الدكتور جمال سلامة: ما يفعله التكفيريين أفقدنا ميزة التجهيز للعدو الاسرائيلي 51 عاما هي عمر الملف النووي الإسرائيلي.. الذي تهدد به إسرائيل كل دول الشرق الأوسط، وعلي الرغم من احتلال إسرائيل للمركز الخامس عالميا في امتلاك القوي النووية إلا ان الولاياتالمتحدة تغض الطرف عن سلاحها، وقد تزيد في استخدام كل نفوذها للسيطرة علي أي محاولة لخضوع إسرائيل تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما يعني خضوعها لعمليات التفتيش ونزع سلاحها النووي والعقوبات الاقتصادية. هذا ما تناوله الدكتور ممدوح عطية الخبير الإستراتيجي اللواء أركان حرب متقاعد، في كتابه " البرنامج النووي الإسرائيلي .. والأمن القومي العربي"، الذي استعرضه في ندوة بقاعة كاتب وكتاب والتي تقام في الدورة السادسة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور جمال سلامة، ومصطفى حماد. ويتناول الكتاب النشاط النووي الإسرائيلي عبر العقود، ويسلط الضوء على بداية البرنامج النووي الإسرائيلي وتطوره. وقال عطية خلال الندوة إن القوى الناعمة لمصر تتلاشى حتى أننا أصبحنا نتعرض لأفكار هزيلة ليست أفكار تعبر عن حضارة 7 آلاف سنة، ورغم كل هذا إلا أن كل العرب يعلمون أن مصر تحمل عنهم عبء إسرائيل، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي يخشى بأس القوات المسلحة المصرية في المقام الأول، كما أن 50% من المصريين شباب أي أن دولة مصر فتية. وأوضح عطية أن الصراع مع إسرائيل لن ينتهي لأنه لم يفرغ بعد من العوامل الحقيقية التي أدت إليه لأن إسرائيل تعتقد أن القوة هي الحل الوحيد لمشكلاتها الأمر الذي يجعلها تستخدم تلك القوة بكثافة وهي تمارس السياسة .. فهي لا تؤمن بالدبلوماسية كإحدى الوسائل لحل المتناقضات. وحذر عطية من الإجرام الإسرائيلي، مؤكدا أن ما تتعرض له مصر من مشاكل بيولوجية وانتشار لأمراض أنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها من الأمراض ليس بعيد عن يد إسرائيل الفاسقة المجرمة. كما أوضح عطية أن زعماء إسرائيل يتميزون بالإجرام ولذلك يقومون بإشاعة الإمراض، لافتا إلى أن الربيع العربي هدأ من روع إسرائيل لأن العرب تحولوا عنها وأصبحوا يقتلون بعضهم البعض، ولذلك هما في سكون كسكون الأموات انتظارا بأن ينهي العرب على بعضهم البعض .. ولكن سكونها لن يستمر طويلا وربنا رزقهم بحزب الله الذي يقتل منهم . وقال عطية إن المعلومات حول البرنامج النووي الإسرائيلي باهته، ورغم أن الوسائط الرسمية الإسرائيلية لم تعلن عن وجود السلاح النووي إلا أن كل الدلائل تؤكد وجوده وهي تحاول دائما احتكاره. وأرجع عطية إصرار إسرائيل على التسلح بالنووي إلى أن التعداد البشري لها قليل جدا ومساحتها قليلة، موضحا أن الإسرائيليين نجحوا في امتلاك أكثر من 200 قنبلة نيترونية، وقد مارست إسرائيل الابتزاز النووي إبان حرب الخليج الثانية. وأضاف عطية أن من المظاهر الدالة على التطوير النووي ما كشفه التقني الإسرائيلي موردخاي فعنونو في أكتوبر 1986 عن امتلاك إسرائيل لحوالي 200 قنبلة نووية. وأدى إدلاؤه بهذه المعلومات إلى دخوله السجن لمدة 18 عاماً بذريعة إفشاء أسرار تمس أمن الدولة العبرية. وتابع: أجمعت كل الهيئات العلمية بالقول أن إسرائيل لديها قنبلة ذرية وساعدها الكثيرين على التطوير مثال فرنساوأمريكا وجنوب إفريقيا وتايوان والهند. وأوضح عطية أن أمريكا دمرت المنشآت العراقية وتحاول التعرف على التنين الأصفر بالصين وتحجر على التطور التكنولوجي في بلاد أخرى مثل كوريا الشمالية، كما أنها لا ترضى عن الخيار النووي الباكستاني باعتبار أن القنبلة النووية الباكستانية قد تكون