الأسبوع الماضي شهدت مدينتا طنطا والمحلة دعما رسميا لإنقاذ النشاط الثقافي، حيث قام وزير الثقافة برفقة القيادات التنفيذية بتفقد مسرح طنطا، الذي ظل لسنوات طويلة يعاني من الأهمال والنزاعات القانونية، وتقرر استئناف عمليات الترميم ووضع جدول زمني سريع للعودة لأداء دوره الثقافي والتنويري، أيضا قام الوزير بمصاحبة القيادات التنفيذية بتفقد قصر ثقافة المحلة، الذي شهد محاولات للسطو علي الحديقة الملحقة به، لصالح برج سكني، وظل مثقفو المحلة منذ ثورة يناير يقاومون محاولات بعض البلطجية لانتزاع القصر التاريخي . مسرح طنطا يعد تحفة معمارية نادرة أبدع في تصميمه مهندس إيطالي صممه علي غرار دار الأوبرا المصرية بصورة مصغرة وقام بافتتاحه مصطفي باشا النحاس رئيس وزراء مصر عام1936 واعتبره الكثيرون في تلك الفترة بمثابة تحفة فنية ومنارة ثقافية ينبغي الحفاظ عليها حيث كان يتكون من ثلاثة طوابق وتتميز خشبة مسرحه بالاتساع والزخارف الرائعة وبه ستة مخارج للطوارئ بخلاف المدخل الرئيسي ومزود بوسائل تهوية وإضاءة وتأمين من أجهزة للإنذار في حالة اندلاع الحروب أو نشوب الحرائق بالإضافة لشبكة كهرباء فريدة من نوعها قامت بتصميمها إحدي الشركات الألمانية وظلت تعمل بكفاءة عالية حتي وقت قريب.. كما شهد مسرح طنطا في الماضي أعمالا مسرحية عظيمة لكبار الفنانين حيث تألق علي خشبته عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي وأمينة رزق وزكي طليمات.وغنت عليه سيدة الغناء العربي أم كلثوم ومحمد فوزي ومحمد ثروت.. كما استضاف العديد من حفلات الموسيقي العربية وفرق الإنشاد الديني والفنون الشعبية وكان بمثابة فخر لأبناء المحافظة.. كما أسهم في إثراء الحركة الفنية علي مدار أكثر من نصف قرن.. إلا أن مسرح طنطا الذي أنشئ منذ (76) عاما قد تحول لمجرد ذكري وأصبح مكانا مهجورا تسكنه القوارض والخفافيش وتشققت جدرانه وتآكلت خشبته وحاصرته مياه الصرف الصحي والإشغالات من كل اتجاه مما جعل أبناء مدينة طنطا يتحسرون علي الماضي الجميل عندما كانت مدينتهم قبلة للأعمال المسرحية والفنية. ومنذ 4 أشهر تقريبا أصدر د.صابر عرب وزير الثقافة قرارا بإعادة تجديد المسرح ورصد له ميزانية 25مليون جنيه وأثناء تفقده لأعمال تجديد المسرح وكان يرافقه اللواء محمد نعيم محافظ الغربية طلب عرب من المهندس المسئول عن صيانة المسرح سرعة الانتهاء من أعمال التطوير وتسليم المسرح في أول شهر مايو من العام القادم وقرر صرف 2 مليون جنيه كدفعة. وشدد عرب علي مراعاة الالتزام بالتصميمات والكتالوجات القديمة للمبني وإعادته إلي ما كان عليه والحفاظ علي الزخارف كما كانت.. هذا بالإضافة إلي مراعاة أن تكون مقاعد المسرح موزعة بطريقة مناسبة وبزوايا تضمن الرؤية للمشاهد. وفي إطار الزيارة ذهب الوزير بعد ذلك إلي مدينة المحلة لتفقد وزيارة قصر ثقافة المحلة الذي يعتبر أحد المعالم الثقافية والأثرية المهمة بمدينة المحلة الكبري.. هذا القصر وضع تصميمه البارون إمبان الذي صمم قصر البارون بمصر الجديدة.. حيث جمع بين الأسلوب المعماري الإسلامي والأوروبي في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وعاش فيه أحد أبناء المحلة الأثرياء المشهود لهم بعمل الخير وهو عبد الحي باشا خليل، وانضم القصر للهيئة العامة لقصور الثقافة منذ عام 1961 شاملا المبني وحديقة بها أشجار متعددة الأنواع وفضاء خلفي ومخازن ومنذ ذلك التاريخ تحول القصر إلي منارة ثقافية تضيء سماء مصر والعالم العربي بما قدمه ويقدمه من مبدعين في مختلف مجالات الإبداع الذين يشغلون حاليا أماكن بارزة علي خريطة الإبداع والعمل الثقافي.. إلي جانب الأنشطة الثقافية والتعليمية المختلفة.. كما يضم القصر حديقة للطفل يمارس فيها الأطفال هوايتهم وألعابهم الترفيهية وتقام فيها الاحتفالات الكبري. وفي عام 1981 تم عمل عقد اتفاق بين ورثة القصر أسرة عبدالحي باشا خليل وبين الهيئة العامة لقصور الثقافة.. حيث بمقتضي هذا العقد تم التنازل عن مساحة 2000 متر من حديقة القصر وفي الخامس من شهر أغسطس عام 2010 وبناء علي مطالب الأدباء والمثقفين والمهتمين بهذا القصر قامت وزارة الثقافة بشراء قصر ثقافة المحلة الكبري شاملا المبني وكل الفراغات الموجودة داخل أسوار القصر.. وبذلك أصبح القصر تابعا لوزارة الثقافة. ويعاني هذا القصر الآن من تعديات خطيرة تتمثل في مبني حديث تحت الإنشاء يخالف في الارتفاع والبروز. والتي كانت أحد الأسباب التي جعلت د.صابر عرب يقوم بزيارة القصر هو ورئيس هيئة قصور الثقافة الشاعر سعد عبد الرحمن.