رفض طلاب آداب القاهرة التدخل الإعلامي في شؤون قسم آداب اللغة الإنجليزية، في جروب أنشأوه علي "فيسبوك" تحت عنوان "ضد التدخل ومحاكم التفتيش"، رداً علي مقال يري في تدريس قصة "snow drop"قطرة الثلج" لتانيث لي، »مفسدة للأخلاق«. كما رفض أساتذة قسم آداب اللغة الإنجليزية، في بيان أصدروه، "كل تدخل سافر من غير ذوي الاختصاص في المسار العلمي والتعليمي للمؤسسات الجامعية" ويضيفون: "كما نعرب في الوقت ذاته عن دهشتنا وتساؤلنا حول أسباب طرح هذه المسألة إعلاميا في هذا التوقيت، مع العلم بأن النص المذكور يقع ضمن مقرر تم تدريسه في الفصل الدراسي الأول، وظهرت نتيجته منذ شهور. كما نتوقف أمام تلك الهوجة الإعلامية الضالة والمضللة التي تعتمد علي ترجمة غير منشورة ومجهولة المصدر للنص الأصلي، نشكك في أمانتها وموضوعيتها".. هكذا تحدث بيان أساتذة الآداب عن وجود مشكلة أخري في تقييم الإعلامي الذي فجر القضية، هو عدم وجود ترجمة أمينة للقصة موضوع الخلاف! هكذا يبدو موقفه من "قصة" تدرس بالإنجليزية، للتعريف بالأدب، غامضاً، خاصة أن الرجل لم يلتفت إلي أن الهدف من القصة هو الدراسة. هدد الإعلامي أن يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد رئيس جامعة القاهرة بسبب تدريس القصة. ولم يلجأ لمخاطبة الجهة المختصة، كلية الآداب، مبرراً ذلك في حلقة ببرنامج "مانشيت": كيف أتحدث مع "أستاذة" تسمح بتدريس مثل هذا الكلام.." (اللافت أن الحلقة نفسها شهدت حواراً حول الترجمة التي قدمها الإعلامي، حيث سأله المذيع: هل تريد إلغاء هذه الفقرة؟ فرد: لا الرواية كلها)! وجود علاقة أو إشارة لشذوذ جنسي أمر وارد في الأدب الإنساني، لهذا لم تتوقف مؤسسة "حرية الفكر والتعبير"عند هذه النقطة في بيانها، الصادر منذ أيام، إلا في إشارة "أن التدخل يعيدنا لأيام التسعينيات وتدخلات الجماعة الإسلامية في النشاط الطلابي الفني".. مقارنة، قد تبدو، مجازية، لكنها تكشف خطورة الموقف! من ناحية أخري اعتبر البيان ما حدث تدخلاً وانتهاكاً لمعايير الحرية الأكاديمية، واستقلال الجامعة، وإخلال بالمواثيق الدولية الضامنة لها، وعلي رأسها "إعلان ليما بشأن الحريات الأكاديمية واستقلال مؤسسات التعليم العالي الصادر عام 1988 "الذي يقوم بتعريف الحرية الأكاديمية باعتبارها "حرية أعضاء المجتمع الأكاديمي في السعي وراء المعرفة وتطويرها ونشرها بشكل فردي، أو جماعي من خلال البحث والدراسة والنقاش والإنتاج والإبداع، والتدريس وإلقاء المحاضرات والكتابة" كما يعد التدخل نوعاً جديداً من الرقابة المجتمعية ضد الحرية الأكاديمية، حيث أن"الطلاب من حقهم دراسة ما يشاؤون في جو من الحرية، وألا يمارس علي المناهج أي رقابة، سواء كانت رقابة رسمية تتعدي بشكل واضح وصريح ومباشر علي الحريات الأكاديمية، أو كانت رقابة مجتمعية مثل ما حدث من هذا الإعلامي." كما يحذر البيان من تغلغل مثل هذه الرقابة لتصبح فيما بعد رقابة صارمة تحمي مفهوماً عاماً وفضفاضا كذلك هو الدعوي بإفساد المجتمع! "الرؤية هي رؤية ما هو خفي علي الآخرين"..عبارة الكاتب الإيرلندي جوناثان سويفت هي الحكمة التي يرددها طلاب كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية علي مجموعتهم علي الفيسبوك (تجاوز الأعضاء رقم 800 خلال أيام). كما يستخدمون جمل مثل :" الفن للفن"، "عقلي هو المفتاح الذي يجعل فكري متحرراً" (هاري هوديني)، " الرؤية .. ابق عينك علي النجوم، وقدمك علي الأرض" (تيودور روزفلت).. هذه بعض الجمل المنشورة في "صور المجموعة" كملصقات تحوي الكلمات بتصميم فني، مع أغلفة لمسرحيات شكسبير، روايات تشارلز ديكينز، كلها في الطبعات الأصلية.. كما لو أنهم يتحصنون بالأدب الإنجليزي في مواجهة حملة التدخلات الأخلاقية.