تُري ما الأورجانون؟ اسم قد يثير الدهشة لغرابته وجدته! ولكن الدكتور مصطفي النشار في أحدث إصداراته بعنوان »الأورجانون العربي للمستقبل«، قدم لنا تعريفاً له في هذا الكتاب، فهو من حيث اللفظ يعني الآلة أو الأداة، ومن حيث المعني يتمثل في أسس وآليات يمكن أن نستخدمها لتغيير نمط تفكيرنا من النمط التقليدي الجامد إلي النمط المتجدد القادر علي التفاعل مع كل جديد، سواء كان من حيث مناهج التفكير، أو من حيث أدوات الحياة والسلوك فيها. وأوضح د. النشار أننا ازاء مشكلات العصر وصراعاته، أحوج ما نكون إلي ما يشبه الأورجانون، أي الوسيلة التي ترسم لنا خارطة طريق للتفاعل مع تحديات الواقع وأزماته، وتوجهنا إلي الكيفية التي نعمل بها ونتعامل لتحقيق المستقبل الأفضل. ولفت الكاتب في كتابه إلي أن الماضي- ببساطة- مضي ولن يعود، والحاضر مآله إلي أن يكون ماضياً، ومن ثم فعلينا بالاجتهاد للتأمل في المستقبل والتخطيط لما سنفعله فيه بفكر متفتح وعقل مستنير، واثق من نفسه، من قدرته علي تحقيق الإبداع في كل مجالات الحياة الإنسانية. أورجانون النشار، يكشف حقيقة تخاذل علماء العرب والمسلمين، حينما وقعوا تحت تأثير وهم التفوق الغربي علمياً.. مشيراً إلي ضرورة التخلص من هذا الإحساس الزائف، لأن العلم في مختلف فروعه إرث بشري شارك في صنعه كل البشر. والسؤال: ألم يحن الوقت لمشروع نهضة جديدة وحقيقية، رغم أننا نحاول البحث عنها منذ أكثر من مائتي عام؟!