أسوشيتدبرس: زيارة مرسى لطهران قدمت له الدعم الذى يحتاجه من أجل ترسيخ سلطته.. خطابه فى قمة عدم الانحياز قدّمه فى صورة قائد قوى لا يخشى أحداً يتحدث بصوت الشعب الذى اختاره

قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الإخبارية الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسى فى مشاركته الدولية الأولى، قد اكتسب صورة جريئة فى مصر، فبعد أن أدان علناً النظام السورى، أثناء استضافته من قبل الحليف الأكبر لدمشق، إيران، أشاد به مؤيدوه، وحتى بعض منتقديه فى مصر، باعتباره زعيماً عربياً جديداً.
وأشارت الوكالة فى تقرير لها عن تداعيات زيارة مرسى لطهران إلى أن هذا هو الهدف بالتحديد. فدراما خطاب مرسى فى طهران، وهو الرئيس الإسلامى القادم من جماعة الإخوان المسلمين، قد دعمته، فى الوقت الذى يعمل فيه من أجل ترسيخ سلطته.
كما أن خطابه يشير إلى صور جديدة له،كقائد قوى لا يخشى أحداً يتحدث بصوت الشعب الذى اختاره. وبالنسبة للإسلاميين، هو بطل سنى ضد الشيعة. وتحدثت الوكالة عن صورة مركّبة منشورة على صفحة الفيس بوك الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين، تشمل صورتين لمرسى واحدة أثناء خطابه له فى مصر، وأخرى أثناء مشاركته فى القمة الأخيرة، وحملت عبارة: "انحنى احتراماً لشعبه، فانحنى له قادة العالم".
غير أن المعارضين، كما يوضح التقرير، يرون أن تدفق التأييد للرئيس يذكر بالثناء الدائم لسلفه المخلوع حسنى مبارك فى وسائل الإعلام الرسمية، كما أنهم يعتقدون أنه بعيدا تلك البوادر الدراماتيكية، فإن مرسى لا يزال حتى الآن بعيدا عن إحداث تغيير جذرى حقيقى فى السياسة الخارجية لمصر. ويستندون إلى ذلك بالقول إن مرسى لا يزال حذراً ومتردد فى انتقاد حلفاء مبارك الأساسيين كالسعودية والولايات المتحدة وحتى إسرائيل، وذلك لأنه مقيد بحقائق المنطقة، وبحاجته إلى حلفاء فى الوقت الذى يحاول فيه مواجهة مشاكل مصر الداخلية.
من ناحية أخرى، قالت أسوشيتدبرس إنه على الرغم من التوقع بأن واشنطن لن تكون سعيدة بأن ترى أول زيارة لرئيس مصرى لإيران بعد أكثر من 30 عاما، إلا أنها انضمت إلى من أشادوا به. ونقلت تصريح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فينترل الذى رحب فيه بخطاب مرسى، وما قاله بشأن سوريا باعتباره واضحاً للغاية وقويا للغاية.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مايكل حنا، الخبير بشئون مصر فى مؤسسة القرن الأمريكية، قوله إن الناس لم يسمعوا زعيماً مصرياً يتحدث بهذه الطريقة، معبراً عن موقف فى السياسة الخارجية ضربت وترا حساسا فى المنطقة، وهذه هى المرة الأولى التى تستخدم فيها مصر لهجة شعبية فيما يتعلق بسياساتها الخارجية ربما منذ عقود.
وأشارت أسوشيتدبرس إلى أن عضو مجلس الشعب المنحل محمد أبو حامد، أحد أكثر المنتقدين للرئيس مرسى، قد أثنى عليه. وقال، فى تغريدة على حسابه على موقع تويتر، "إلى الرئيس: تحية تقدير لخطابك فى قمة طهران. آمل أن تنفذ الأفكار التى تحدثت عنها".
كما تحدثت الوكالة عن إشادة السلفيين بمرسى لتأكيده هوية مصر السنية، وفقا لما قاله لأحد شيوخهم. فى حين قال رجل الدين السعودى سليمان العودة على حسابه على تويتر "دعوا كل القادة العرب يذهبون إلى إيران لو قالوا الحقيقة مثلما فعل مرسى".
غير أن الوكالة تطرقت أيضا إلى بعض الأصوات التى أعربت عن القلق من تلك الإشادة الكبيرة بالرئيس، ومن بين هؤلاء الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى الذى قال إن الإشادة بالرئيس تجاوزت الحسابات السياسية الحذرة، مشيراً إلى أن مرسى لم ينتقد بشكل كبير إسرائيل.
وختمت أيسوشيتدبرس تقريرها بتعليق مايكل حنا قائلاً: إن مرسى بالتأكيد يصنع تغييرات كبيرة، فى الوقت الذى يتعين عليه فيه أن يتعامل مع اقتصاد متعثر فى حاجة إلى مساعدة من الحلفاء.