تصريحاتك يا سيد حسن ليست مقبولة لدينا وقولك بأن نصرك على إسرائيل هو أول انتصار حقيقى للامة غير مقبول، وتصريحك بأن حزب الله كتب بدماء جنوده أول صفحة مشرفة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى لا يلقى قبولنا.. فلقد قلتها فى عام 2000 بعد انسحاب الإسرائيليين من الجنوب اللبنانى "إن هذا أول وأعظم انتصار على الإسرائيليين" ولم يرد عليك المصريون حينها.. فانتصارك انتصارنا.. ونجاحك نجاحنا.. ولكن أن تكررها كلما حانت لك الفرصة فهذا غير مقبول لدى كل المصريين، وخاصة من شخصية كبيرة مثلك تعرف متى وكيف تتكلم.. وإلى أين تذهب كلماتها. فعفواً نصر الله ومع احترامنا لانتصارك فالكل يعلم وأنت أولهم أننا نحن معشر المصريين لدينا انتصار أكبر وأعظم من انتصارك وأننا أول من حققنا انتصاراً على ذلك الكيان الصهيونى ولدينا أعظم معركة تدرس فى أكبر الجامعات العسكرية فى العالم ولدينا من البطولات ما تعجز العقول عن استيعابه واستوعابه.. فليس من المقبول يا سيد حسن بأنه لكى تستمتع بنشوة انتصارك أن تبخس الآخرين حقهم وتقطع من كتاب التاريخ أهم وأعظم صفحاته "صفحة أكتوبر 73" .. فنحن أيضاً لدينا دماؤنا التى روت أرض المعركة من أجل هذه الصفحة التى تنتزعها أنت الآن. فلا احد ينكر ان انتصارك الأخير على إسرائيل ببضعة آلاف من الجنود والأسلحة البدائية بأنه انتصار تعجز دول تقع على خريطة الوطن العربى عن تحقيقه رغم وجود الجيوش والأسلحة التى تملأ مخازنها، ولكن ألا تتفق معى أنه كان انتصاراً دفاعياً فقط لأنك كنت فقط فى حالة دفاع عن أرضك ضد عدو بدأ الهجوم عليك.. أما انتصارنا فقد جاء نتيجة هجوم كاسح قاده أبطال فى الوقت الذى حددوه وعبروا حاجزاً مائياً منيعاً وصعدوا ساتراً ترابياً شاهقاً، وعلى ظهورهم أسلحتهم الثقيلة وحطموا خطاً دفاعياً اعتبره الخبراء العسكريون أخطر خط دفاعى تم إنشاؤه فى التاريخ وخاضوا بطائراتهم أعظم المعارك ضد واحد من أفضل أسلحة الطيران فى العالم وحرروا الأرض ورفعوا راية العروبة على أرض سيناء. هل تنكر يا سيد حسن أن حرب أكتوبر هى التى كسرت الحاجز النفسى الذى شيدته إسرائيل بينها وبين العرب وأنهت الحروب النفسية التى فرضتها إسرائيل على شعوبنا وجيوشنا.. ألم تزعم إسرائيل دائماً أنها جيش لا يقهر؟!.. ألم يزعم شارون بكل جبروت فى 26 يوليو 1973 أن كل جيوش الدول الأوروبية أضعف من جيش إسرائيل وأن هذا الجيش يمكنه فى غضون أسبوع واحد أن يحتل المنطقة الممتدة من الخرطوم حتى بغداد والجزائر.. ألم تقل إسرائيل أن عقول العرب تفتقد القدرة على التفكير السليم وأنها عقول متخلفة وأن ما حدث فى 67 كان نتيجة طبيعية لإسرائيل فى مواجهة مثل هذه العقول العاجزة الخربة. من غير المصريين حطم هذه المزاعم يا سيد نصر الله؟.. من غير المصريين ذبح الغرور والصلف الاسرائيلى؟ من غير المصريين فتح باب الانتصار على هذا الكيان الصهيونى؟.. من غير المصريين أسقط قادة إسرائيل من كتاب التاريخ وهم من اوهموا العالم بانهم ابطال من زمن الأساطير.. فموشى ديان قدم استقالته وإيلى زاعيرا تمت إقالته والجنرال جونين قائد جبهة سيناء طرد من الخدمة وقدمت جولدامائير استقالتها بعد عام بعدما أقدمت مراراً وتكراراً على الانتحار.. فتخيل معى لو لم يحقق المصريون هذا الانتصار وفرضت إسرائيل كلمتها على أراضينا وشعوبنا والمنطقة بأثرها.. تخيل لو أن أطفالنا ورجالنا ورجالك الذين حاربت بهم هم أيضاً قد شبوا وتربوا على تاريخ لا يحمل بين طياته أى انتصار للعرب أو أى هزيمة لإسرائيل. اقرأ جيداً كتاب التاريخ يا سيد حسن لتعرف من هم الرجال الذين حققوا أعظم انتصار على إسرئيل وكتبوا بدمائهم أعظم ملحمة عرفها العرب على مدار عمرك استردوا بها الأرض والعرض ومهدوا الطريق إلى تل أبيب لتحقق أنت وغيرك النصر.. فشهداء أكتوبر الذين أبخستهم أنت حقهم وأوفاهم الرسول صلى الله عليه وسلم حقهم بأن بشرهم بأنهم خير أجناد الأرض هم أول من جرعوا الإسرائيلين مرارة الهزيمة ودهسوا العلم ذو النجمة السداسية بأحذيتهم فى الوقت الذى كان غيرهم يسجد له.. وبعد كل ذلك ألا تتفق معى يا سيد حسن بأنك ما زلت تلميذاً فى مدرسة أكتوبر.