عدة قضايا محورية أثارها الرئيس محمد مرسى في الكلمة التي قالها في افتتاح قمة عدم الانحياز بطهران، ليؤكد من خلالها علي موقف مصر السياسي إزاء تلك القضايا الهامة والتي بدأها لأول مرة بالترضي على صحابة رسول الله في معقل"الشيعة"، ولكن فيما يخص القضية السورية جاءت كلمته لافتة للنظر لأنها حولت موقف مصر من مرتبة الدولة التي تستطيع التجميع إلى دولة ذات موقف واضح يقف في صف المعارضة السورية في مواجعة النظام. "كلمة متوازنة ومناسبة وصارخة في وجه الديكتاتورية عدا انها بدأت بمقدمة دينية طويلة تصلح لخطبة جمعة أكثر منها خطاب سياسى فى مؤتمر دولى وليس اسلامي" .. هكذا جاء تعليق الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الاعلامي علي خطاب الرئيس الذي أشار إلي أنه من الملاحظ أن النظام السوري يستحق ما قاله "مرسي"، لكن كان من الممكن تخفيفه لان مصر الان في لجنة رباعية لحل المشكلة السورية. ومن ثم فيجب أن تكون عنصر ومفتاح الحل لاطرافاً عديدة في أحد المعسكرين، حيث أثبت الرئيس محمد مرسي لمن ظنوا أنه سيذهب لإيران مهنئنا مجاملا متجاهلا محنة شعب سوريا أنهم علي خطأ شديد. وأضاف "عبد العزيز" أن الرئيس مرسي ضرب عشرة عصافير بحجر واحد .. بداية من ترضّيه عن الصحابة رضوان الله عليهم في طهران عقر دار الشيعة الاثنا عشرية في العالم، وسيذكر التاريخ أن الرئيس المصري صدع بالحق في قلب طهران متحدياً "نجاد" و"المالكي" وصف العمائم الذين كانوا يجلسون في المؤتمر ومن ورائهم الشيعة في العالم كله يتابعون. وأوضح كذلك دعمه للشعب السوري من علي منصة أعدائه بكلمات قوية كالنظام الفاقد الشرعية، والنظام القمعي وعلي المعارضة أن توحد صفوفها لتستعد لما هو آت، موضحا أننا انتقلنا من مرحلة رد الفعل والتحليل إلي مرحلة الفعل والتنفيذ وعلي الآخرين أن يختاروا هم ردود أفعالهم. بالإضافة إلي أن ردود أفعال "المالكي" والمعممين و الوفد السوري تثبت أن ما فعله مرسي أصابهم بالارتباك والذهول وسيجعلهم يعيدون حساباتهم في المستقبل ويحسبون ألف حساب لمصر ولدورها في المنطقة. كما أعاد الهيبة لخطابات الرئيس التي فقدناها أيام المخلوع مبارك، وتركيزه علي الدور الافريقي الواجب أن تلعبه في الأممالمتحدة ومجلس الأمن في الفترة القادمة فصار لنا أخيرا رئيس مصري يدرك أهمية العمق الافريقي ويجيد التحدث عنه في السياسة الخارجية. وأشار الدكتور محمود يوسف، أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة إلي حفاوة استقبال العلماء والجماهير لخطاب مرسي، فضلا عن شدّه من أزر الداعمين للقضية السورية داخل مصر و أشعرهم أن قيادتهم وراءهم وتساندهم، وأسكت المدّعين أن الاخوان يأخذون تمويلاً من ايران الي الأبد بكلمته في المؤتمر، كما خرج المنتقدون لزيارته ليستقبلوه بحفاوة بالغة عند عودته، "تلك عشرة كاملة". وعلي صعيد سياسي أشاد الدكتور أيمن نور، وكيل مؤسسي حزب غد الثورة بالخطاب الذي ألقاه الدكتور مرسي وأعتبره خطاب موفق للغاية حيث عبر عن موقف الشعب والحكومة المصرية من النظام السورى وأعلن مساندته للثورة السورية والشعب السورى فى مواجهة النظام القمعى بقيادة بشار الأسد، كذلك فالخطاب اليوم وضع موقف مصر من التسلح النووى فى المنطقة. وأضاف أنه يتوقع بعد ما شمله الخطاب اليوم من أشارات توضح الترابط بين السنة والشيعة أن يكون ذلك نواة لعودة العلاقات المصرية الإيرانية بعد فترة طويلة من الإنقطاع. كذلك أثني نبيل زكى القيادى بحزب التجمع علي خطاب "مرسى"، خاصة فى هجومة على نظام بشار الاسد القمعي دون أن يضع فى إعتباره أنه فى قلب إيران الحليف الرئيسي لسوريا ولنظام الأسد في المنطقة. وأضاف أن مرسي كان موفقا بشكل كبير اليوم خاصة فى أشارته للزعيم جمال عبدالناصر ودورة فى تأسيس حركة عدم الإنحياز وكذلك فى الإشارة للخلفاء الأربعة وأزالة الفجوة بين الشيعة والسنة. وتوقع "زكي" أن يتسبب هذا الخطاب في أزمة مع النظام السوري خاصة بعد إنسحاب الوفد السوري من المؤتمر رداً على هجوم مرسي على النظام وقيادته علاوة على بوادر غير طيبة للعلاقات مع إيران بأعتبارها الحليف الاستراتيجي لبشار. وفى سياق آخر أكد اسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهار أن زيارة مرسي لطهران في الاساس كانت مثيرة للاستهجان، خاصة وأن النظام الإيرانى نظام قمعي يسحل الثوار ويقضي على الثورة فى مهدها والثوار هم من أتوا بمرسى لسدة الحكم فكيف يذهب مرسى اليهم من الأساس بغض النظر عن الخطاب الذى ألقاه اليوم، فالخطاب كان تصادمياً مع عدد من الجهات التى شن مرسي عليها هجوما كاسحا كالنظام السورى على سبيل المثال وكذلك إيران الحليف الرئيسى لسوريا. ومن جهة أخرى أشاد تامر القاضي المتحدث بإسم أئتلاف شباب الثورة بخطاب مرسي وأعتباره خطاباً جيد يحقق تطلعات الثورة على الصعيد الدولى ويعيد لمصر دورها الريادي كذلك فهو جاء معبراً عن تعاطف الشعب المصرى مع الشعب السورى ومساندته في ثورته ضد نظام الأسد. بالأضافة إلى كون الخطاب علاوة على الزيارة يعتبر نواة لعودة العلاقات مع إيران وذلك لما يمثله من أهمية إحداث توازن إستراتيجى في المنظقة.