الإخوان المسلمين والدعوة السلفية من كبرى التيارات الإسلامية فى مصر، لكل منهما مفتٍ خاص، وشهدت الفترة الماضية اختلافا حادا فى الفتاوى الدينية بين الدكتور عبدالرحمن البر مفتى جماعة الإخوان المسلمين وعميد كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين وبين الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية والمشرف على موقع «صوت السلف» الناطق باسم الدعوة السلفية، والذى ينشر كل الفتاوى الصادرة عن برهامى.. هذا الاختلاف فى الفتاوى شهد حدة كبيرة ربما تدعو لتسميته بصراع الفتاوى. كانت أبرز محطات الخلاف بينهما فى الفتاوى «قضية تهنئة النصارى فى أعيادهم»، و«حضور المناسبات الدينية فى الكنائس»، و«قرض صندوق النقد». فإلى نصوص الفتاوى التى مثلت أهم. هذه المحطات: «تهنئة النصارى فى مناسباتهم الدينية» يقول الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية: لا يجوز تهنئة غير المسلمين فى أعيادهم، لأن أعياد المشركين تتضمن تعظيما لعقائدهم الكفرية: كميلاد الرب وموته وصلبه, والعياذ بالله، فتهنئتهم بها شر من التهنئة على الزنا وشرب الخمر، وأقل أحوالها التشبه بهم. وفى المقابل يقول عبدالرحمن البر مفتى جماعة الإخوان المسلمين: يجوز تهنئة المسلمين للأقباط بأعيادهم، والتهنئة فى هذه المناسبات من جملة البر والإقساط الذى أمر الله به المسلمين تجاه الأقباط، والشريعة الإسلامية لا تمنع تهنئة الأقباط بأعيادهم، وليس معنى أن يقول المسلمون للأقباط فى مناسبة الاحتفال بعيد الميلاد كل عام وأنتم بخير أنهم يقبلون بعقائدهم. «حضور الاحتفالات الدينية داخل الكنائس» يقول الشيخ ياسر برهامى: أعياد المشركين لا يجوز شهودها ولا المعاونة على إقامتها، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72).. ولا يجوز المشاركة فيها؛ لأنهم - كما هو معلوم لكل من شارك فى ذلك - يُظهرون شركهم وكفرهم من تعظيم الصلبان أمام الجالسين. وفى مقابله يقول عبدالرحمن البر: حضور حفل تنصيب البابا أو تهنئة الأقباط بأعيادهم «ليس حَراما»، وحضور فى حفل تنصيب أو تجليس البابا مثله مثل التهنئة بأعيادهم التى أرى أنها من البر الذى لم ينهنا الله عنه. «قرض صندوق النقد.. ربا محرم أم مصاريف إدارية» أفتى الشيخ ياسر برهامى: فى أغسطس الماضى، بأن فوائد قرض صندوق النقد الدولى «ليست رِبًا محرمًا»، لكن الشيخ ياسر برهامى تراجع عن فتوى جواز قرض البنك الدولى، بعد أقل من شهر، وأكد برهامى، فى سبتمبر الماضى، أن القرض «ربا محرم»، واتهم قيادات - لم يحددها - من جماعة الإخوان المسلمين بأنهم قد خدعوه. وفى المقابل نجد عبدالرحمن البر: يؤكد أن قرض صندوق النقد الدولى «حلال»، ويتابع: «سمعت من الذين تفاوضوا على القرض أنهم رفضوا كلمة فائدة تماما، وقيل لهم إنها ليست فائدة، لكنها مصاريف إدارية، وهكذا ستكتب فى العقد بين الطرفين.