مدخل القصر يشهد قصر ثقافة طنطا التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة أزمة تهدد بوقف النشاط به لأجل غير مسمي، تتمثل في انتهاء عقد إيجار المقر الإداري الذي يتكون من شقتين بالإيجار وصالة عرض لا تستوعب كافة الأنشطة، حيث يقع القصر في شارع المتحف بوسط مدينة طنطا ويعود لعام 1975 ويقدم خدمة ثقافية مهمة للرواد والموهوبين في مجالات عديدة كالفنون التشكيلية والموسيقي والمسرح والفنون الشعبية والأدب وغيرها من المجالات ويتردد عليه الكثير من موهوبي مدينة طنطا، إلا أن صاحب العقار الذي به الشقتان أرسل إنذاراً علي يد محضر لوزيرة الثقافة ومحافظ الغربية بسرعة إخلاء المقر لهدمه، وهو الأمر الذي وضع الجميع في ورطة كبري بسبب عدم وجود مكان بديل لإقامة قصر ثقافة آخر، مما يعني توقف النشاط لأجل غير مسمي وحرمان الكثير من شباب ورواد القصر من ممارسة حقهم. »أخبار الأدب» التقت بعدد من رواد ومسئولي قصر ثقافة طنطا لكشف ملابسات الأزمة، فيقول في البداية سيف الدين عقل مدير قصر ثقافة طنطا سابقاً ومدير الشئون الهندسية بالهيئة العامة لقصور الثقافة إن القصر هو أحد أهم المراكز الثقافية المهمة التي تخدم أبناء مركز ومدينة طنطا والذي يتكون من صالة للعروض والتدريبات وشقتين إيجار مخصصة للإدارة، وهذا المبني أقيم في الخمسينيات من القرن الماضي وكان متحفاً قبل أن يتم تحويله لقصر ثقافة عام 1975، كما أنه كان عبارة عن صالة عرض بمساحة 350 مترا وعند تحويله لقصر ثقافة تم استئجار شقتين بجواره ليتم ضمهما للقصر وتستخدمان للإدارة لكن صاحب العقار الذي يشمل الشقتين قام برفع قضية للمطالبة بإخلائهما فوراً وتم إرسال إنذار علي يد محضر لسرعة التنفيذ، الأمر الذي يتسبب في توقف النشاط بالقصر ويحرم الكثير من المثقفين والرواد من تلقي الخدمة، فضلاً عن أن المبني مقام منذ خمسينيات القرن الماضي ويتطلب الأمر هدمه، لذا نقترح علي وزيرة الثقافة أن يتم الموافقة علي هدم الصالة المقامة علي مساحة 350 مترا وإقامة مبني مكون من 6 أدوار علي نفس الأرض لاستيعاب كافة الأنشطة الفنية واستقبال الموهوبين في مختلف الأنشطة، مشيراً أن هناك مدنا مجاورة كدمنهور وكفر الشيخ وبنها بها قصور ثقافة في مباني مستقلة علي أعلي مستوي فلماذا لا يتساوي قصر ثقافة طنطا معهم، مطالباً بوضعه ضمن الخطة المالية الحالية. ويضيف الشاعر مصطفي منصور رئيس نادي الأدب الأسبق بقصر ثقافة طنطا إن الحفاظ علي مكتسباتنا الثقافية ومواقعنا الثقافية مسئولية كل مثقف ومهتم ومؤمن بدور الثقافة وأهميتها كقوة ناعمة وحائط صد أمام كل فكر متطرف دخيل علي مجتمعنا، وأن أي اعتداء علي هذه المواقع الثقافية جريمة نكراء والسكوت علي ما يحدث في قصر ثقافة طنطا بشأن إخلاء المقر وطرد الرواد لإنهاء عقد الإيجار المبرم بين مالك العقار وبين الثقافة بالغربية من جانب المسئولين؛ هو شيء يندي له الجبين، فهذا القصر الذي يمثل أيقونة ثقافية لكل الرواد والمثقفين والفنانين منذ عشرات السنين رغم افتقاره الي العديد من الامكانيات والذي هو عبارة عن شقتين بالإيجار محل التقاضي وصالة معارض تم تخصيصها منذ زمن لمديرية الثقافة من مجلس المدينة، ورغم إمكانياته المتواضعة إلا أنه علي مدي سنوات طويلة تقام فيه كافة الأنشطة الثقافية والفنية واحتفظ طيلة هذه السنوات ومازال بمكانته الثقافية والفنية داخل نفوس الرواد والمثقفين حتي بعد افتتاح مسرح طنطا أو المركز الثقافي والذي لم يحل من وجهة نظري مشكلة البنية التحتية للثقافة بطنطا بسبب هذا الحصار الإداري المفروض عليه من قبل الهيئة والإقليم، فها هو القصر بالإيجار ومهدد بالطرد وها هي مديرية الثقافة هي الأخري في شقة صغيرة بالإيجار بالدور الخامس في إحدي عمارات الأوقاف بطنطا ولا تليق بالمتعاملين من رواد الثقافة، ولا تليق بموظفي الثقافة كمقر، مما يعد عاراً في وجه كل المسئولين في الثقافة. يشير الدكتور مجدي الحفناوي نقيب الأطباء وأحد المهتمين بالنشاط الثقافي وأهم رواد القصر إلي أن الأمر لم يقتصر فقط علي قصر الثقافة أو المديرية بل أن هناك العديد من المواقع الثقافية مؤجرة ومهددة بالطرد، كما أن قصر الطفل بطنطا مقام في دور واحد فقط وكان من الممكن أن يتم استغلال مساحته بشكل أمثل من ذلك من حيث التصميم والبناء، وهو مخصص للثقافة، متسائلاً: كانت هناك موافقة من قبل المحافظ السابق أحمد ضيف صقر ووزير الثقافة السابق حلمي النمنم علي فكرة إنشاء مجمع ثقافي متكامل بدلًا من صالة قصر طنطا والمجلس المحلي ودار الكتب المجاور للقصر وتم تكليف الشئون الهندسية بالمحافظة بعمل الدراسات اللازمة ولم يتم متابعة الموضوع من قبل هيئة قصور الثقافة. مشيراً ان هذا المجمع وهذه الفكرة سوف تحل للأبد مشكلة البنية الثقافية في طنطا فلماذا لا يتحرك المسئولون في الثقافة من أجل إنقاذ ثقافة طنطا والاهتمام أكثر من ذلك ببنيتها الثقافية. ويقول كمال خلاف مدرب آلة الجيتار بالقصر أن القصر يعد وسيلة جذب جيدة للشباب والموهوبين لممارسة أنشطتهم ورغم قلة الإمكانيات لكن العمل يتم في حدود المتاح بشكل اجتهادي، مشيراً أنه يتردد علي القصر منذ السبعينيات وتعلم فيه العزف علي آلة الجيتار ثم اتجه للتدريب، مطالباً بضرورة توسعة المكان لاستيعاب الكم الكبير من الرواد واقامة التدريبات فيه. وتشير عدوية لطفي محمد، إحدي رواد القصر، أنه تم تصعيد الأزمة لمجلس النواب من خلال النائب جلال عوارة وكيل لجنة الإعلام والذي تبني الموضوع ووعد بالتدخل لدي الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لكن حتي الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء والوقت يمر وأصبح رواد القصر مهددون في أي وقت بالطرد، موضحة أن هناك عدة أماكن مقترحة كمقر بديل مؤقت لحين الانتهاء من إقامة قصر ثقافة جديد يليق بالثقافة وتطالب بسرعة الانتهاء من تلك الأزمة حتي لا تتفاقم.