جانب من فعاليات المؤتمر »بدر» احترف التصوير.. و »إبراهيم» نظم معارض فنية.. و»صباح» كاتبة أدبية نظمت جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام مؤتمرًا دولياً، أمس، تحت عنوان »سند»، والذي يعد أول مؤتمر عربي لرعاية خريجي دور رعاية الأيتام، بالشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي وتحت رعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ويهدف المؤتمر إلي الارتقاء بخدمات الرعاية اللاحقة وتعزيز دمج خريجي مؤسسات رعاية الأيتام في مجتمعاتهم والتي تبدأ بتأهيل الطفل منذ الصغر للاستقلالية والاعتماد علي النفس، وشارك في المؤتمر غادة والي وزيرة التضامن وعدد من المسئولين وممثلون عن المجتمع المدني علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي، بمشاركة 50 شابا وفتاة من خريجي دور رعاية الأيتام من 10 دول عربية، للاستفادة من آرائهم في عملية تطوير منظومة الرعاية اللاحقة، واستعرض المؤتمر عدة تجارب دولية من المملكة المتحدة، وألمانيا، والهند، وعربية من لبنان، والكويت، والأردن، والسعودية، والإمارات، وتونس، والمغرب. الفنان المتعدد »الأخبار» رصدت العديد من النماذج الناجحة من خريجي دور الأيتام والذين حققوا انجازات كبيرة في حياتهم ، إبراهيم سلامة، صاحب ال (22عامًا) احد هذه النماذج المشرفة، حيث كان مولعًا منذ صغره بالرسم والموسيقي، ولاحظ المشرفون بدار الفسطاط للأيتام عشقه للفنون المختلفة، فعملوا علي دعمه وتنمية مواهبه بجانب دراسته، حتي إنه عندما وصل للثانوية العامة قام بإجراء دراسات حرة لمدة 3 سنوات بكلية التربية الفنية وأقام العديد من المعارض الفنية التي عرض فيها لوحاته، حتي التحق بكلية الإعلام بإحدي الجامعات الخاصة، كما شارك في فرقة أطفال مصر مع الموسيقار سليم سحاب. بصمة مميزة بدأ بدر مبروك »26 عاما» حياته المهنية في العمل الحر واحترف التصوير الفوتوغرافي والفيديو لعدد من الشركات، وذلك بعد أن تعلم أسس التصوير وأتقنه من خلال برنامج »فرصة» حيث التحق بإحدي دور الأيتام وهو في الخامسة من عمره وعاش حياة هادئة بها كل سبل الرعاية السليمة استطاع من خلالها تحقيق رغباته، وأن يمارس هواية التمثيل التي لازمته منذ الصغر وشارك في مسرحيات دور الأيتام. علي الرغم من ذلك وبعد إتمامه مرحلة الثانوية العامة تقدم بدر لاختبارات القبول في معهد الفنون المسرحية لكنه قوبل بالرفض أكثر من مرة، فالتحق بكلية الحاسبات والمعلومات التي أتم الدراسة وتخرج منها واحترف التصوير بجانبها وحقق مجال عمله الاستقلال ماديًا وهو في عمر صغير. الأولي مسرح صباح عبد الله، الأولي علي دفعتها في كلية علوم مسرح، عرفت دائمًا بتميزها واختلافها وايضًا اعتبار حياتها عالمًا خاصُا بها تبحث من خلاله عما يجعلها آمنة مستقرة لتحيا بشكل هادئ وطبيعي، نشأت في دار أيتام لذلك كان دائمًا ما تطرح الاسئلة عليها من المحيطين بها بشكل يجعل ردود فعلها جامدة وقوية، حتي عرضا عليها الدار المشاركة في برنامج »فرصة» الذي قدمته لها جمعية وطنية بالتعاون مع وزارة التضامن، وشاركت في ورش كتابة التي تحبها كثيرًا وبدأت »أحلامها تتبدل» ولذلك كتبت أول قصة لها بنفس العنوان، واستطاعت أن تحصل علي مكانها في الوسط الأدبي والتحقت بكلية فنون مسرحية بجامعة 6 أكتوبر. مواجهة التحديات الحياة دائما ما ترسم طرقا مغايرة عن تلك التي نتوقع أن نسير فيها، فلم تتخيل ابنة العامين وهي تودع في دار أيتام أن تقف يوما كأحد النماذج الناجحة لخريجي دور الرعاية تتحدث عن صعوبات واجهتها وتخطتها وقالت نهلة النمر، أخصائي أول تقييم مؤسسي بمؤسسة وطنية، عن تجربتها : » علي الرغم من محاولات الدار توفير كل الخدمات لكنهم لم يوفروا الفهم فلماذا نحن هنا .. وكيف سنواجه المجتمع في وقت ما دون أي معين ». وتتابع: إنهم عانوا من عدم تقبل المجتمع لهم واعتقاده أنهم منطويون ومنعدمو الشخصية، وأن كافل اليتيم داخل الدور عدوانيون طبعوا علي شخصياتهم مرارة أيامهم وقسوتها فخرج اليتيم عن المألوف.. وبنبرة يملؤها العزة تؤكد »نحن من اختار طريقه وواجهنا تحدياته» وتتذكر نهلة تصميهما الالتحاق بالمرحلة الثانوية العامة رغم عدم موافقة الدار في البداية قبل أن يوافقوا لتنجح في الالتحاق بكلية الخدمة الاجتماعية ثم العمل بمؤسسة وطنية لتعمل علي تنمية مهارات الأيتام وتأهيلهم وتقبلهم بالمجتمع ومعرفة احتياجاتهم الحقيقية. وعن رسالتها للأيتام قالت: »عند وقت الخروج من الدار يفاجأ البعض بالحياة الواقعية التي تدفعهم إلي الوقوع في فخ لعب دور الضحية فيتوقفوا عن الحلم في الحياة الكريمة فيبدأ الانهيار النفسي ويجب ان لا يستسلموا».