عايزة حاجة يا ماما.. سلام يا مرمر.. أوصد باب الشقة خلفى وانطلق بالمصعد لأسفل، نفسى أعرف بس العيال اللى ف محمد محمود دول عاوزين إيه؟؟ ".... بمجرد خروجى من البناية التى أقطن فيها أشير سريعا إلى تاكسى تصادف مروره أمامى... تاكسى. ..تاكسى. .." ياترى البورصة لو فضلت فى النازل كده الواحد يعمل إيه ؟"..ادلف سريعا داخل التاكسى وأنا أنبه سائقه بصوت مرتفع... المحطة يا اسطى. .ينطلق الاسطى للأمام ليلف مع أقرب منعطف ويعود فى الاتجاه المعاكس.. "يهيئ لى أن لازم الدكتور مرسى يجيب رئيس وزرا تانى غير هشام قنديل ".. اتطلع من داخل التاكسى على العمارة التى أقطن فيها وهى تقف بشموخ على الناحية الأخرى من الطريق.." الدكتور عبده فلت بالدور اللى علاه ده أيام الثورة".. للحظات اكتشف أنى قد نسيت هاتفى المحمول بالمنزل.. تصدر منى آهه وأصيح بالسائق من فورى: اقف يا اسطى..اقف لو سمحت. . اناوله مبلغ البنديره.. يأخذه سريعا من فوره دون أن يكلف خاطره أن يفكر انى ربما لم امكث معه فى التاكسى أكثر من خمسين مترا.. سريعا ارتقى المصعد وأتناول التليفون من ابنتى وأعود أدراجى مهرولا فقد قارب موعد قطارى إلى القاهرة. . تاكسى. . تاكسى. .المحطة يا اسطى. .." هو ربنا مش هيرحمنا من الزحمة والعشوائية دى بقه ".... على اليمين يا اسطى من فضلك. بسرعة أدلف إلى داخل المحطة.. أرتقى السلم إلى رصيف القطار.. على إحدى الأرائك الأسمنتية أسترخى منتظرا قدوم القطار... "هى القوات المسلحة ممكن تتدخل وتمسك بزمام الأمور لو الأحوال استمرت على كده؟؟".. ألتفت إلى ساعة المحطة لأجد أن القطار متأخر عن موعده خمس دقائق... "السكة الحديد دى عايزه زكايب فلوس علشان ننشلها من المستنقع اللى هى فيه ده ".... يلفت انتباهى دخول قطار من جهه اليسار على نفس الرصيف الذى أجلس عليه. أتحقق لأكتشف أنى أجلس على الرصيف الخطأ. ... أتلفت حولى لأكتشف أن قطارى مازال يقف هناك على الرصيف المقابل. ... بسرعة ألملم حاجاتى وأنزل السلم مهرولا وأتجه ناحية الرصيف المقابل... بالكاد أصل إلى الرصيف... ينسحب نظرى إلى القطار وهو يترك المحطة ويتلاشى صوته رويدا رويدا. ألملم شتات نفسى وأتوجه خارج المحطة ... " هى وصلت أنهم يبيعون ترمس فى ممر المحطة كمان . أنتهز فرصة وقوف إحدى عربات التاكسى لأدلف داخلها. الدقى يا أسطى لو سمحت... يلتفت السائق إلى وتبدو ملامح الدهشة على وجهه: دقى إيه يا أستاذ !!!! هو الترامادول وصل البهوات !!!! انتبه لكلماته وأفوق من غيبوبتى على منظر جامع البدوى فى خلفيه الصورة... " لا مؤاخذة يا أسطى. .أنا آسف "... أغادر التاكسى ثانيه متوجها صوب الجامع الأحمدى. ." يعنى الأحسن أن دكتور مرسى يعمل دستور انتقالى ولا يكمل دستور القلق ده.. أنتبه على صوت أحد قائدى السيارات..... ما تحاسب يا عمنا أنت مش بتشوف.. أسترجع ذكريات ساعة مضت وأتمتم. ...تقريبا الواحد فعلا بطل يشوف..