على الرغم من أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى هو أول رئيس فرنسى يبدى إعجابه بالنموذج الأمريكى لدرجة أن بعض الصحفيين الفرنسيين أطلقوا عليه لقب "ساركوزى الأمريكى"، إلا أنه فشل فى إتقان لغة شكسبير رغم أهميتها القصوى بعد أن أصبحت لغة الحوار العالمى. وكشفت مجلة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية أن ساركوزى فشل فى إتقان الإنجليزية رغم أنه حرص على الحصول على دروس خصوصية لسنوات طويلة لتقوية لغته الإنجليزية الضعيفة التى كانت سببا فى عدم قدرته على استكمال دراسته فى كلية العلوم السياسية ليتحول إلى دراسة القانون. وأكدت المجلة أن ساركوزى يعانى من عدم القدرة على إقامة حوار باللغة الإنجليزية لدرجة أنه أصر على الاستعانة بمترجم خلال لقاءاته مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما سواء خلال قمة الأطلنطى أو قمة مجموعة العشرين. كان الرئيس ساركوزى اعترف عام 2004 عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية بأن بعض الصحفيين الفرنسيين يطلقون عليه لقب ساركوزى الأمريكى بسبب علاقته الجيدة مع الولاياتالمتحدة، مما يعد خروجا عن القاعدة حيث اتسمت دائما العلاقات الفرنسية الأمريكية بالفتور منذ مولد الجمهورية الفرنسية الخامسة على أيدى الزعيم الفرنسى الراحل شارل ديجول الذى انسحب من الجناح العسكرى لحلف الأطلنطى لرفضه هيمنة أمريكا على الحلف، وأملا فى إقامة منظومة دفاعية أوروبية مستقلة عن أمريكا. وقد بلغ من ضعف ساركوزى فى اللغة الإنجليزية أنه تحاشى التحدث مع أى من نواب الكونجرس الأمريكى قبل قيامه بإلقاء كلمة أمام النواب الأمريكيين خلال زيارته لواشنطن فى خريف 2007 باستثناء حديث عابر مع السيناتور جون كيرى الذى يجيد اللغة الفرنسية. وعلى الرغم من ضعف مستوى اللغة الإنجليزية لساركوزى إلا أن هناك شخصيتين تشجعانه على التحدث بها دون خجل، الأول هو تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق الذى أكد خلال مشاركته فى حفل كوكتيل أقيم بباريس أن ساركوزى أصبح يتقن الإنجليزية لدرجة أنه يرد عليه بالإنجليزية كلما تحدث معه الفرنسية، أما الشخصية الثانية التى تشجعه فهى زوجته كارلا التى تؤكد أن زوجها يحرز كل يوم تقدما كبيرا فى سبيل إتقان الإنجليزية، والمعروف أن كارلا ساركوزى الإيطالية الأصل تجيد الإنجليزية والفرنسية إلى جانب لغتها الإيطالية. يشار إلى أن الرؤساء الفرنسيين يرفضون تماما التحدث بالإنجليزية فى اللقاءات والمؤتمرات الرسمية دفاعا عن اللغة الفرنسية التى يتحدث بها العديد من دول العالم، رغم أن لغة موليير تفقد كل يوم أرضا جديدة أمام هيمنة لغة شكسبير على العالم. يذكر أن الرئيس الفرنسى السابق جاك شيراك كان يتقن الإنجليزية بعد أن أجرى دراسات عليا فى الولاياتالمتحدة، غير أنه كان يتظاهر فى المؤتمرات الصحفية بأنه لا يفهم الإنجليزية، ويصر على أن يتولى المترجم ترجمة ما قيل أمامه بالإنجليزية إلى الفرنسية.
