قصر ثقافة المحلة الكبري من أبرز المعالم الثقافية والأثرية المهمة علي مستوي مصر حيث ترعرع بين جدرانه العديد من المبدعين في مختلف مجالات الفنون والأدب والذين يشغلون حاليا أماكن بارزة علي خريطة الإبداع والعمل الثقافي.. ويقدم القصر مختلف الأنشطة الثقافية والتعليمية والاجتماعية ويضم بين جنباته حديقة للطفل للألعاب الترفيهية ومسرح يمارس فيه الموهوبين هوايتهم ويستقبل الاحتفالات الكبري وكبار الزوار.. لكن مبناه الذي يمثل تحفة معمارية يعيش منذ سنوات مأساة لوجود تشرخات في الأسقف والجدران الخاصة بالأدوار العليا بجانب تهالك في بعض السلالم الجانبية ووجود تسريب لمياه الصرف يهدد أساساته بالإضافة أن المكتبة الرئيسية تحتاج لتحديث حتي تكون مصدر جذب للشباب وقد اضطر مسئولي القصر أمام هذه المشاكل في إغلاق الأدوار العليا خوفا من وقوع خطر داهم علي حياة الرواد والاعتماد فقط علي الدور الأرضي والأول علوي فقط مما جعل القصر يعاني من وجود تكدس وزحام شديد من الوافدين علية يوميا قد يهدد دورة الثقافي. يقول طارق عتمان- فنان تشكيلي- إن القصر له دور اجتماعي كبير وأي تأخر في أداءه يأتي بالسليب علي أبناء الغربية جميعا.. وأضاف أن القصر كان يستقبل كبار الشعراء أمثال الشاعر الكبير سيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي وكتاب مثل جمال الغيطان ومحفوظ عبد الرحمن وتخرج منه العديد من الكتاب المرموقين- منهم علي سبيل المثال لا الحصر- الكاتب الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق, وبجانب أجيال عديدة تربت وترعرعت في هذا القصر وهو ما يفرض علي كافة المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذ القصر والحفاظ علي تاريخه ومستقبلة القادم.. وتضيف مني علام مدير الإعلام بقصر ثقافة المحلة- إن عراقة القصر تعود لقيام البارون إمبان الذي صمم قصر البارون بمصر الجديدة بتصميم بناءه في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وحرص أن يجمع بين الأسلوب المعماري الإسلامي والأوروبي كما إن المبني مقام علي حوائط حاملة وتتراوح مساحة سمك الجدران مابين60 و80 سم وعاش بالقصر عبد الحي باشا خليل أحد أعلام مدينة المحلة الكبري وانضم القصر للهيئة العامة لقصور الثقافة منذ عام1961 ومنذ ذلك التاريخ تحول القصر إلي منارة ثقافية تضيء سماء مصر والعالم العربي.. يجب ألا تنطفئ. ومن جانبه صرح الأديب جابر سركيس وكيل وزارة الثقافة بالغربية أن الأدوار العليا بقصر ثقافة المحلة الذي تم بناءه عام1886 تعاني من وجود تصدعات في الأسقف والجدران نتيجة عامل الزمن وتأثرها مؤخرا بما شهده القصر من زحف عمراني ببناء أبراج سكنية حوله ساهمت خلال عملية تشييدها في تفاقم المشكلة مشيرا أنه قد تم اعتماد خطة لترميم القصر بالكامل بتكلفة مبدئية تصل حوالي10 مليون جنيه, وتم تكليف مكتب هندسي تابع للخدمة الوطنية بالقوات المسلحة لتنفيذ الأعمال وقامت لجنة هندسية منذ عام بمعاينة المبني وتم وضع دراسة كاملة لإعادة القصر التاريخي إلي صورته الأولي بترميم الأسقف والجدران وإحياء النقوش والزخرفة المرسومة علي الجدران بنفس طبيعتها وإحلال وتجديد خطوط الصرف لكن توقفت خطة أعمال الترميم عن التنفيذ بسبب عدم سداد مبلغ2 مليون باقي قيمة مبلغ15 مليون ثمن شراء القصر من ورثته وتم مؤخرا تسديد المبلغ المبتقي وهناك وعود من جانب الجهات المعنية المسئولة عن خطة ترميم قصر ثقافة المحلة بتنفيذها ضمن خطة العام المالي2018 للحفاظ علي المبني ودورة الثقافي.. وأضاف وكيل الوزارة إن محافظة الغربية تضم34 مركزا للثقافة يعمل منهم30 موقعا بينهم قصور متميزة بطنطا وكفر الزيات والمحلة كما تم تشييد مراكز ثقافية تم إنشائها من خلال صندوق التنمية الثقافية تؤدي بدورها بشكل جيد في قري أبو صير مركز سمنود ومحلة أبوعلي بالمحلة وسنبو بزفتي وأبيار بكفر الزيات لكن هناك مواقع بسيطة ومتواضعة للغاية مثل بيت ثقافة بسيون والسنطة وهي عبارة عن شقق بنظام الإيجار المؤقت ومهددة بإيقاف نشاطها في حالة إلغاء عقودها من المؤجر وأخري عبارة عن غرفة واحدة ملحقة بمسجد وصالة داخل مركز شباب لا يمكن فتحها إلا في حضور مسئولي المركز بقرية كفرح جازي بالمحلة وهو بالطبع ما يؤثر بالسلب علي دورها الثقافي وإمكانية استقبال الشباب والمواطنين وعقد الندوات واستضافة المؤتمرات مما يجبرنا علي إقامتها مضطرين في أماكن أخري بديلة مشيرا أن الحل أمام نقص الموارد المالية لتطوير هذه المواقع الثقافية هو التنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لتخصيص مساحات داخل مراكزها الرياضية بقري المحافظة بدلا من استغلالها في إقامة كافيتريات ومقاهي لإنشاء بيوت للثقافة وبمشاركة مادية من الإدارات المحلية ومجالس المدن ومسئولي المحافظة لدعم دور الثقافة واحتضان الشباب والأطفال في مختلف الأعمار علي مستوي جميع مدن ومراكز الغربية.