ضمن سلسلة ذاكرة الوطن التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، صدر مؤخرا كتاب "مدينة أسيوط..بحث في بيئتها بين الماضي والحاضر" لعثمان فيض الله، قدم الكتاب سعد عبد الرحمن وكتب أنه ينتمي إلي ما يمكن تسميته بالصناعة الثقيلة في الثقافة، فهو ليس كتابا في الجغرافيا ولا التاريخ ولا الاجتماع، ولكنه بحث علمي في ذلك كله، يتفاعل فيه التاريخي مع الاجتماعي، والثقافي مع الأنثروبولوجي، تتداخل فيه المراجع التاريخية والجغرافية مع البيانات الحكومية متفاعلة مع المشاهدات والمقابلات الشخصية لتصنع صورة لمدينة "أسيوط" بتاريخها ومكانها ومكانتها وأهلها ودورها الحضاري والتاريخي وذلك بمنهج علمي رصين، رشيق العبارة، شيق المادة، يجعل الكتاب نوعا من التجليات المعرفية الرائقة. أما مؤلف الكتاب فلا توجد معلومات كثيرة حوله فهو الأستاذ عثمان فيض الله كان طالبا بمدرسة أسيوط الثانوية للبنين خلال الفترة من (1921-1925) وقد ظلت هذه المدرسة لسنوات طويلة هي المدرسة الثانوية الوحيدة في صعيد مصر، وعمل مدرسا للمواد الاجتماعية في مدرسة أسيوط الثانوية للبنات بدءا من عام 1935 وقد انتهي المؤلف من تأليف كتابه في مارس 1940.