا الدكتور إسماعيل يوسف استاذ الجغرافيا بجامعة المنوفية، والدكتور سامي عبد الملك مدير عام وزارة الآثار بشبة جزيرة سيناء، والدكتور فتحي مصيلحي عضو اللجنة العليا للتخطيط القومي، الذي أكد علي أن الأمن القومي لسيناء هو الأمن القومي لمصر، لأن أطماع إسرائيل في سيناء لا تزال قائمة، فهي تدخل في إطار حلمها المقدس في إنشاء دولتها الكبري بين النهرين من الفرات للنيل، وقد سبق لها أن شرعت في إقامة المستوطنات الإسرائيلية عقب استيلائها علي سيناء في منطقة شرم الشيخ والشريط الساحلي لخليج العقبة ومشارف رفح. وطالب مصيلحي بمراجعة اتفاقية كامب ديفيد بشأن كثافة القوات والتسليح في القطاعات الثلاثة عامة وقطاع (ج) الحدودي خاصة، وإنشاء محافظة جديدة بوسط سيناء لتكثيف التعمير القومي لرفع الكثافات السكانية وخلق مجتمعات محلية حول محاور الحركة بالمدخل الشمالي الشرقي والتي ترسم منظومة ثلاثية تمثل الخطوط الدفاعية الرئيسة. أسلحة المال والمصاهرة وفي إطار الحديث عن الحدود والأسلحة، فهناك سلاح آخر غير النووي، يتمثل في "المال"، وهو ما جرت مناقشته في كتاب "مافيا إخفاء الأموال المنهوبة"، بحضور المحلل الاقتصادي رائد سلامة، زكريا الحداد، وهو يناقش علاقة السياسيين بالاقتصاد، حيث إنه مازالت العلاقات الاقتصادية قائمة بين دول المركز مثل أمريكا واليابان وبين الدول التي كانت تستعمرها للحفاظ علي مصالحها، وقد أوضح سلامة، أن هناك دولا لا تفرض أي نوع من الضرائب علي المستثمرين، ولذلك يتم نقل أموال غير شرعية عن طريق غسل الأموال وتهريب السلاح، ويشكل ذلك خطورة كبيرة علي الدول. وأشار رائد سلامة إلي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي من ساعدت تنظيم "داعش" علي الظهور، فهم يريدون أن يكون الوطن العربي فقيرا ومتخلفا حتي يتم تسويق أسلحتهم حتي إذا كانت علي حساب أشلاء البشر. وإن ذكر المال، فلابد من ذكر الإخوان، وقد حدث من خلال كتاب "زمن العائلة.. صفقات المال..الإخوان والسلطة" للكاتب الدكتور ياسر ثابت، الذي يتناول تأثير فكرة العائلة علي جماعة الإخوان، وكيف أثرت تلك الفكرة علي تعاملاتهم في المجتمع المصري، فكانت المصاهرة من بعضهم البعض هي اللبنة الأولي لتكوين دولة الإخوان المنعزلة عن المجتمع الحقيقي، وأشار: "لقد حرصت الجماعة علي توزيع المناصب القيادية في الدولة علي الأقارب وأهل النسب، وأيضا أهل البيزنس العائلي بعد وصولهم للحكم، حتي يحموا دولتهم من نفاذ أحد إليها، وتنفيذ مخطط التمكين، واستغلوا فترات السجن السجون بالتعارف علي بعضهم البعض وإتمام الزواج كأنهم مثل العرقيات المغلقة، وهو ما يعد أحد الأسباب الرئيسية لفشل جماعة الإخوان في الحكم". من جانبه، أكد ثروت الخرباوي، القيادي المنشق عن الجماعة، أن الإخوان كانوا يعيشون في عالم منعزل عن مصر، ولجوئهم للاعتماد علي الأقرباء للسيطرة علي المناصب القيادية في الدولة، هي آفة المجتمع المصري منذ قديم الأزل، حيث يأتي الحاكم بأقاربه وأعوانه للمشاركة في الحكم، واستطرد: "الكتاب يضم معلومات موثقة، أن العلاقات هي أساس التعامل ما بين أعضاء الجماعة، ومن لا تجمعه علاقة نسب وصهرية، يجمعهم المال من خلال المشاريع والأعمال الاقتصادية". والحديث