حكاية ماكينة الخياطة التى طالما شاهدناها وسمعناها كثيراً من الأمهات المثاليات والمعيلات اللاتى يربين أبنائهن من أعمال الخياطة، هى حكاية تتكرر كل يوم وفى كل أحياء المحروسة، حكاية الزوجة العزباء أو المطلقة والأرملة الذى يتركها زوجها مع أطفالها ولا تجد منفذا لحسن تربيتهم وتعليمهم سوى ماكينة الخياطة. سوسن عطا محمد هى واحدة من هؤلاء أم لثلاث أبناء أحدهما تخرج فى كلية الحقوق والابنان الآخران حصلا على تعليم متوسط، خير مثال وقدوة لشخصية الأم المصرية التى لا تكل ولا تمل فى البحث عن مصدر الرزق الحلال لتنفق على أبنائها الثلاثة وتمكنهم فى الوقوف على أقدامهم. عانت سوسن من ضيق ذات اليد وصعوبة الحصول على دخل ثابت يوفر لها الإنفاق على أبنائها الثلاثة، لهذا فكرت فى اللجوء لإحدى الجمعيات الخيرية التى تقدم فرصة القرض الحسن وحصلت على القرض وقامت بالاشتراك مع شقيقتها بشراء ماكينة خياطة وبدأتا العمل فى حياكة وخياطة بعض المفروشات الخاصة بالمنازل وبدأت بالسيدات المحيطات بالمنطقة السكنية التى تقطن بها، ثم اتجهت للجيران الأصدقاء، حتى اتسعت دائرة الزبائن وهذا ما أدخل السرور على قلب سوسن وساعدها فى استكمال خطواتها بثبات وثقة. لم تكتف سوسن بهذا فقط بل بدأت العمل بإحدى شركات مستحضرات التجميل التى تتيح فرصة العرض عبر الكتيبات ثم الشراء، واهتمت بشراء بعض المنتجات لتقوم بترويجها لفتيات الجامعات والعرائس التى تستعد للجهاز وكل هذا بجانب مشروع الماكينة ساعدها فى أداء رسالتها وتربية أولادها الثلاثة واستكمال سنواتهم الدراسية. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التى مرت بها سوسن لازال لديها حس عال بالآخرين وهو ما دفعها للاهتمام بحياكة مجموعة من المفارش والأغطية الخاصة بجهاز العروس وحرصت على تقديمهم لبعضهن بأسعار مخفضة تناسب الظروف الاقتصادية، والبعض الآخر قدمت له المفارش والجهاز دون الحصول على أية عائد مادى لأنها أرادت التكفل بالعرائس الأيتام.