أقدم بائع كتب بالفجالة: الكتب راحت عليها.. البركة فى النت والكمبيوتر

فى الوقت الذى سيطر فيه عالم الإنترنت والكمبيوتر على العالم، وأصبح يمثل النافذة على العالم الخارجى تراجعت قراءة الكتب والإقبال عليها وانخفضت حركة البيع والشراء، واتجه الكبار قبل الصغار إلى استشارة شبكة الإنترنت فى أى معلومة يرغبون فى الحصول عليها وفى ثوان معدودة، وبالرغم من هذا السطو المعلوماتى فمنطقة الفجالة ما تزال هى الملجأ لعاشقى القراءة والاطلاع، وهى التى يوجد بها حتى الآن أكبر تجمع لبيع الكتب فى شتى أنواع الفنون الأدبية والتراثية والدينية، علاوة على الكتب الدراسية والعلمية، فى المكتبات التى تكتسب شهرة لكونها فى منطقة الفجالة والتى أصر أصحابها البقاء على مهنتهم التى توارثوها منذ مئات السنين.
"أشرف صلاح" أقدم عامل بمكتبات مصر التى ذاع صيتها والتى أنشئت أوائل الثلاثينات، حيث أنشأها سعيد جودة السحار – ناشر نجيب محفوظ - وتعد حتى الآن من أكبر دور النشر ومنافذ بيع للكتب الأدبية والدينية وكتب التراث.
يقول صلاح: "أعمل منذ 26 عاما فى المكتبة، زمان كان فى جمهور وكان فى قارئ دائم التردد على المكتبة، لكن دلوقتى الجمهور المتردد على شراء الكتب أصبح قليل جدا، الكل بيجرى على الكمبيوتر والإنترنت"، ويقول : "الكتاب بيعتبر المنافس الخاسر مقارنة بعالم الكمبيوتر، وبالرغم من ذلك لم يفكر أصحاب المكتبة بيع أسطوانات الكمبيوتر أو التحول عن مهنتهم الأساسية بأى شكل من الأشكال".
"الكتب مواسم" يقول عم أشرف أن الكتب أصبحت مثل السلع الاستهلاكية الآن، ويزيد الإقبال عليها فى أوقات معينة، فمثلا خلال شهر رمضان يزيد الإقبال على الكتب الدينية وخلال فترة الدراسة يقبل الطلبة وأولياء الأمور على الكتب الدراسية الخارجية، وتزيد نسبة بيع الكتب أيضا خلال معارض الكتب السنوية.
ويذكر أن عم أشرف أنه يتردد عليه الأطفال لشراء الكتب البسيطة والمصورة، وعندما يصلون إلى مرحلة الإعدادى والثانوى تقل نسبة ترددهم على المكتبة أو تكاد أن تكون منعدمة نهائيا، ويضيف "زبون الكتاب لسه موجود بس قليل أوى.. وتقريبا كده أنا حافظهم واحد واحد".
عن أكثر ما تعلمه عم أشرف من خلال عدد السنوات التى قضاها فى المكتبة يقول: "اكتسبت فن التعامل مع الجمهور وكيفية زرع الحب داخل قلوب الناس وطرق التعامل مع جميع فئات المجتمع".