عن الإخوان، لابد أن يتطرق بنا إلي الجماعات المتطرفة وأبرزها حاليا هي داعش، وذلك من خلال كتاب "داعش.. الإرهاب الأسود" للكاتب فادي عكلوم، في مناقشة حضرها كل من الدكتور أحمد عليبة، الدكتور نبيل نعيم، العقيد حاتم صابر، وقد أكدوا في حديثهم أن داعش في كل جماعات الإسلام السياسي، وأي أحد يتعاطف معها لا يعرف ولا يقدر حدود وطنه. من جانبه قال الدكتور نبيل نعيم، إن براءات النظام السابق أشعرت الشباب بالإحباط، مما أدي إلي انضمامهم لبعض الجماعات الإرهابية للانتقام من الدولة التي أضاعت ثورتهم، مشيرا إلي أن نجاح الثورة الإيرانية يرجع إلي محاكمتها الجادة للنظام السابق وهو ما جعلها الآن دولة نووية ترجع لها أمريكا، وأكد: "الحكومة المصرية الحالية لديها سوء الإدارة، وقد سبقها حكم الإخوان الفاشل". ولرؤية الصورة الكاملة بشكل أكثر وضوحا، تمت مناقشة كتاب "كواليس الشرق الأوسط"، لمؤلفه الصحفي الفرنسي إريك رولو، أحد أهم الصحفيين الفرنسيين في العالم خلال النصف الثاني من القرن العشرين ، والذي أكد علي أن الدول العربية يجب عليها التعاون من أجل التأثير علي الغرب، كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي. وخلال الندوة، أوضح ألان جريش، رئيس تحرير مجلة "لوموند ديبلوماتيك" الشهيرة، أن رولو لعب دور الجسر بين فرنسا ومصر، ومكن الرأي العام الفرنسي والأوربي من فهم القضية العربية والقضية الفلسطينية بالأخص، فالبعض يري أن القضية الفلسطينية تتمثل في الصراع بين الشرق والغرب، وآخرون يرون أنها تتمثل في الصراع الديني، ولكن موقف فرنسا الآن أصبح متغيرا منذ زمن بعيد، فأصبحوا ضد إسرائيل"، وأضاف أن هناك سفارة واحدة لإسرائيل في كل بلد وأمامها 21 سفارة عربية، ولكن السفارة الإسرائيلية تعمل بكل طاقتها أكثر من السفارات العربية. وأكد جريش أن الإسلام السياسي تتعدد مشكلاته من حيث مشكلتي استخدام السلاح، واستخدام الدين، مشيرا إلي أن استخدام الدين ليس مرتبطا بالجماعات "الإسلامية" بل كافة الدول العربية منذ القدم تستخدم الإسلام. وقال الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة: "إن الكتاب بمثابة قصف بالمعلومات، وهو تنويري، وذو مصداقية، لا يعتمد علي الشائعات، بل تصريحات صحفية موثقة، أو حديث موجه له شخصيا، فتحدث عن حياة السادات، والضباط الأحرار، حتي وصوله إلي الرئاسة، وحرب أكتوبر، ومعاهدة السلام، كل ذلك معروض بشكل سريع ومكثف". المرأة في حضارة مصر القديمة وبعيدا عن السياسة، تمت مناقشة كتاب "المرأة في العصر الفرعوني"، وقد قام الدكتور بسام الشماع بعرض صور للمرأة المصرية الفرعونية، توضح جمالها وأناقتها، والاكسسورات التي كانت تستخدمها في العصر الفرعوني، مثل "نفرت" التي تتميز بجمال واضح آخذ، مؤكدا أن الحضارة المصرية القديمة عرفت حقوق المرأة قبل دول أوربا. ومن جانبه، قال الدكتور وسيم السيسي أستاذ الجراحة والباحث في علم المصريات، إن المرأة في العصر الفرعوني كانت علي قدر من المساواة مع الرجل، فقد كانت أميرة وكاهنة وطبيبة وزوجة، وشريكة الآلهة في الخلق، فهي عرفت الخلع منذ آلاف السنين، كما أن القانون في مصر القديمة عرف تقديس الزوجة، فالمرأة كانت سببا في حضارة مصر القديمة.