كشف أحد المصادر بهيئة الخدمات البيطرية، وجود أكثر من 35 شركة خاصة مستوردة للأدوية البيطرية، وخاصة المتعلقة بعلاج أنفلونزا الطيور، تقوم بتحديد هذه الأسعار دون إشراك الهيئة والوزارة فى ذلك، وأن التسعيرة الخاصة بالأدوية التى طلبتها الهيئة جاء بناء على طلبهم. وهو ما أكده القرار رقم 385 لسنة 200، الذى أصدرته وزارة الزراعة عن قيام الوزير أمين أباظة، برفع أسعار 26 لقاحاً ومستحضراً بيطرياً مستخدمة فى مكافحة الأمراض الحيوانية بنسبة تتراوح ما بين 15 إلى 20%، حيث قامت برفع اللقاح (كونفيكسين10) covexin10"" المستخدم فى تطعيم الحيوانات المصابة بحمى الوادى المتصدع من 126 إلى 149 جنيهاً للمستهلك ورفع سعر اللقاح "ايزوفاك آى بى"، المستخدم لنفس الغرض من 299 إلى 353 جنيهاً، وذلك بناء على المذكرة التى رفعتها هيئة الخدمات البيطرية بعد موافقة اللجنة العليا للخطة الاستيرادية والتسعير بالهيئة. كشف أحد المصادر بهيئة الخدمات البيطرية، أن الأسعار التى وضعتها هيئة الخدمات البيطرية جاءت لخدمة الشركات الخاصة والمستوردين، حيث يوجد أكثر من 35 شركة تقوم باستيراد اللقاحات والأمصال الخاصة بالأمراض الحيوانية، خاصة مرض أنفلونزا الطيور الذى تقوم 6 شركات فقط باستيراد اللقاحات الخاصة به، منها واحدة تتبع أحد المسئولين التنفيذيين بالحكومة. المصدر أشار إلى أن التسعير الجديد، الذى طلبته الهيئة فى مذكرتها جاء بناء على طلب المستوردين، والأخطر أن المستورد يقوم أيضاً بتحديد هذه الأسعار دون أن يشرك الهيئة والوزارة فى ذلك. الدكتور سامى طه، رئيس حركة بيطريون بلا حدود، وأستاذ الطب البيطرى اتهم وزير الزراعة بالعمل على القضاء على الثروة الحيوانية والداجنة بموجب القرار السابق، موضحاً أن مصر بها العديد من الأمراض المتوطنة كحمى الوادى المتصدع والحمى القلاعية، ويضاف إليهما مرض أنفلونزا الطيور، وعندما يقوم الوزير برفع الأسعار تكون هناك صعوبة بالغة عند المربين فى مواجهة هذه الأمراض، خاصة الفلاح الصغير، وهو ما يدمر أكثر من 40% من إنتاج مصر من اللحوم والألبان والطيور لصالح المستوردين. يؤكد د.طه، أن المستوردون هم أكثر الفئات المستفيدة، سواء أكانوا مستوردين للحوم أو للأدوية البيطرية، ففى الحالتين يوجد تربح ومتاجرة والوزير يساعدهم على ذلك هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن السماح باستيراد اللقاحات من الخارج يعتبر تدميراً لمعمل المستحضرات واللقاحات المصرى المنشأ منذ أكثر من 103 أعوام، فعلى الرغم من إمكانياته المحدودة مادياً، إلا أن العلماء الموجودين به نجحوا فى تحضير العديد من اللقاحات المستخدمة فى مواجهة الأمراض، آخرها نجاح فريق بحثى فى اختراع أحد اللقاحات المستخدمة فى مقاومة مرض أنفلونزا الطيور، ولكن للأسف الشديد لم يجد العلماء والمعهد إمكانيات مادية لتصنيعه.
