تحت لافتة حمدين صباحي،المرشح الرئاسي،التي تهنيء أهالي السيدة نفيسة بمولد نفيسة العلوم،يغني محمد حسين أو الزعيم،القادم من دار السلام مع فرقته بناء علي طلب اصدقاء له من ابناء المنطقة للمشاركة في احياء الليلة. دي جي الزعيم وصديقه برشامة،لم يتعود علي الغناء في مولد،تلك هي المرة الأولي،ولم يتلق عنها أجرا علي عكس حفلاته في الأفراح. أمام الدي جي مباشرة،يوجد كشك كبير لبيع الأغاني الصوفية. صوت الدي جي العالي،جذب رواد المكان،الشباب والعائلات،بينما لم يجد صوت ياسين التهامي،عبر الدي جي بالكشك،وهو يروي قصة سيدنا اسماعيل وستنا هاجر،تجمعا يليق بمكانة صوت الشيخ. شبل،صائد اللحم،كان أكثر اتساقا مع نفسه وهو يرقص علي انغام الزعيم"الوسادة الخالية..تعبت مني يا غالية"،لم يجد شبل نفسه مع تطويحات الذكر. الزعيم،محمد حسين،يملك حلما. ساعدته عليه الصين،فمنذ 5 سنوات كانت عدة دي الجي"الأصلي" يصل سعرها إلي 60 ألف جنيه،أو مايزيد، لكن الله خلق الصين،لتجعل الأحلام سهلة علي ابناء دار السلام التي غني لها حسين، فسعر الدي جي الصيني لا يتعدي 25 ألف جنيه، تقاسمها مع برشامة أو سعيد عصمت،صاحب واحد من أكثر مواقع الغناء شهرة "طرب ميكس" والتي يضع عليها سعيد آخر الأفلام والأغنيات، لكن ما يميز موقعه تحديدا هو جمعه للأغنيات "التكنو شعبي" لزملائه عمرو حاحا،وفيجو،وأورتيجا". بدت أغاني الزعيم في البداية،ضد حالة المكان فهو يغني للدنيا،في المكان الذي يغني فيه لله والرسول وآل بيته. "ألا تري أن أغانيك قد تتعارض مع روحانية المكان،الذي تعود علي الانشاد الديني،أكثر من الأغاني الشعبية؟". "لا يوجد تعارض،مستمعو الانشاد الديني،هم أيضا جمهور الأغنية الشعبية،لذا لا يجدون غرابة فيما اغنيه يشعرون بنفس الاحساس،بدليل أنهم من طلبونا للغناء،انظر للطريقة التي تجمعوا بها حولنا،الأناشيد تغني لدينهم،لكن اغانينا تنشد لدنياهم.". لم يجهز الزعيم أغنيات خاصة للمولد،لكنه يغني ساعتين ويترك ساعتين علي الدي جي"لتراكات ياسين التهامي والدشناوي". اثناء غنائه،مر عسكري وشاور باصبعين علي كتفه علامة أن هناك رتبة كبيرة ستمر،غني "الزعيم :ممنوع دخول..أي مسطول". وعندما مر لواء الشرطة،لم يجد الزعيم طريقة لتحيته سوي أن يغني بدون موسيقي:"الجيش والشعب..إيد واحدة". يقول الزعيم:كانت تحية عابرة..حتي لا اتعرض للأذي..فقبل الثورة كنا نواجه صعوبات في استخراج التصاريح لنصب الدي جي..لكن بعد الثورة خف ذلك كله". عودة الشرطة أو "الحكومة"،هي علامة مولد هذا العام،ففي العام الماضي لم تتواجد الشرطة بكثافة لتأمين المولد. للزعيم خطط بديلة،فاخوه "مدير بنك"،وان لم ينجح مشروع الدي جي،فبمجرد انتهائه من الدراسة ب"أكاديمية المقطم" نظم ومعلومات،سيعمل في البنك مع شقيقه،ليتمكن من مواصلة أحلامه في الغناء. عندما أذن المغرب،اوقف حسين،الغناء صارخا"الصلاة..الصلاة" كان ينبه صاحب كشك الأناشيد الدينية،الذي لم يغلق الدي في دي الذي يغني عبره ياسين التهامي،في محاولة يائسة لايجاد مكان لصوته في هواء ابتلعه دي جي الزعيم. عندما انتهت الصلاة،عاد حسين للغناء منبها الناس لعودته بعبارة"اللي يحب رسول الله يرفع ايده..معايا ع السقفة".