قوة مضافة للعرب في مواجهة إسرائيل . وتحدث عطية عن إسرائيل وممارسة الابتزاز النووي، قائلا إن إسرائيل في حرب أكتوبر 73 هددت بضرب السد العالي .. وانتهي الأمر بفصل بين القوات وعلى الفور أرسلت أمريكا جسر جوي لإحداث توازن ولا يهزم السلاح الأمريكي أمام الروسي. وشدد عطية على أن هدف الابتزاز الإسرائيلي النووي هو للتخويف وليس للضرب، مستشهدا بما قاله الرئيس الراحل أنور السادات عندما هددت إسرائيل باستخدام النووي ضد مصر " العمق بالعمق ولو ضربت إسرائيل النووي سنضرب بالصواريخ الأرضية". من جانبه قال الدكتور جمال سلامة أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية جامعة السويس، أن ما جاء بالكتاب يدخل في صميم اختصاص المؤلف وهو ليس رصد للبرنامج النووي الإسرائيلي وإنما ترصد له بحكم عمله وخبرته في مجالات الأسلحة الغير تقليدية. وترصد الكتاب للأسلحة النووية منذ النشاط العلمي الصهيوني 1898 وعندما تم اقتراح إنشاء الجامعة الصهيونية في القدس . وتابع: تحدث مؤلف الكتاب عن أن هناك معاهد علمية تخدم على القوة الصهيونية منذ 1912 في عدة مجالات .. وأوضح المؤلف أن البرنامج النووي قائم على تطبيقات رياضية يتبعها فيزيائية. وأشاد سلامة بوصف المؤلف لإسرائيل بأنها دولة شاردة، مشددا على أنها إضافة إلى هذا الوصف تعد دولة شاردة وقزمية أي رأس عملاق وجسد قزم مساحتها 26 ألف كيلو متر مربع أي لا شيء بالنسبة لمساحة مصر. وأوضح أن إسرائيل دولة لا تحتمل أي هزيمة عسكرية في إطار ما تسمية بأرض إسرائيل الموجود فيه الكيان الصهيوني لذلك تنقل معاركها لأرض الغير. وتابع: ومن الجزئيات التي أشار إليها المؤلف هو أنه في ظل الوضع الذي تعيشه المنطقة العربية يأتي أهمية التركيز على أن هناك برنامج نووي.. لا مؤامرة تتم على العالم العربي إلا بأيدينا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أيضا نلاحظ ان إسرائيل لا تعلق على الأحداث ولا تبدي قلق او اندهاش ولا ترحيب ولا فرح وكأن ما يحدث يتم بالمريخ وليس في منطقة تعد مطمع لها وهو ما يدل على أنها طرف بما يحدث. وللأسف ما يحدث من التكفيريين في المنطقة ينسينا العدو ، وبالتالي فقدنا ميزة أن لدينا عدو يحتاج أن نتجهز بالعداد من أجل مواجهته. ووجه سلامة سؤالا لمؤلف الكتاب عن طبيعة عمل مفاعل ديمونة، وهو ما رد عليه اللواء ممدوح عطية قائلا: مفاعل ديمونة هو مفاعل لإنتاج المادة النووية التي تستخدم في عملية إنتاج قنبلة ذرية، بينما هناك مفاعلات أخرى يكون دورها إنتاج طاقة وأخرى يجرى بها الأبحاث مثل "انشاص" ولا تتدخل في توليد وإنتاج وقود نووي ليعمل منه أسلحة دمار شامل . المفاعل النووي يكمله مدينة ذرية ليتمكن من إنتاج القنبلة باستخدام اليورانيوم ليتم عمل إغناء له ليكون بدرجة نقاء 90% .. اقل من ذلك لا ينتج قنبلة ذرية. وتابع: إيران ليس لديها قنبلة ذرية والدليل أن تخصيب اليورانيوم لديها يتم بنسبة 4% وهي لا تكفي لإنتاج القنبلة النووية. وعقب الدكتور جمال سلامة قائلا: إذا تصورنا أن إسرائيل تمتلك السلاح للردع والتهديد أكثر من الاستخدام .. وهي محاطة بوسط جغرافي مناهض لها لا تستطيع استخدام السلاح النووي ضد الدول العربية المجاورة لها لأن هذا سوف يصيبها أيضا .. فهو مجرد سلاح للردع. وتابع: إسرائيل رغم امتلاكها لهذه القوة إلا أنها مازالت دولة ضعيفة لذلك تسلك هذا السلوك العدواني. وقال اللواء مصطفى حامد، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن هذا الكتاب يواكب موضوع التسليح النووي الإسرائيلي. كما تناول المياه الجوفية في سيناء ومفاعل ديمونة الذي يعد موديل قديم حيث انشيء عام 1962.