أهتمت الصحف الأجنبية بالكلمة التى ألقاها أمس الرئيس المصرى محمد مرسى فى الجلسة الافتتاحية لقمة دول عدم الانحياز التى تعقد فى طهران, وركزت معظم الصحف بشكل خاص فى تعليقها على ما ذكره الرئيس مرسى فى خطابه بشأن سوريا. فقالت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" أن كلمة رئيس مصر الجديد فى الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز فى طهران تسببت فى احراج وازعاج بين مضيفيه يوم الخميس عندما هاجم النظام السوري الحليف المقرب لايران، ووصفه بأنه "نظام قمعي" وفقد شرعيته، وأشاد بالشعب السورى فى نضاله من أجل حقوقه ضد بشار الاسد, مما أدى إلى أنسحاب الوفد السورى احتجاجا عن هذه الكلمة التى ادلى بها الرئيس مرسى . وفى تقرير لصحيفة "أندبندنت" تقول الصحيفة أن تعليقات مرسى بشان القضية السورية من المرجح أن تضع المزيد من الضغوط على النظام السورى، وفى النفس الوقت ستعمق هوة الخلاف المتسعة مع إيران . وأعتبرت الصحيفة البريطانية أن تصريحات الرئيس مرسى تمثل ضربة فى عقر دار طهران، التي تتدعم بشده نظام الاسد وتقاوم أن تفقد عنصرا حيويا في السياسة الخارجية اذا ما سقط الأسد. وفى نفس السياق أعدت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، قالت فيه أن خطاب مرسى أمس الخميس فى قمة عدم الانحياز فى طهران يوضح مدى الفجوة العميقة بين إيران ومصر لإيجاد حل للصراع في سوريا . وأضافت انه فى حين تحدث مرسي ضد "النظام القمعي" في سوريا، وقال أن المعارضة يجب أن تتحد في جهودها للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد , مشبها الانتفاضة في سوريا بالثورات التي أطاحت بالقادة المستبدين في عدد من دول شمال أفريقيا, فعلى النقيض من تصريحات مرسي، تجنب المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي أي ذكر للقضية السورية . واشارت الصحيفة الامريكية إلى أن الرئيس مرسي لم يذكر شيئا عن الاضطرابات في البحرين، ربما لتجنب ازعاج المملكة العربية السعودية، التى ساعدت النظام الملكي في البحرين لقمع الانتفاضة . ومن ناحية اخرى، أشارت نيويورك تايمز إلى أن قمة عدم الانحياز هى أكبر مؤتمر دولي في إيران منذ الثورة الاسلامية عام 1979 , لذلك قام الزعماء الايرانيين بتصوير هذا الاجتماع الذي حضره وفود من 120 دولة، باعتباره تأكيدا على أهمية إيران في العالم وانتصارا على المحاولات الغربية لعزلها، لكن هذه الاستضافة الانتصارية لايران أنحرفت عن مسارها بالنسبة للايرانيين عندما قام اثنين من أبرز المتحدثين الضيوف، الرئيس المصرى محمد مرسي والامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون ، بادانة قمع النظام السورى للانتفاضة المسلحة في سوريا التى هى حليف وثيق لإيران، وذلك بحسب الصحيفة. وقالت "نيويورك تايمز" أن إيران أصبح واضحا الآن أنها تقف معزولة في العالم الإسلامي في دعمها للرئيس بشار الأسد، كما أن وسائل الاعلام المحلية الايرانية لم تذكر تصريحات السيد بان كى مون والرئيس مرسي ، التى تتعارض بشدة مع خط ايران الرسمي فى الدعم المطلق لنظام بشار الاسد . فيما وصفت صحيفة "دايلى تليجراف" كلمة مرسى باعتبارها ازدراء دبلوماسي قوى ، قائلة أن زعيم مصر الجديد أستخدم أول زيارة له الى ايران ليقول لمضيفيه أنهم اختاروا الجانب الخطأ في الحرب الأهلية السورية . وأضافت الصحيفة البريطانية أنه على الرغم من أن الرئيس الاسلامى محمد مرسي قد أثار القلق في الغرب بأن قراره لحضور اجتماع قمة عدم الانحياز في طهران يمثل تحولا في مسار سياسة البلاد الخارجية, ولكنه استخدم كلمته التى ألقاها لدعوة نظام الأسد في سوريا، الحليف الأقرب لايران ، للرحيل ودعم الثورة السورية , وهو نفس الخط الذى يتبناه أغلب المجتمع العربى والدولى . وأشارت الصحيفة إلى أن دعم مرسى للمعارضة في سوريا ليس امرا مفاجئا , حيث أن مصر الآن يتولى قيادتها زعيم من جماعة الإخوان المسلمين التى هى العدو الاشرس لنظام الأسد، ولكن أعتبرت الصحيفة خطابه بانه كان أقوى مما يلزم . وفى السياق ذاته نقلت وكالة انباء "أسوشيتد برس" عن المتحدث باسم الخارجية الاميركية, باتريك فنتريل , ترحيبه بتعليقات مرسي حول سوريا، ووصفها بأنها "واضحة جدا وقوية للغاية" ، خاصة وأنه قدمها في طهران إلى " بعض الناس الذين يحتاجون للاستماع اليها هناك". وقال فنتريل في مؤتمر صحفي في واشنطن:"نحن نتقاسم هدف مصر فى رؤية نهاية لنظام الأسد ، ووضع حد لإراقة الدماء ، والانتقال إلى سوريا ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان". ومن جانبه وصف آرون ديفيد ميلر، وهو الباحث والمحلل السياسى بمركز وودرو ويلسون الدولي والمفاوض السابق فى الشرق الأوسط، أول خطوة رئيسية لمرسي فى السياسة الخارجية بأنها خطوة ماهرة لتحقيق توازن قبل رحلته إلى الولاياتالمتحدة الشهر المقبل. وقال ميلر لاسوشيتد برس: "رغم أن مرسى يفقد نقاط مع الولاياتالمتحدة بسبب ذهابه إلى ايران، لكنه يوازن ذلك من خلال انتقاد النظام السوري، وبالتالي طهران.. فهذه لعبة ذكية ". أندبندنت: تعليقات مرسى بشأن القضية السورية من المرجح أن تضع المزيد من الضغوط على النظام السورى وتعمق هوة الخلاف المتسعة مع إيران نيويورك تايمز: خطاب مرسى بقمة طهران يوضح اتساع الفجوة بين إيران ومصر لإيجاد حل للصراع في سوريا نيويورك تايمز: لم يذكر شيئا عن الاضطرابات في البحرين ربما لتجنب ازعاج المملكة العربية السعودية دايلى تليجراف: زعيم مصر الجديد أستخدم أول زيارة له الى ايران ليقول لمضيفيه أنهم اختاروا الجانب الخطأ في القضية السورية المتحدث باسم الخارجية الاميركية ل"أسوشيتد برس": تعليقات مرسي حول سوريا واضحة جدا وقوية للغاية وقدمها إلى بعض الناس الذين يحتاجون للاستماع إليها