كأنما النيلان حين تشاجرا و استوحشا من رحلةِ البحثِ الطويلِ عن الأحبة و القري اختلفا حولَ العناقِ كيف يكونُ و الشكوي لِمَنْ إذا ما الغيمُ أقبلَ أو مدَّتْ الصحراءُ أرجلَها إلي المجهولِ حين تَبادلَ الخصمانُ ما شَهَقا و بالأحري تداخلت الضلوعُ قام الشوق يعصفُ بابتهالِ المهجتين يبعثرُ الأمواجَ في كلِّ اتجاهٍ هَتَكَتْ أصابعُ وحشتينِ السِتْرَ عربدتا و لم تستشعرا خوفاً و لا ألماً كان المساءُ لديهما وَحْشاً بلا أنيابَ ينتزعُ المشيئةَ من براحِ الغيبِ يغرفُ لذةً لا تستكينُ و يشتري ظمأً من جوفِ مائِهما - فوقَ التربةِ السمراءِ ترتبكُ الظلالُ و ترتبُ الأحجارُ فوضاها تهبُ البيوتُ صفاءَها للعابرين يمتدُّ الصهيل - اللغاتُ البكرُ لم تفصحْ لغيرِهما عن الغرضِ الخفيِّ من اللقاءِ و لا عرفتْ بلادٌ - قَبْلُ - هذا العنفَ في نَهًمِ المحبةِ في اصطياد فريسةٍ يشقي المُطارِدُ و المُطارَدُ يشتكي الصيادُ حُرْقتَه إذا ما السهمُ طاشَ و الغبارُ لا يمحو عن البيداءِ رعشتَها غيرَ أن سعادةً كبري تحلقُ حين يمتزجان .. بأصدقِ من جموحِ الأزرقِ الحامي و لهفتِه و صمتِ الأبيضِ الحاني تفاجأت الفصولُ بما يلائمها الحدودُ تشكلتْ وجعاً بدائياً طرائقَ للصعودِ الصعبِ نحو حقائقِ الأشياء لطلاسمِ النيلين حين يلتقيانِ معرفةُ ووجدٌ موحشٌ و بكاء ..