كشف تقرير أعدته مجلة بوليتيكو المختصة فى الشأن الأوروبى اليوم الأربعاء، أن سياسيين فى برلين أعربوا عن مخاوفهم من أن تؤدى الزيادة الحادة فى أعداد اللاجئين الأوكرانيين الوافدين إلى ألمانيا إلى تقليص الدعم للمساعدات العسكرية المقدمة لكييف. ورصد التقرير تهديد هؤلاء السياسيين بجانب نظرائهم في بولندا- وهما الدولتان اللتان تستضيفان أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين داخل الاتحاد الأوروبي- بسحب بساط الترحيب في ظل زيادة حادة في عدد الشباب الأوكرانيين الذين يدخلون بلديهما في الأسابيع الأخيرة بعد تخفيف كييف لقواعد الخروج. وبينما يسود شعور إيجابي بشكل عام تجاه الأوكرانيين في كلا البلدين، إلا أن تزايد وجودهم أصبح نقطة خلاف متزايدة تستغلها الأحزاب اليمينية المتطرفة، ومع دخول العمليات العسكرية الروسية لأوكرانيا شتائها الرابع، من المتوقع أن يحتدم النقاش مع تعرض الملايين لخطر البقاء بدون تدفئة أو ماء أو كهرباء في الأشهر المقبلة بسبب الهجمات المستمرة من قبل القوات الروسية. ففي ألمانيا، حذر أعضاء الحزب المحافظ الحاكم بزعامة المستشار فريدريش ميرز من أنه بينما تواصل البلاد استقبال اللاجئين الأوكرانيين، قد يتضاءل الدعم الشعبي للقضية الأوكرانية إذا ما بدا أن المهاجرين الشباب يتجنبون الخدمة العسكرية. وقال يورجن هاردت، وهو مشرع بارز في السياسة الخارجية من حزب ميرز المحافظ، لمراسل بوليتيكو في برلين أمس: ليس لدينا مصلحة في أن يقضي الشباب الأوكرانيون وقتهم في ألمانيا بدلاً من الدفاع عن بلادهم، أوكرانيا تتخذ قراراتها الخاصة، لكن التغيير الأخير في القانون أدى إلى موجة هجرة يجب علينا معالجتها . وذهب حزب الكونفدرالية اليميني المتطرف في بولندا إلى أبعد من ذلك، حيث قال في بيان:لا يمكن لبولندا أن تستمر في أن تكون ملاذًا لآلاف الرجال الذين يجب أن يدافعوا عن بلادهم، بينما يتحمل دافعو الضرائب البولنديون تكاليف هروبهم. وأوضح التقرير أن أعداد الوافدين الأوكرانيين إلى كلا البلدين زادت بشكل كبير بعد تخفيف قواعد الخروج الأوكرانية خلال الصيف الماضي- وهي خطوة كان الهدف منها، على نحو مفارقة، تخفيف مشاكل التجنيد العسكري من خلال تسهيل دخول وخروج الشباب. وعقب ذلك، عبر ما يقرب من 45300 رجل أوكراني تتراوح أعمارهم بين 18 و 22 عامًا الحدود إلى بولندا منذ بداية عام 2025 حتى تخفيف قيود الخروج في نهاية أغسطس، وفقًا للأرقام التي أرسلها حرس الحدود البولندي إلى بوليتيكو. وفي الشهرين التاليين، ارتفع هذا العدد إلى 98500، وذلك بمعدل 1600 شخص يوميًا. ويبدو أن العديد من الوافدين الجدد واصلوا التحرك غربًا إذ ارتفع عدد الشباب الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا والذين يدخلون ألمانيا من 19 شخصًا أسبوعيًا في منتصف أغسطس إلى ما بين 1400 و1800 شخص أسبوعيًا في أكتوبر، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الألمانية التي استشهدت بأرقام من وزارة الداخلية الألمانية. وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خفف قواعد الخروج للرجال الذين لم يبلغوا بعد سن الخدمة العسكرية، التي تبدأ في سن 25 عامًا، في نهاية أغسطس. أما في السابق، فلم يكن يُسمح للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا بمغادرة البلاد؛ ولكن بموجب اللوائح الجديدة، يمكن للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا المغادرة والعودة دون التعرض للملاحقة القضائية. ويعني هذا التغيير- حسبما ذكر التقرير- أن الشباب الأوكرانيين الموجودين في الخارج تمكنوا من العودة دون خوف من عدم السماح لهم بالمغادرة مرة أخرى، وكان الأمل هو أن يبقوا ويوافقوا على التجنيد عند بلوغهم سن 25 عامًا. بينما كان السبب الآخر هو ثني الآباء عن نقل أبنائهم إلى الخارج في سن 16 أو 17 عامًا- وهو اتجاه رصدته السلطات. وعند إعلان تغيير القاعدة في الصيف، قال زيلينسكي: إذا أردنا إبقاء الأولاد في أوكرانيا، فنحن بحاجة حقًا إلى أن يكملوا دراستهم هنا أولاً وأن لا يأخذهم آباؤهم بعيدًا، مضيفا أنه يخشى أن يفقدوا ارتباطهم بأوكرانيا بخلاف ذلك. وتستضيف ألمانيا وبولندا أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يعيش حوالي 1.2 مليون شخص فروا من أوكرانيا بعد العمليات الروسية في فبراير 2022 في ألمانيا وما يقرب من مليون شخص في بولندا- أي أكثر من نصف جميع الأوكرانيين الذين يتمتعون بوضع الحماية في التكتل، وفقًا لبيانات رسمية صدرت من الاتحاد الأوروبي، ويتلقى حوالي 490 ألف مواطن أوكراني في سن العمل إعانات بطالة طويلة الأجل في ألمانيا، وفقًا لبيانات وكالة التوظيف الألمانية.