تَداني له البدرُ بكراً وأصغي لقيثارهِ فاحتواه الشجن وآواهُ مبدؤه الفذُّ إلي جبل الشعب ناصَبَهُ المرجفون العداءَ ألحَّت عليه الخفافيشُ طنطنةً والذئابُ احتيالا! "رأي الربُّ ذلك غير حسن " فهدهده فوق جمر المحن! فيا من حملت الليالي جحيما علي كاهلك منحتُك قلبي وذاكرتي واختلاجة هدبي وخُيِّل لي أن أجاريك وحدي وجدتك تركض عبر البراري حِصانا جَموحا! إلي أن تَعالَي الظمأ فصرت كأغنية يحتويها الرَّدَي وماجفَّ في رئتيك الصهيل وسيفك لا... ما علاه الصدأ! وكانت سهامك نافذةً تفجر كونا من الأسئلة تثير البراكين والزلزلة فتلفي المرائين في ولولة تُحرر باسمك قائمة التهم المعلنة بأنك... أول من نبأ الناس عن زمن الزلزلة وأنك... زَايدتَ في الفرض والنافلة وأسلفت أن الجروح قصاص "العين بالعين والسن بالسن " وأمر الإله مطاعٌ علي دَرَج المقصلة! تجاعيد وجهك كانت تُنَبِّئني بانتحار الأماني علي وجنتيك تُنَبِّئني باختفاء الصهيل وعذب المواويل مِن شاطئيك مدادك من حلمات العناد وموجك ألسنةٌ من لهيب وصوتك أشعل في كل وادٍ كتائب جمرٍ ودنيا اعتداد! فعاجلك السهمُ صرت كطيرٍ ذبيح! إلي حيث مثواك سرتُ لعلِّي أُنَاجيك بين ضلوع السكون المقيت فلم أُلْفِ إلا شواهدَ صمتٍ يذوب النِّدا بين أهوالها! فمَن للملاحم؟! مَن لنبوآتك الماثلة؟! ومن يتمثل جرأتك الهائلة؟! لمن. ستُحرَّرُ قائمة التهم المعلنة؟!.