◄أطباء لرئيس الجمهورية: «ننتظر قراراتك بمواجهة الاعتداءات على المستشفيات».. و«مينا»: الحل فى التوعية بخطورة البلطجية نالت المستشفيات نصيبها مما ناله الشارع المصرى، من أحداث انفلات أمنى، واعتداءات على المواطنين، والعاملين، حيث تجرعت أقسام الاستقبال بالمستشفيات المصرية المختلفة، مرارة الاعتداءات المتوالية، على أطقم العاملين فيها، خلال الشهور السابقة، وزادت حدتها، ووتيرتها، خلال الفترة الانتقالية، بين تغيير وزراء الداخلية، السابقين، منصور العيسوى، ومحمد إبراهيم، واشتدت أحداث الاعتداءات على الأطباء، وأطقم التمريض، خلال الفترة الحالية، التى تشهد انشغالا أمنيا بسيناء، واكب تولى وزير الداخلية الحالى، اللواء أحمد جمال الدين لمنصبه، وهو ما جعل أطباء المستشفيات، يطالبون الرئيس محمد مرسى، بتوفير الأمن، ومواجهة الاعتداءات المستمرة عليهم. قالت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن الاعتداء على المستشفيات كارثة بكل معنى الكلمة، مشيرة إلى أنها كارثة تهدد حياة الأطباء والمرضى بالخطر، كما إنها كارثة غير مسبوقة على مستوى العالم كله، لافتة إلى أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ أى رد فعل رسمى قوى لحماية المستشفيات وتأمينها ومعاقبة المجرمين وردعهم ومحاسبة المتخاذلين، وهو ما يهدد بغلق المستشفيات أو هجرة الأطباء والعاملين بالمستشفى له لحين توفير التأمين الكافى له وهو ما حدث بالفعل فى عدد من المستشفيات. وأكدت مينا أن هناك سببين أساسيين وراء هذه الأزمة، أولهما عدم رضاء المواطنين عن مستوى الخدمة الصحية، وفقدان الثقة تماما فى المستشفيات الحكومية والفريق الطبى، والآخر بسبب تزامن هذا الغضب وعدم رضاهم مع حالة الانفلات الأمنى الموجودة فى البلاد، لتواجه المستشفيات والعاملون بها وحدهم غضب المواطنين وعدم رضاهم عن المستوى الطبى المقدم، بالإضافة إلى الخطر الأمنى وتهديد البلطجية وانتشار السلاح والاعتداء على الأطباء والعاملين وأجهزة المستشفى فى ظل غياب أفراد الأمن لحماية المستشفى أو تراجع بعضهم عن القيام بدوره. وأضافت مينا أنه نتيجة لكل ذلك ومع تكرار حوادث الاعتداء على المستشفيات، يضطر الأطباء لإغلاق المكان حتى يتم تأمينه بشكل كاف ليستجيب الأمن وتتوافر الحماية ويعود العمل إلى المستشفى، ويغيب الأمن بعدها تدريجيا وتتكرر الاعتداءات ليتكرر الإغلاق، حتى وصل الأمر إلى إغلاق أقسام الاستقبال فى سبعة مستشفيات كبرى فى القاهرة من ضمنها قصر العينى والحسين والساحل، دون أن يتم اتخاذ رد فعل قوى وحاسم لحل المشكلة، حتى وعود تأمين 100 مستشفى كبرى التى وعد بها الرئيس محمد مرسى، لم تنفذ. يذكر أن المستشفيات التى تم إغلاق أقسام الطوارئ بها أخيرا، هى المنيرة العام ومنشية البكرى والشيخ زايد التخصصى والدمرداش وسيد جلال والزهراء، بالإضافة إلى عدد كبير من المستشفيات بالمحافظات، كسوهاج العام والمنيا العام وبنى سويف وملوى. ومن جانبه قال الدكتور أمير زهران مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفى أم المصريين أن شدة وعنف الاعتداء الأخير جعل العمل صعبًا وغير آمن لأى فرد من العاملين بالمستشفى خاصة الأطباء. وأشار إلى أن السبب الحقيقى وراء تطور وزيادة هذه الاعتداءات أن الأوضاع قبل الثورة كانت منضبطةً، أما بعد اختفاء الأمن من كل مكان فأصبح من السهولة أن يعتدى أى شخصٍ على الآخر دون محاسبة. ولفت إلى أن المشكلة الأخيرة التى وقعت فى أم المصريين فى نهاية شهر أبريل الماضى كانت استكمالا لمشاجرة بدأت خارج المستشفى، وأراد المعتدون استكمالها مع المريض الذى وصل إلينا داخل المستشفى فراح ضحيتها أحد العاملين فى المستشفى وإصابة آخرين. ولفت إلى أنه لا بديلَ لإنهاء هذه الأزمة المتكررة عن أداء كل فرد عمله على أكمل وجه، فيقوم الطبيب فى علاج المرضى بحسب طبيعة وظيفته، بينما يقوم ضباط الشرطة بالتأمين والحماية التى توقفوا عنها من مدة طويلة، مضيفاً: «كلما أبلغنا الشرطة عن أى حادثة داخل المستشفى يردون بأن الخدمات قليلة ولا يوجد عدد من الأفراد يكفى لإرسالهم إلينا، ولذلك قررنا التوقف». وأكد الدكتور محمد علوان، أستاذ الجراحة العامة بمستشفى القصر العينى، أن أعمال البلطجة والهجوم على المستشفيات هى مأساة حقيقية واستمرارها حتى الآن بدون وجود تشريع لمواجهة هذه الظاهرة كارثة بمعنى الكلمة، موضحا أنه لا يمكن السكوت على اقتحام بلطجية للمستشفيات وأقسام الطوارئ والاعتداء على الأطباء والحكيمات والعاملين بها وتكسير الأجهزة والمعدات لمجرد أنهم لا يتقبلون الانتظار للانتهاء من الإجراءات اللازمة أو عدم رضاهم عن الخدمة الطبية، مشيرا إلى أن المستشفى لا يمكنه حماية نفسه بشكل كامل خاصة أنه لا يوجد غير 3 أفراد شرطة عسكرية يعملون على تأمين المستشفى إلا أنهم لن يستطيعوا مواجهة الأعداد الكبيرة من البلطجية المسلحين الذين يواجهونهم. وأكد علوان أن قسم الطوارئ بالمستشفيات يمثل روح المرضى، ويجب أن تكون هناك توعية بخطورة الهجوم عليه أو الاعتداء على المعدات به مما يضطر إدارة المستشفى إلى غلقه مثلما حدث كثيرا فى الفترة الأخيرة.