قال العالم المصرى الكبير الدكتور أحمد زويل، إن الجمعية التأسيسية لوضع الدستور أمامها فرصة تاريخية لكتابة أول دستور مصرى بعد الثورة. وأضاف أن الدستور الجديد إذا تم التوافق عليه سيكون عملا عظيما جدا لأولادكم وأحفادكم وستكونون فخورين به للغاية، وشدد على أن 90 مليون مصرى اليوم يعلقون آمالهم وحل الكثير من المشكلات التى يقومون به على العمل الذى يقوم أعضاء تأسيسية الدستور بإنجازه الآن. وأكد فى كلمته أمام الجمعية التأسيسية اليوم أن الدستور الحقيقى يجب أن يكون شاملا وعادلا كما يجب أن يوجز ولا يفصل، لافتا إلى خطورة الإغراق فى التفاصيل خاصة مع التغيرات التى تطرأ على البلاد من وقت لآخر. وشدد على أن أساسيات الدستور تقوم على احترام حقوق الإنسان والعلاقة بين الحاكم والمحكوم لافتا إلى ضرورة أن تكون المبادئ واضحة أى بعيدا عن النزاعات السياسية والحزبية. وقال إن نهضة مصر ستتحقق بالأفعال وليس بالكلام، مؤكدا أن هناك ثلاثة محاور مهمة للنهضة المحور العلمى والثقافى والاقتصادى، وانتقد الانفلات الذى يشهده المجتمع حاليا قائلا: إنه لن يحدث تقدم فى ظل هذا الانفلات. وشدد على أنه إذا لم تستطع مصر أن تخطو إلى الأمام فى هذه المحاور سنظل محلك سر مشيرا إلى أن قيمة الدستور تكمن فى التركيز على هذه المحاور، موضحا أن عملية الانفلات التى نمر بها لا يمكن أن تحدث لبلد يتطلع إلى التقدم. ولفت إلى أهمية التقدم العلمى قائلا: إن الثورة الصناعية اعتمدت على الآلة والزراعية على جهد الإنسان وعضلاته والمياه لكن اليوم أصبحت الثورة العلمية تعتمد على الإنتاج الفكرى. وقال زويل أنا حزين على ما يحدث فى مصر من الناحية الثقافية فأنا ابن هذا البلد وكنت أشاهد الأدب والعمق فى التفكير فى التلفزيون لكن الآن الوضع الثقافى تراجع بصورة ملحوظة. وأوضح أن عودة مصر لريادتها الثقافية تحتاج إلى وضوح الرؤية فى الدستور الجديد، وشدد على أن الانضباط سيأتى من خلال المؤسسات الصحيحة التى سيتم تأسيسها وفقا للدستور. وأكد أن مصر لن تتقدم اقتصاديا إذا استمرت الفوضى التى نراها فكل من يرفض تصرفا معينا يقوم بتنظيم وقفة احتجاجية اعتراضا عليها. وأكد أنه لا يوجد صراع بين العلم والدين فالعلم يبحث عن الحقيقة ويدرس الطبيعة ويكتب أوراقا علمية، أما الدين ففيه الروحانيات والأخلاقيات وأنا كعالم لا أجد هذا الصراع بين الدين والعلم. وقال إن أمريكا لا تفصل بين الدين والدولة فهى دولة متدينة وآخر إحصائية أكدت أنها أكثر دولة متدينة فى العالم الغربى، وتابع قائلا لكن لابد من حماية المؤسسات الدينية من طغيان الدولة وحماية مؤسسات الدولة من الفتاوى غير الرشيدة. وبالنسبة لنظام الحكم فى مصر قال أنا لا أعتقد بكل أمانة وصدق أن النظام البرلمانى أو الرئاسى يناسب وهذا رأيى الشخصى فالنظام البرلمانى يحتاج لتأهيل الشعب المصرى. وأضاف أن النظام الأفضل لمصر هو النظام الذى يجمع بين الرئاسى والبرلمانى بشرط أن يكون فيه فكر جديد يبين قوة الوزارة ورئيس الجمهورية والبرلمان. وقال إن ثروة مصر البشرية الخارجية تقدر من 8 إلى 10 ملايين شخص فى العالم الخارجى، وتحتاج لأن نستفيد منها لأن لديها المعرفة والاتصالات. وقال زويل لأعضاء التأسيسية: "المواطن المصرى تعب ونفسه يرتاح أرجوكم حطوا الدستور فيه حقوق الإنسان لصالح الإنسان المصرى بعيدا عن الصراعات السياسية".