فقد طفح بنا الكيل.. وكرهنا الحياة.. ولا أظن أن الحياة هى الأخرى قبلتنا أحياء. عذرا أيها الطاغية فقد امتلأ كأسنا بالمرار.. وامتلأت قلوبنا حسرة وإصرارا.. فتوسل كما تشاء.. فلن ينفعك اليوم الرجاء. عذرا أيها الطاغية فبينى وبينك بحر من الدماء.. بينى وبينك أرواح شهداء.. بينى وبينك الآلام ودموع وبكاء.. فثأرى معك حتى منتهاك.. وهذا ما يفرضه علينا الوفاء. عذرا أيها الطاغية فجلادك اليوم سجين.. ومؤيدك اليوم لعين.. فلا تنتظر أن يكتب الغوغاء اليوم فيك رثاء. عذرا أيها الطاغية فلترى الجحيم ألوان .. ولتشرب مرارا ظلمك صبح وعشاء.. ولتعش لتحلم بيوم يصتف فيه أقرانك البلهاء.. يتلقون فيك العزاء. لكن عذرا أيها الحالم فمن حلم يوما بثراء.. على رفات الضعفاء.. لا يحق له إلا الموت فى العراء.